إيران: أسرة مهسا أميني تدعو لإحياء ذكرى وفاتها وسط حملة أمنية واعتقالات لمنع اندلاع الاحتجاجات
على وقع حملة أمنية مشددة لمنع اندلاع الاحتجاجات في إيران من جديد، دعت أسرة الشابة مهسا أميني إلى إحياء ذكرى وفاتها الأولى في السادس عشر من الشهر الجاري، يأتي ذلك فيما أعلن جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، في بيان، اعتقال ستة أشخاص بـ"تهمة تحريض الرأي العام".
وفي منشور قصير على صفحة العائلة بمنصة "إنستغرام"، قال أمجد أميني ومجغان افتخاري، والد ووالدة مهسا (جينا) أميني: "إننا أسرة جينا كأي عائلة ثكلى سنلتقي في الذكرى السنوية لاستشهاد فلذة كبدنا جينا أميني على قبرها، وسنقيم المراسم التقليدية والمذهبية".
وفيما ذكرت مواقع إخبارية أن مدينة سقز في محافظة كردستان الإيرانية، التي تعيش فيها العائلة، تخيم عليها أجواء أمنية هذه الأيام، شكر والد مهسا أميني أهالي المدينة داعياً إلى "تجنب أي عنف وتجنب الرد عليه".
وجاء هذا النداء بعد أيام من اعتقال السلطات الأمنية صفا عائل، خال مهسا أميني، الثلاثاء الماضي.
وإلى ذلك، استبقت السلطات الإيرانية الذكرى الأولى لاحتجاجات مهسا أميني بإطلاق حملة أمنية شملت اعتقالات لبعض أعضاء أسر القتلى والناشطين، لمنع اندلاع احتجاجات، على غرار ما حصل العام الماضي.
وأعلن جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، في بيان، اعتقال ستة أشخاص بـ"تهمة تحريض الرأي العام في خمسة حسابات افتراضية على إثارة الشغب وبث الفوضى"، في إشارة إلى الدعوة إلى التظاهر في الذكرى الأولى لاحتجاجات مهسا أميني.
وأضاف البيان أن "هؤلاء العناصر تزامناً مع الضجة التي يثيرها المعارضون لبث الفوضى في ذكرى أعمال الشغب للعام الماضي، فإن أصحاب تلك الصفحات الافتراضية كانوا يخططون للتجمع وإثارة الشغب في الأيام المقبلة"، على حسب تعبير البيان.
واتهم الحرس الثوري المعتقلين الستة بـ"التورط في أعمال الشغب بالعام الماضي"، في إشارة إلى الاحتجاجات السابقة.
وأعلنت الأجهزة الأمنية الإيرانية، الأربعاء، أنها قامت بتفكيك شبكة اتهمتها بالارتباط بالخارج، وقالت إنها كانت بصدد تنظيم احتجاجات، وسط دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لإحياء الذكرى الأولى لوفاة أميني.
وكانت مهسا أميني قد سافرت برفقة عائلتها إلى طهران في 13 سبتمبر/ أيلول العام الماضي من مدينة سقز إلى طهران لزيارة بعض أقاربهم، إلا أن شرطة الآداب في العاصمة الإيرانية اعتقلتها على خلفية الحجاب واتهامها بخرق قواعده، واقتادتها إلى مقر الشرطة، قبل أن تنتقل إلى المستشفى في حالة إغماء، ثم توفيت فيها.
وتتهم عائلتها الشرطة الإيرانية بتعنيفها والتسبب في مقتلها، وسط نفي الشرطة التورط في ذلك. ونشر الطب العدلي الإيراني تقريراً قال فيه إن وفاتها بسبب أمراض سابقة كانت تعاني منها، لكن عائلتها رفضت التقرير، ودعت إلى تشكيل لجنة من بين أعضائها أطباء معتمدون وموثوقون لدى العائلة.
وخلفت احتجاجات العام الماضي في إيران، والتي رفعت شعار "امرأة، حياة، حرية"، أكثر من 400 قتيل، وفق مؤسسات حقوقية معارضة خارج إيران، غير أن حصيلة القتلى الرسمية لم تعلن بعد. وكان من بين القتلى والجرحى عدد من عناصر الشرطة والأمن.