استمع إلى الملخص
- بدأت إجراءات انسحاب قوات التحالف من العراق، حيث انسحب العشرات من الجنود الأميركيين من قاعدة عين الأسد، وبدأت عمليات جرد وتفكيك المؤسسات العسكرية، مع استمرار عمل اللجنة العسكرية المشتركة لوضع ترتيبات الانسحاب.
- أصدرت جماعة "المقاومة الإسلامية" بياناً يشترط خروجاً شاملاً للقوات الأجنبية، وعدم استخدام الأراضي العراقية لعمليات في سوريا، وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن إخراج التحالف يعني إخراج القوات الأميركية.
على الرغم من ترحيب معظم الأحزاب العراقية بالبيان الأميركي العراقي المشترك، الذي صدر يوم الجمعة الماضي وأكد إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق خلال الـ12 شهراً المقبلة، وفي موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/ أيلول 2025، إلا أن بعض الفصائل والأطراف السياسية المُقرّبة من طهران طرحت تساؤلات حيال عدم وضوح مصير الوجود الأميركي في العراق، والاكتفاء بالحديث عن التحالف الدولي ككل.
وكان البيان قد نصّ على أنه "كون العراق عضواً أساسياً في التحالف الدولي ولمنع عودة التهديد الإرهابي لداعش من شمال شرقي سورية، ووفقاً للظروف على الأرض، ستستمر المهمة العسكرية للتحالف العاملة في سورية انطلاقاً من منصة تم تحديدها من قبل اللجنة العسكرية العليا حتى سبتمبر/ أيلول 2026". ونص البيان على الانتقال إلى "علاقات أمنية ثنائية"، بطريقة وصفها بأنها "تدعم القوات العراقية وإدامة الضغط على داعش"، لكن لم يجر الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بالقوات الأميركية الموجودة في العراق، وتم الاكتفاء بالحديث عن التحالف الدولي في العراق ككل، فيما لم يتحدث مسؤولون عن شمولها بالخروج من البلاد كما تُطالب بعض القوى السياسية، وتحديداً القريبة من طهران.
تاريخ محدد لإنهاء مهام التحالف الدولي في العراق
وأفادت مصادر حكومية عراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، بأن "الاتفاق يُعتبر نهائياً، ويقوم على تاريخ محدد لإنهاء دور التحالف الدولي في العراق بالكامل، بموعد أقصاه نهاية سبتمبر العام المقبل، وهذا يشمل جميع دول التحالف"، وأكدت أن "الاتفاق يتضمن إمكانية استدعاء العراق للتحالف أو أحد أطرافه في حال وجود تهديد أمني وشيك، للمساعدة والدعم".
لكن قائداً عسكرياً رفيعاً في الجيش العراقي أقر في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "المناقشات شملت التحالف الدولي وليس الأميركيين بمفردهم، الذين يمارسون مهام وفق اتفاق خارج الاتفاق مع التحالف الدولي، ومنها أمنية واستشارية ومخابراتية ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقّعة منذ عام 2008 بين العراق وواشنطن إبان حكومة نوري المالكي". وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "انسحاب التحالف الدولي سيكون تدريجياً من العراق، ويبدأ بالانتقال من غرب العراق ووسطه في قاعدتي عين الأسد بالأنبار ومعسكر فيكتوري ببغداد إلى إقليم كردستان حيث قاعدة الحرير الجوية في مدينة أربيل بإقليم كردستان، لكن هناك بعض الغموض بشأن القوات الأميركية الموجودة في تلك القواعد أيضاً، وتتولى عمليات تدريب ورصد جوي، وتحليل معلومات، والخدمات الفنية للمعدات العسكرية، مثل طائرات أف 16 وكتائب مدرعات ودبابات أميركية، في حوزة الجيش العراقي".
قائد في الجيش العراقي: المناقشات شملت التحالف الدولي ككل
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، في تصريحات للتلفزيون الحكومي (تلفزيون العراقية)، الثلاثاء الماضي، أن "إجراءات انسحاب قوات التحالف من العراق بدأت منذ إعلان البيان المشترك بين العراق وأميركا"، مضيفاً أن "العشرات من الجنود الأميركيين انسحبوا خلال الأيام الثلاثة الماضية من قاعدة عين الأسد، وهناك تهيئة للانسحاب من الوحدة الثالثة"، وهو ما لم تؤكده قيادة القوات الأميركية أو التحالف الدولي لغاية الآن. وتابع أن "قوات التحالف بدأت بجرد وتفكيك المؤسسات الكبيرة والمهمة القابلة للتفكيك، وهناك لجنة عسكرية مشتركة مستمرة بعملها لوضع ما تبقّى من ترتيبات ودفعات الانسحاب"، مؤكداً أن "مهمة التحالف ستنتهي في العراق تماماً خلال سنة".
اعتراضات على الوجود الأميركي
لكن جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق أصدرت بياناً لاحقاً قالت فيه إن لديها ثلاثة شروط في ما يتعلق بإخراج القوات الأجنبية من العراق بشكل كامل. وأوضحت الجماعة أن الاتفاقية التي أعلنت عنها الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة يجب أن تتضمن ثلاثة شروط: "أن يكون الخروج شاملاً، وألا تكون عملياتهم التي يريدون القيام بها داخل الأراضي السورية انطلاقاً من الأراضي العراقية، وعدم منح الحصانة للقوات العسكرية الأجنبية أياً كانت مسمياتها"، مهددة بأنه "بخلاف ذلك، نحن غير معنيين بأي اتفاق لا يتضمن ما ذُكر من هذه الشروط".
علي نعمة: إخراج التحالف الدولي يعني إخراج القوات الأميركية من العراق
من جهته، أشار عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علي نعمة إلى أن "إخراج التحالف الدولي يعني إخراج القوات الأميركية من العراق، ولا تراجع عن هذا الخيار لدى القوى السياسية الوطنية، كما أن الحوار مع الأميركيين شمل مصير القوات الأميركية في العراق". وأوضح نعمة في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الأحزاب داعمة للحكومة في هذا التوجّه، على الرغم من وجود أصوات لا تقبل بهذه النهاية، لكن العراق لا بد أن يعاود السيطرة على سيادته من دون وجود القوات الأجنبية في البلاد".
أما الخبير الأمني في العراق سرمد البياتي فلفت إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية واحدة من 86 دولة ضمن التحالف الدولي، والاتفاق الذي جرى بين بغداد وواشنطن يشمل القوات الأميركية في خطة الانسحاب التدريجي من العراق"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العراق لديه اتفاقات أمنية في حال تعرّضه إلى أزمة أمنية، فإن الولايات المتحدة وبقية الشركاء لن يتخلوا عنه".