"إنفورماسيون" الدنماركية: "إعلان بكين" يمهد للوحدة الفلسطينية التي ترفضها إسرائيل

26 يوليو 2024
وزير الخارجية الصيني يتوسط ممثلي فتح وحماس خلال "إعلان بكين"، 23 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الاتفاق بين حماس وفتح في بكين**: "إعلان بكين" يمهد لوحدة فلسطينية جديدة ويزيد الضغط على نتنياهو، ويعتبر انتصاراً للدبلوماسية الصينية بعد نجاحها في التوسط بين إيران والسعودية.

- **ردود الفعل الإسرائيلية والدولية**: الإعلان يثير غضب نتنياهو ويعكس معارضة إسرائيلية قوية، مع تهديدات بمنع تطبيقه رغم تشابهه مع حل الدولتين.

- **التحديات والمستقبل**: نتنياهو يسعى لعرقلة الخطة خوفاً من سقوط حكومته، و"إعلان بكين" يهدف لتشكيل دولة فلسطينية وحكومة انتقالية، لكن غياب الانتخابات الحرة يعيد الأمر لتوافق الأحزاب.

اعتبرت افتتاحية صحيفة إنفورماسيون الدنماركية، اليوم الجمعة، أن الاتفاق بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين في العاصمة الصينية بكين والذي اصطلح تسميته "إعلان بكين" يمهد لوحدة فلسطينية، وربما يقدّم أملاً بتسوية سلمية جديدة. وجمعت الصحيفة بين إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابه أمام الكونغرس الأميركي، وتوقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان بكين"، بالقول إنه "تطور مثير للسخرية أن تأتي كلمة نتنياهو في اليوم التالي لتوصل أكبر فصيلين فلسطينيين، حماس وفتح، إلى إعلان بكين لتأسيس حكومة في إطار دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية".

وبعد وصفها الإعلان بأنه "انتصار جديد" للدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط، بعدما توسطت في تسوية بين إيران والمملكة العربية السعودية في مارس/ آذار 2023، رأت "إنفورماسيون" أنّ "قبول الفصائل الفلسطينية الأربعة عشر للعملية الدبلوماسية يزيد من الضغط على نتنياهو". وشرحت قراءتها هذه على أساس أنّ ذلك "يفتح المجال لحل تكون فيه السلطة الفلسطينية التابعة لفتح هي الوصي على قطاع غزة الممزق، لكن مع وجود دور ثانوي لحركة حماس، يعترف بأن تنظيم الحركة سيكون عامل قوة في المستقبل"، على حد قول الصحيفة الدنماركية.

"إعلان بكين يرسم ملامح حلول للخروج من الحرب"

وعبرت افتتاحية الصحيفة عن اعتقادها أنّ "إعلان بكين يرسم ملامح حلول للخروج من الحرب، بمساهمة أميركية-أوروبية وعربية معتدلة"، مضيفة أنّ تلك الحلول "أرعد ضدها نتنياهو على منبر الكونغرس الأميركي باتهامات ضد الجميع". ومضت ترسم قراءتها لمعارضة دولة الاحتلال الإسرائيلي للوحدة الفلسطينية، حيث اقتبست قول وزير خارجية حكومة نتنياهو، يسرائيل كاتس، إنّ "إعلان بكين أسقط القناع عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يحتصن القتلة والمغتصبين"، على حد وصفه، وذلك بسبب لقاء نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

وفي الاتجاه ذاته، أشارت الصحيفة إلى أنّ تصريح كاتس بأن "أمن إسرائيل سيبقى في أيدي الإسرائيليين"، هو بمثابة توعّد إسرائيلي بمنع تطبيق "إعلان بكين" على الأرض، هذا على الرغم من أنّ تسوية بكين تشبه حل الدولتين الذي يدعو إليه الغرب، والذي رفضته إسرائيل باستمرار، وفق قول "إنفورماسيون". وعادت الصحيفة الدنماركية لتذكر بتفاصيل خطة وقف الحرب على غزة ومراحلها، ومراهنة الأميركيين على أن تتوج بمفاوضات على أساس حل الدولتين و"تقديم التطبيع مع السعودية كطعم سياسي (لنتنياهو من قبل الجانب الأميركي"، بحسب الصحيفة.

وبعد تعريجها على مواقف حركة حماس وقبولها بخطة وقف إطلاق النار، أشارت الصحيفة إلى أنّ "نتنياهو يريد عرقلة المرحلة الثانية منها، والتي تشمل وقفاً للحرب، لأنّ الأمر سيؤدي إلى سقوط حكومته وإنهاء مسيرته السياسية في قفص الاتهام في ثلاث قضايا فساد". ومضت تضيف أنه رغم أنّ نتنياهو لا يحظى بشعبية خارج حكومته اليمينية، فإنه لا يزال يتمتع بأغلبية سياسية في الكنيست، وكذلك بين سكان إسرائيل، وضد حل الدولتين، كما أوضح التصويت الأخير في الكنيست بشكل لا لبس فيه.

ومع أنّ "إنفورماسيون" أشارت إلى أنّ قراءة متأنية لـ"إعلان بكين" ستظهر النية في تشكيل دولة في غزة والضفة والقدس الشرقية، وتأسيس حكومة انتقالية، لاحظت أنّ غياب الحديث عن إجراء انتخابات حرة يؤكد أن الأمر سيعود إلى الإجماع على حكومة بين الأحزاب العلمانية في منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي. مع ذلك، سردت الصحيفة، حالة الانقسام الفلسطيني المستمر منذ سيطرة حركة حماس على غزة في عام 2007، معتبرة أنه وبالرغم من أنّ "إعلان بكين" تحدث عن إنهاء الانقسام بين "فتح" و"حماس"، إلا أنه جرت محاولات سابقة بمساعدة مصر والجزائر وروسيا، والآن الصين. ولفتت "إنفورماسيون" إلى أنه "لا تزال هناك عقدة أيديولوجية يتعين حلّها، خاصة في ما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل الذي انتهجته منظمة التحرير الفلسطينية منذ 1988، بينما حركة حماس رفضته دائماً"، على حد قولها.

وشددت الصحيفة في استخلاصها على أن "هناك ضوءاً في نهاية نفق المصالحة الفلسطينية. وريثما يحدث ذلك، ستستمر معاناة المدنيين الفلسطينيين في المستقبل المنظور"، خاتمة بتهكم: "لأنه يجب ضمان امتداد حياة نتنياهو السياسية. إنها المفارقة الأشد قسوة".

المساهمون