كشفت مصادر سياسية وبرلمانية في مصر، اليوم الاثنين، عن أن مؤسسة الرئاسة ستُعلن أسماء المعينين في مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) خلال ساعات قليلة، والذي من المقرّر أن يعقد أولى جلساته يوم الأحد المقبل، بناءً على دعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جلسة إجرائية لحلف اليمين الدستورية، وانتخاب رئيس المجلس، والوكيلين.
وأنشئ مجلس الشيوخ بموجب تعديلات الدستور العام الماضي، بواقع 200 عضو منتخب، و100 عضو معين، بهدف إرضاء أكبر عدد من رجال الأعمال والسياسيين والإعلاميين الموالين للسيسي، وتحصينهم من أي مساءلة قضائية تخص أنشطتهم، مقابل الاستفادة من أموالهم (خدماتهم) في تثبيت أركان النظام، لا سيما أن المجلس "منزوع الصلاحيات"، ولا يملك سوى إبداء الرأي (غير المُلزم) في مشاريع القوانين المُحالة إليه.
وقالت المصادر في حديث خاص مع "العربي الجديد"، إن قائمة الأسماء المرشحة للتعيين في مجلس الشيوخ شملت "مجاملات فجة" للعديد من مؤيدي النظام، ومن بينهم الكاتب الصحافي ياسر رزق، والذي أطيح من منصبه رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" الصحافية مؤخراً، بسبب شبهات تتعلق بتورطه، هو وزوجته، في وقائع فساد مالي.
وبحسب المصادر، شملت الترشيحات السكرتير العام لنقابة الصحافيين محمد شبانة، الذي أخلى مبنى النقابة الرئيسي بالكامل من أية مقاعد، وأغلق الكافتيريا الخاصة بالأعضاء في الدور الثامن، فضلاً عن تورطه في وضع "سقالات معدنية" منذ أكثر من عام على سلالم النقابة، وذلك استجابة لتعليمات أجهزة الأمن بمنع الصحافيين من الوجود في نقابتهم، وقطع الطريق على محاولة تنظيمهم وقفات احتجاجية أمامها.
وتابعت أن من المرشحين للتعيين في المجلس رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ونقيب الصحافيين ضياء رشوان، ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر، والذي اختيرت ابنته مي في عضوية مجلس النواب عن طريق ما يُعرف بـ"القائمة الموحدة" للانتخابات، علاوة على رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" الصحافية عبد المحسن سلامة، والإعلامي المقرب من السيسي أسامة كمال.
وأفادت المصادر بأن من أبرز المرشحين كذلك وكيل البرلمان الحالي السيد الشريف، ورئيس حزب "الوفد الجديد" بهاء الدين أبو شقة، ورئيس حزب "التجمع" سيد عبد العال، وثلاثتهم ما زالوا أعضاء في مجلس النواب الذي لم ينتهِ بعد فصله التشريعي، ويستلزم لأدائهم اليمين الدستورية يوم الأحد تقديم استقالاتهم من مجلس النواب أولاً.
وتابعت أن تعيينات مجلس الشيوخ ستشمل مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية أسامة الأزهري، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خالد الجندي، وهو صاحب التصريح الشهير: "نحن شيوخ السلطان... وندين جميعاً بالطاعة للرئيس السيسي"، وأستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عبد الله النجار، الذي أفتى بأن ضحايا اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" لأنصار الرئيس الراحل محمد مرسي "ليسوا بشهداء".
ولا تزال حالة من الغموض تُحيط باختيارات مؤسسة الرئاسة لقائمة المعينين في مجلس الشيوخ، بعدما استأثرت المؤسسة باختيار جميع الأسماء بعد عرضها على الأجهزة الأمنية، من دون العودة إلى الجهات الرسمية في الدولة، أو المستقلة، لترشيح الشخصيات التي تتوافر فيها شروط شغل المقعد النيابي، مثل المجلس الأعلى للجامعات، ومراكز البحوث العلمية، والنقابات المهنية والعمالية.
ونص قانون مجلس الشيوخ في مصر على أن "يُعين رئيس الجمهورية ثلث أعضاء المجلس، بعد إعلان نتيجة الانتخاب، وقبل بداية دور الانعقاد، مع مراعاة الضوابط الآتية: أن تتوافر فيمن يُعيَّن الشروط ذاتها اللازمة للترشح لعضوية المجلس، وألا يُعيَّن عدد من الأشخاص ذوي الانتماء الحزبي الواحد، ما يؤدي إلى تغيير الأكثرية النيابية في المجلس، وأن تُخصص 10% من المقاعد على الأقل للمرأة".