استمع إلى الملخص
- البيان شدد على أهمية الالتزام بخطة العمل الشاملة للاتفاق النووي الإيراني، بينما تم تهميش الحرب في أوكرانيا، داعيًا إلى تسوية النزاع عبر الحوار والدبلوماسية.
- القمة شهدت دعوات لعدم تصعيد القتال في أوكرانيا وإنهاء الحرب في غزة ولبنان، مع تأكيد أهمية نزع فتيل التوتر وتفادي التصعيد.
رحب قادة دول مجموعة بريكس في بيان منبثق عن القمة الـ16 للمجموعة المنعقدة في مدينة قازان الروسية، اليوم الأربعاء، بالجهود المصرية والقطرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأعرب البيان الذي نشر على الموقع لرسمي للكرملين، عن "القلق البالغ على خلفية تصاعد الوضع والأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، داعيا إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين من الطرفين من دون شروط مسبقة.
وحث البيان على الوفاء بقرارات مجلس الأمن الدولي المؤرخة بعامي 2023 و2024، مرحبا بجهود مصر وقطر وغيرها من الجهود الإقليمية الرامية إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة"، داعيا إلى الالتزام بأحكام القانون الإنساني. وحذر البيان من أن استمرار التصعيد ينذر بتنامي التوتر والتطرف وغيرهما من العواقب الوخيمة على المستويين الإقليمي والدولي.
كما دعت الدول الأعضاء في مجموعة بريكس إسرائيل إلى الكف عن استهداف العاملين في الأمم المتحدة، وذلك في أعقاب تعرض القوة الأممية المؤقتة في جنوب لبنان لهجمات إسرائيلية. وقالت: "ندين بشدة الهجمات على موظفي الأمم المتحدة والتهديدات لسلامتهم، وندعو إسرائيل إلى الكفّ فورا عن خطوات كهذه"، مؤكدة في الوقت عينه ضرورة الحفاظ على سلامة الأراضي اللبنانية.
وفي الشأن الإيراني، شدد البيان على أهمية الوفاء الشامل بخطة العمل الشاملة المشتركة المصادق عليها من قبل مجلس الأمن الدولي في عام 2015 والمعروفة إعلاميا بالاتفاق النووي الإيراني، مع التشديد على أهمية اعتماد مقاربة بناءة تستند إلى الإرادة الطيبة من كل الأطراف بهدف استئناف الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها من قبل الأطراف كافة.
تهميش حرب أوكرانيا
في المقابل، كادت الحرب في أوكرانيا أن تغيب عن البيان مع الاكتفاء بالتذكير بأن الدول الأعضاء في المجموعة لها مواقف وطنية حيال النزاع في أوكرانيا، مع الدعوة إلى تسويته عبر الحوار والدبلوماسية في أسرع وقت. وجاء في نص البيان: "نذّكر بالمواقف الوطنية حيال الوضع في أوكرانيا وحولها والتي تم تحديدها بالمنتديات المعنية، بما فيها مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. نشدد على ضرورة تصرف الدول كافة وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشكل كامل ومترابط". وأضاف: "نشيد بمقترحات الوساطة والخدمات الطيبة بهدف تحقيق التسوية السلمية للنزاع عبر الحوار والدبلوماسي". وبذلك لم يتم ذكر أوكرانيا سوى مرة واحدة في الوثيقة المكونة من 43 صفحة.
وكان معاون الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، قد أكد أمس الثلاثاء، أن دول بريكس وافقت بالإجماع على الصياغة حول الوضع في أوكرانيا في بيان القمة، قائلا: "لا تثيرُ اعتراض أحد. موقف موحد ومقاربة مشتركة تسنى الاتفاق عليهما لإدراجهما في البيان".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته التي ألقاها خلال قمة مجموعة بريكس إن أكثر من 30 دولة ترغب في الانضمام إلى مجموعة بريكس. وأضاف بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس: "مما لا شك فيه أنه من الخطأ تجاهل الاهتمام غير المسبوق لدول جنوب وشرق العالم، بتعزيز اتصالاتها مع مجموعة بريكس". ولكنه أضاف أن التوسع لا يجب أن يحدث على حساب كفاءة التحالف.
الرئيس الصيني يؤكد ضرورة "عدم تصعيد القتال" بأوكرانيا
من جهته، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة ألقاها الأربعاء خلال افتتاح القمة على ضرورة "عدم تصعيد القتال" في أوكرانيا. وقال: "تستمر أزمة أوكرانيا... علينا احترام المبادئ الثلاثة المتمثلة بعدم توسع ميدان المعركة، عدم تصعيد القتال، وعدم صبّ الزيت على النار من قبل الأطراف المعنية، بشكل يتيح تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن".
وجدد الدعوة كما نقلت وكالة فرانس برس إلى "وقف لإطلاق النار" في أقرب فرصة ممكنة في الشرق الأوسط. وأضاف: "النزاع بين الأطراف المعنية يتصاعد"، مشيرا الى أنه "علينا... وقف القتل والعمل بلا كلل للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية".
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقد حث دول بريكس على المساعدة في إنهاء الحرب على غزة ولبنان. وقال في كلمة أمام قمة دول المجموعة في قازان الروسية: "أناشد كل الأعضاء في مجموعة بريكس النافذة استخدام إمكاناتهم الجماعية والفردية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان". ووصف أثناء خطابه الحرب الإسرائيلية على كل من غزة ولبنان بأنها "الأكثر قسوة وإيلاما".
كما حث الاتحاد الأوروبي الدول المشاركة في قمة مجموعة بريكس على مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا. وشجب بيتر ستانو المتحدث باسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بحسب ما قالته وكالة رويترز "استغلال روسيا" رئاستها المجموعة. وقال: "نثق بأن جميع المشاركين في القمة في قازان سيستغلون الفعالية لمطالبة بوتين مجددا بإنهاء الحرب على الشعب الأوكراني فورا".
يُذكر أن مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، الواقعة على بعد نحو 800 كيلومتر شرقي موسكو تحتضن فعاليات قمة بريكس التي ستستمر حتى يوم غد الخميس، وهي القمة الأولى بتشكيلة موسعة بعد انضمام مصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا إلى المجموعة المكونة أساسا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وثمانٍ من أصل عشر دول ممثلة في القمة على مستوى قادتها، باستثناء السعودية والبرازيل.