كشفت هيئة البث العبرية، اليوم الاثنين، عن أن إسرائيل تدرس تسوية تقضي بترحيل قادة حركة حماس إلى الخارج، بهدف إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.
وقالت الهيئة "تدرس إسرائيل إمكانية ترحيل قيادة حركة حماس إلى الخارج، في إطار تسوية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة"، ونقلت عن مصدر إسرائيلي مُطلع على تفاصيل المداولات الجارية بهذا الخصوص، من دون أن تسميه، قوله "لا يوجد مقترح ملموس على الطاولة في هذه المرحلة، إلا أن هذه الإمكانية قيد النقاش".
وبحسب المصدر، فإن النقاش في هذه المسألة ممكن "شريطة ألا تمسّ بالهدف الذي حدّده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينِت)، وهو القضاء على المقدرة السلطوية والعسكرية لحركة حماس".
ولم تكشف الهيئة عن أسماء قادة حركة حماس الذين تعتزم إبعادهم، أو الدولة المتوقع إبعادهم إليها، لكنها أوضحت أنه "في حين وجود قادة لحركة حماس في غزة، فإن هناك أيضاً قادة في قطر ولبنان ودول أخرى".
وبدأت هيئة البث، مساء الأحد، تداول خبر حول ترحيل قادة من حماس مقابل إنهاء الحرب، وهو ما يعد تقليصا واضحا للطموح الإسرائيلي، بعدما كان القضاء على الحركة وقادتها أولوية للحرب التي تكبدت فيها تل أبيب الكثير من الخسائر المادية والبشرية.
وتعليقاً على ذلك، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، في تغريدة، مساء الأحد "مع (زعيم حماس في غزة يحيى) السنوار و(زعيم الجناح العسكري لحركة حماس محمد) ضيف هناك حل واحد، وهو تصفيتهما! ليس الترحيل ولا التفاوض".
وبلغ عدد الجنود والضباط الإسرائيليين القتلى منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة وتنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 489 عسكرياً، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية كررت مراراً أن من أهداف حربها على غزة هو تصفية قادة حماس وأولهم الضيف والسنوار، وخصصت مكافآت مادية لمن يدلي بمعلومات تفيد بتحديد أماكنهم وتحقيق ذلك.
ضغوط متزايدة على نتنياهو
وتزايدت التسريبات في الإعلام العبري مؤخراً عن أشكال لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، ويأتي ذلك مع تزايد الضغوطات على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمجلس الوزاري، من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، وتصاعدت تلك الضغوط بعد قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة محتجزين إسرائيليين، الأسبوع الماضي، اعتقد أنهم من المقاومة.
وكانت قناة "كان 11" الإسرائيلية قالت، يوم الجمعة الماضي، إن إسرائيل تدرس تقديم عروض جديدة من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
وأوضحت القناة أن العروض الإسرائيلية التي تجرى دراستها تهدف إلى محاولة إقناع "حماس" بالتراجع عن مطالبها، وعلى رأسها عدم إجراء أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار، وإتاحة الإمكانية للتقدم في مفاوضات قد تفضي إلى صفقة كبيرة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وتدرس إسرائيل بموجب ذلك إمكانية زيادة عدد أيام الهدنة بما يتجاوز الأسبوعين، مقابل إطلاق عشرات المحتجزين، وأشارت القناة إلى أن من سيتخذ القرار في نهاية المطاف من قبل "حماس" هم قادتها الموجودون في قطاع غزة، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.
فيما تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، صباح اليوم الاثنين، عن صفقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو، تسمح بمواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة طالما بقيت المساعدات الإنسانية تدخل إليه.
وبحسب ما كتبه المحلل العسكري عاموس هارئيل، فإنه طالما استمر إدخال المساعدات الإنسانية فإن واشنطن لن تضغط على إسرائيل من أجل تقليص الحرب على قطاع غزة، لكنه أشار في ذات الوقت إلى أنه ليس مؤكداً أن ذلك سيخدم المصلحة الإسرائيلية في ظل الخسائر الكبيرة في صفوف جنود الاحتلال.
وكانت التوقعات المبكّرة، في واشنطن وإلى حد ما في تل أبيب، هي أن إدارة بايدن قد تطالب إسرائيل بإنهاء العملية البرية المكثفة في قطاع غزة بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول الحالي، وأن الجانب الأميركي سيسمح على الأكثر ببضعة أسابيع أخرى من القتال بشكله الحالي.
(الأناضول، العربي الجديد)