إعادة تموضع لـ"الكردستاني" إثر خسائر شمالي العراق

04 سبتمبر 2021
تنفذ القوات التركية عمليات عسكرية واسعة داخل الأراضي العراقية (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول أمني رفيع في إقليم كردستان العراق، اليوم السبت، إن مسلحي حزب "العمال الكردستاني"، أجروا خلال اليومين الماضيين سلسلة تغييرات واسعة في مناطق تواجدهم بمناطق سيدكان وسوران والزاب وزاخو شمال دهوك وشرق أربيل على الحدود مع تركيا حيث ينشط الحزب المصنف على لائحة الإرهاب، وذلك بعد سلسلة ضربات جوية ناجحة للقوات التركية، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من عناصره بينهم أعضاء بارزون.

وتنفذ القوات التركية عمليات عسكرية واسعة داخل الأراضي العراقية تصل إلى عمق 40 كم ضمن إقليم كردستان العراق، إذ أطلقت عملية "مخلب النسر"، في الخامس عشر من يونيو/حزيران الماضي، والتي اقتصرت على ضربات جوية ضد مواقع ومعسكرات حزب "العمال الكردستاني"، في مناطق مختلفة أبرزها زاخو والزاب وسنجار ومخمور كاني ماسي وقنديل، استهدفت البنى التحتية للحزب وخاصة مخازن سلاحه.

وبعد ذلك أطلقت القوات التركية في السابع عشر من الشهر نفسه، عملية "مخلب النمر"، التي توغلت على إثرها قوات تركية خاصة إلى مناطق بالعمق العراقي وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحزب، الذي يتخذ من العراق منطلقا لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.

وتتركز حاليا العمليات البرية التركية في مناطق حفتانين وبرادوست وزاخو والزاب سيدكان وسوران، شمال وشرق دهوك.

ووفقا لمسؤول أمني عراقي كردي في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، فإن مسلحي حزب العمال غيروا عددا من مقراتهم الرئيسة وانتقلوا لمواقع أخرى عقب ضربات جوية للطيران التركي استهدفت عدداً من مواقعهم وأوقعت خسائر في صفوفهم

وبين المسؤول الأمني أن مسلحي "الكردستاني غيروا أماكن نقاط التفتيش والحراسة، كما بدأت دورياته تتخذ طرقا بديلة لتجنب الوقوع ضمن مرمى نيران القصف"، متحدثا عن مقتل أعضاء بارزين من عناصر الحزب.

وأمس الجمعة قالت السلطات التركية، إنها نفذت عملية شمالي العراق أسفرت عن تحييد، 3 قياديين مسؤولين عن أنشطة حزب العمال الكردستاني في مناطق غارا، وقنديل وسنجار، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، التركية

ويطلق وصف "تحييد" على عناصر حزب "العمال الكردستاني" الذين يقتلون أو يصابون خلال العمليات العسكرية، أو الذين يقومون بتسليم أنفسهم للجيش التركي.

وقصفت طائرات تركية، أمس الجمعة، مخيم مخمور في محافظة نينوى شمالي العراق، والذي يضم قيادات وعناصر في "العمال الكردستاني، كما تعرضت منطقة "بارا" في جبل سنجار غرب محافظة نينوى إلى قصف تركي مماثل.

وقبل ذلك، استهدف قصف جوي تركي، الخميس، موقعاً لـ"وحدات حماية سنجار" التابعة لحزب "العمال الكردستاني"، في سنجار، وتسبب القصف بسقوط قتيل وجرحى.

كما استهدفت طائرات تركية، الخميس، ثلاثة أشخاص في المناطق الجبلية التابعة لبلدة شيلادزي، التابعة لمدينة العمادية، شرق دهوك، ولم تحدد طبيعة الإصابات التي تعرضوا لها.

وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الخميس، أن الحكومة العراقية تسير في الاتجاه الصحيح تجاه الوجود التركي في شمال البلاد، مبينا خلال إلقاء محاضرة في "الأكاديمية الدبلوماسية النمساوية"، أن بغداد تتعامل مع قيام تركيا بملاحقة حزب العمال الكردستاني من خلال "استخدام سياسة المسار الصحيح، وليس من خلال ردة الفعل".

وشدد على ضرورة الركون إلى الحوار من أجل حلحلة المشاكل، لافتا إلى أن "العراق يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الداخل والخارج بعد تراجع كبير إلى الخلف في السنوات المنصرمة، وبعد أن حولت بغداد نزعة الصراع إلى نزعة الحوار البناء".

وأشار إلى أن الحكومة العراقية تعمل باتجاهين، يتمحور الأول في وضع خطة استراتيجية أمنية لمواجهة خلايا تنظيم "داعش"، بينما يهدف الثاني إلى فتح قنوات للحوار الإقليمي، والتفاهم على أساس التعاون والشراكات التي تخدم مصلحة العراق وبلدان الجوار الإقليمي.

المساهمون