إطلاق صافرات الإنذار في غزة وموجات بث مفتوحة تكريماً للشهيد عدي التميمي

20 أكتوبر 2022
إضراب شامل في الضفة الغربية (جعفر اشتيه/فرانس برس)
+ الخط -

أُطلقت صافرات الإنذار في قطاع غزة لمدة دقيقة، اليوم الخميس، عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي، بناء على دعوة أطلقتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، تكريماً لمنفذ عمليتي "شعفاط" و"معاليه أدوميم"، الشهيد عُدي التميمي.

وتوقفت حركة المرور في المحاور الأساسية لمدة دقيقة، قرئت خلالها الفاتحة على روح التميمي، فيما أدى عناصر الأجهزة الأمنية في بعض المحاور التحية العسكرية.

وأشادت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في بيان بالمقاوم التميمي، الذي "لقّن العدو دروساً قاسية في عمليته الأولى التي أبدى فيها جسارة وبطولة حين قاتلهم وجندلهم من نقطة صفر في قلب ثكنة عسكرية وأمنية حصينة، ثم في مطاردته وعجز الكيان المزعوم بطائراته وجنوده ومنظومة استخباراته عن الوصول إليه على مدار أكثر من عشرة أيام، وختامًا بمطاردته هو للعدو في مكان لم يتوقعه، وارتقائه مقبلًا غير مدبر في مشهد بطولي لن تنساه الأجيال".

ومنذ استشهاد عُدي التميمي مساء أمس، خصصت الإذاعات المحلية موجات مفتوحة للإشادة بالشهيد وعمليتيه البطوليتين، ونشرت صوره وفيديوهات عمليتيه في منصات التواصل رغم ملاحقة المحتوى الفلسطيني عليها.

وستقيم القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بيت عزاء للشهيد التميمي في ساحة الجندي المجهول وسط غزة، عصر الخميس.

وعلى خلاف الضفة الغربية المحتلة، لم تشهد غزة إضراباً شاملاً، غير أنّ الجهات الرسمية وجهت بإجراءات لتكريم التميمي والحديث عنه. وفي المدارس، ركزت الإذاعات المدرسية الصباحية على بطولته وجسارته، ورفعت صوره من قبل الطلبة الفلسطينيين.

ونعت كافة الفصائل والشخصيات الفلسطينية الشهيد عُدي التميمي، وأشادت بجرأته وملاحقته الاحتلال الذي عجز عن الوصول إليه بعد أيام من تنفيذ عمليته الأولى، ليفاجئهم بعملية ثانية ويستشهد خلالها. وحاول الإسرائيليون من خلال بث فيديو استشهاد عُدي طمأنة المستوطنين بقتله، لكن الفيديو أعطى "دفعة معنوية" كبيرة للفلسطينيين الذين تغنّوا ببطولات الشاب الشهيد.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيان سابق إن "البطولة التي سطّرها الشهيد عدي التميمي وهو يقاتل حتى الرمق الأخير لهي مفخرة لكل الأجيال، بل لكل الأمة، وتأكيد أن إجرام وعدوان الاحتلال لن يكسر إرادة شعبنا ولن يحرف بوصلة الأجيال عن مواصلة درب الجهاد والمقاومة، حتى تحرير الأرض ودحر الاحتلال".

وأكدت الفصائل أنّ "الشهيد عدي يمثل شعبنا أجمع، ودماءه الطاهرة أمانة في أعناقنا جميعاً، وهذا يفرض علينا التمسك بالسير على دربه وطريقه نحو فرض معادلة جديدة عنوانها المقاومة مستمرة ومتصاعدة بمختلف أشكالها، وخاصة بالمقاومة المسلحة، باعتبارها الخيار الاستراتيجي لدحر الاحتلال".

الاحتلال يقتحم خيمة عزاء الشهيد التميمي

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الخميس، خيمة عزاء الشهيد عدي التميمي في بلدة عناتا بالقدس المحتلة، وأرغمت عائلة الشهيد على إزالة الخيمة تحت طائلة العقوبة، بينما تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمانه بعد استشهاده، مساء أمس الأربعاء.

وفي أعقاب ذلك، قررت العائلة إقامة خيمة عزاء أخرى في بلدة سلوان جنوب القدس، حيث منزل والدة الشهيد، التي أبعدت عن منزلها في ضاحية السلام قرب مخيم شعفاط، مسقط رأس الشهيد عدي، بعد إطلاق سراحها الأسبوع الماضي، بينما دعا نشطاء إلى إقامة بيوت عزاء أخرى للشهيد في معظم أحياء مدينة القدس.

وكان المئات من المواطنين الفلسطينيين حضروا، منذ الصباح، في خيمة عزاء الشهيد، وقدموا التعازي لوالده وعائلته مساندين ومتضامنين، في وقت عززت قوات الاحتلال من وجودها على مدخل بلدة عناتا ومخيم شعفاط.

بدوره، أكد والد الشهيد عدي كمال التميمي أنّ سلطات الاحتلال تستمر باحتجاز جثمان نجله لديها، منذ استشهاده عقب خوضه اشتباكاً مسلحاً مع قوات الاحتلال على مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة جنوب شرق القدس.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال والد الشهيد: "سلطات الاحتلال لم تبلغ العائلة بعد بأية معلومات عن مصير نجلي"، مشيراً أيضاً إلى استمرار إبعاد والدة الشهيد إلى منزل عائلتها في بلدة سلوان، حيث تخضع للحبس المنزلي، في حين مددت اعتقال أحد أبنائه وعدد من أقاربه مدة ثمانية أيام.

تمكن عدي بعد تنفيذه عمليته الأولى على الحاجز المقام على مدخل مخيم شعفاط من الاختفاء مدة 12 يوماً، بالتزامن مع حصار مخيم شعفاط عدة أيام، ليظهر عدي، مساء أمس الأربعاء، في عملية إطلاق نار ثانية، استهدف خلالها حراس أمن مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب شرق القدس، واشتبك معهم حتى الرمق الأخير، وأصاب اثنين منهم قبل أن يرتقي شهيداً.

المساهمون