إضراب شامل في الضفة الغربية وغزة حداداً على شهداء نابلس

إضراب شامل في الضفة الغربية وغزة حداداً على شهداء نابلس

23 فبراير 2023
غضب فلسطيني بعد مجزرة نابلس (Getty)
+ الخط -

عمّ الإضراب الشامل، اليوم الخميس، قطاع غزة وكافة محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية حدادا على أرواح 11 شهيدا قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، في مدينة نابلس، شمالي الضفة.

وقالت الفصائل في بيان أصدرته مساء الأربعاء: "توحيدا للموقف الفلسطيني في جميع المناطق والساحات نعلن الحداد والإضراب الوطني الشامل في كافة أنحاء غزة وفي كافة مناحي الحياة، تعبيراً عن غضب الشعب الفلسطيني واستنكاره للجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الفاشي الإسرائيلي".

وطالبت الفصائل، الفلسطينيين بـ"التعبير عن الغضب والاستنكار لهذه الجريمة، بالتحركات الشعبية والجماهيرية وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال".

وعم الإضراب كافة مناحي الحياة، وأُغلقت المدارس والجامعات، والمصارف، والمحلات التجارية، وتعطلت خطوط المواصلات العامة، تزامنًا مع دعوات إلى التصعيد على نقاط التماس ردًا على تلك المجزرة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في قطاع غزة، تعليق الدوام في جميع مدارس قطاع غزة ورياض الأطفال، وذكرت في بيان أن "ذلك استجابة لنداء الفصائل الوطنية والإسلامية، وتلبية لدعوتها للإضراب الشامل، وتضامناً مع أهلنا في مدينة نابلس".

تقارير عربية
التحديثات الحية

ومنذ الصباح، بدت حركة المارة والمركبات في شوارع قطاع غزة شبه معدومة، ولم تفتح المحال التجارية والأسواق والمدارس والجامعات أبوابها.

وعبر مواطنون فلسطينيون وأصحاب محال تجارية عن حالة من الغضب والحزن الشديدين، جراء استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحامه مدينة نابلس.

وقال إبراهيم أبو شنب، الذي يملك متجراً للمواد الغذائية أغلقه استجابة للإضراب: "أغلقنا المحال التجارية حدادا على أرواح شهداء مدينة نابلس، بعد دعوة الفصائل لذلك".

وأضاف أبو شنب لـ"العربي الجديد": "الاحتلال ارتكب جريمة كبيرة بمدينة نابلس أمس الأربعاء. الفلسطينيون بقطاع غزة في حالة غضب وحزن جراء هذه الجريمة".

أما عبيدة جمال، الذي يملك سيارة أجرة فقال لـ"العربي الجديد": "أوقفت عمل مركبتي تضامنًا مع مدينة نابلس وإكرامًا لأرواح الشهداء"، مضيفاً: "الشهداء أعزاء على قلوبنا، وندعو الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي الجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان على نابلس".

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، أن "الإضراب في قطاع غزة جزء من حالة التضامن والمساندة لثورة شعبنا في مدينة القدس والضفة خاصة بعد مجزرة نابلس".

وأشار قاسم في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن قطاع غزة شهد مسيرات حاشدة، مساء الأربعاء، استنكارا للجريمة في نابلس، وكان هناك موقف معلن من كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة "حماس")، بأن "صبرها على جرائم الاحتلال بدأ ينفد".

ودعا المتحدث باسم "حماس"، الشعب والفصائل الفلسطينية إلى مزيد من الحراك والفعل الميداني لفضح جرائم الاحتلال ومقاومته وترسيخ حقيقة وحدة أبناء الشعب الواحد في كل أماكن تواجده بالعالم.

"الإضراب الشامل".. وسيلة مقاومة

في الأثناء، قال منسق فصائل العمل الوطني في نابلس نصر أبو جيش لـ"العربي الجديد" إن "هنالك أهمية كبرى للإضراب الذي عم الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث إن الإضراب وسيلة من وسائل المقاومة والكفاح للشعب الفلسطيني، من أجل إرسال رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي والعالم بأن الشعب الفلسطيني موحد بكل أطيافه وشرائحه وفصائله، ويرفض هذه الجرائم والمجازر، وأن الشعب الفلسطيني يريد الحرية والاستقلال".

ويوم أمس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، وارتكبت مجزرة راح ضحيتها 11 شهيدًا بينهم ثلاثة مسنين، وطفل، وأصيب أكثر من 102 آخرين بجروح، بينهم 7 في حالة الخطر.

في سياق آخر، أصيب شاب فلسطيني من ذوي الإعاقة بكسور ورضوض، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، الليلة الماضية، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة، اندلعت بعد مسيرة انطلقت في البلدة تنديدًا بمجزرة الاحتلال في نابلس.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها، إن "ردود الفعل الدولية على مجزرة نابلس، انعكاس لسياسة الكيل بمكيالين"، معتبرة أن "ردود الفعل الدولية، خجولة، وضعيفة، وتكاد تساوي بين الضحية والجلاد، ولا ترتقي إلى مستوى مجزرة الاحتلال بنابلس، التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".

وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "تلك الردود لا تنسجم مع مواقف وادعاءات الدول والمجتمع الدولي بشأن الحرص على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، أو الحرص المزعوم على حل الدولتين وعملية السلام، خاصة أنها بغالبيتها تتجنب تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم".

وشددت الخارجية الفلسطينية على أن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب يشجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم.