استمع إلى الملخص
- كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس أدانت الحادثة ووصفتها بأنها جزء من سلسلة جرائم ترتكبها السلطة الفلسطينية ضد المقاومين، مؤكدة أن الشبان المستهدفين هم مطاردون من قبل الاحتلال.
- حركة حماس اعتبرت إطلاق النار انتهاكًا صارخًا للقواعد الوطنية، ودعت السلطة الفلسطينية إلى وقف ممارساتها ضد المقاومة، مشددة على ضرورة الوحدة لمواجهة مخططات الاحتلال.
أصيب ثلاثة شبان مقاومين برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية في وقت متأخر من ليل أمس الاثنين، في بلدة عتيل شمال طولكرم بالضفة الغربية وجرى اعتقالهم. وجاء ذلك إثر اعتراض قوات خاصة أمنية مركبة كان يستقلها الشبان الثلاثة على طريق البلدة الرئيسي، وقامت بإطلاق النار على مركبتهم بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابتهم، وكانت حالة اثنين منهم حرجة، رغم أن الشبان لم يطلقوا النار باتجاه الأجهزة الأمنية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الشبان الثلاثة هم "الأسير المحرر يوسف مهنا، والأسير المحرر عاصم أبو لبدة، وبهاء أبو عابد"، وجرى نقلهم إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم ثم إلى مستشفى الإسراء التخصصي، ثمّ إلى مستشفى رفيديا في نابلس. وقال مصدر، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "استمر نزيف الشبان الثلاثة لأكثر من ساعة، ما أدى إلى إصابة أبو لبدة بجروح خطيرة كونها في الشريان الرئيس بقدمه اليسرى، فيما وصفت إصابة مهنا بالحرجة في منطقة البطن، وإصابة طفيفة لأبو عابد".
وقالت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها: "في الوقت الذي نؤلم فيه العدو ونسطر أروع البطولات دفاعًا عن أرضنا وعن أبناء شعبنا في الضفة وغزة، تطل علينا اليوم فئة ضالة من أجهزة السلطة التي تواصل حصارها لمخيم جنين وقتلها المطاردين والأبرياء العزل وممارسة أساليب لإكمال دور العدو في حرب الإبادة ضد شعبنا وقد بلغ الظلم منا مكانا لا قدر لنا بحمله"، وفق تعبيرها. وتابعت: "كنا الحريصين دوما على الوحدة مع كافة مكونات شعبنا حتى أولئك الذين يخالفون خيار المقاومة، وكنا نعمد دوما حتى عن رد المظالم بالمثل، ونحيد بياننا وسلاحنا عن أيٍ كان دون الاحتلال، وما زلنا الأحرص على هذا النهج الذي نمضي به على خيار شهدائنا العظماء". وقالت: "اليوم واستكمالاً لبرنامج الخيانة وملاحقة كل من هو شريف في فلسطين، وبفعل أشباه من أفعال المستعربين، تمكنت قوة من أجهزة السلطة في ساعات الفجر الأولى من قطع طريق سيارة في بلدة عتيل يستقلها شباب من مخيم نور شمس وشويكة وإصابتهم إصابات خطيرة في جريمة تضاف إلى سجل جرائمهم السوداء".
وبحسب الكتيبة، "السلطة ما زالت تحاول القضاء على النسيج والترابط المجتمعي في مدينتنا الحبيبة طولكرم الإباء، وتحاول تعطيل حل الخلافات بين أبناء الشعب الواحد، وتنشر الفتن بين أطياف الشعب الفلسطيني، فندعوها للكف عن ممارساتها الرذيلة تجاه أبناء شعبنا وعدم العبث في الدم الفلسطيني"، وفق ما جاء في البيان.
من جهتها، أكدت حركة حماس في بيان صحافي، أن "إطلاق الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية النار على مركبة للمقاومين في بلدة عتيل تصعيد خطير يتساوق مع سياسات الاحتلال الرامية إلى استئصال المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية". وشددت الحركة على أن "هذه الجريمة أسفرت عن إصابة ثلاثة مقاومين، بينهم إصابة خطيرة، ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقواعد الوطنية والأعراف التي سار عليها الشعب الفلسطيني في كافة مراحل مقاومته للاحتلال".
ودعت الحركة "العقلاء في السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى العمل على كفّ أيدي الأجهزة الأمنية عن الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتصويب عقيدتها، والاصطفاف خلف خيار المقاومة الكفيل بدحر الاحتلال". وأكدت أن "هذه الجرائم تأتي في ظل حرب الإبادة الوحشية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ومخططات التهجير التي يسعى لتنفيذها في الضفة الغربية، داعية إلى التصدي لهذه الممارسات والوحدة خلف خيار المقاومة".
وكان مصدر مقرب من كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قد قال في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الشبان الثلاثة يتبعون للكتيبة، لكنهم ليسوا نشطاء في الجانب العسكري، وقد جرى نصب كمين لهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، علماً أنهم مطاردون من قبل قوات الاحتلال، كما تمت مصادرة مركبتهم". وأضاف المصدر: "الشبّان الثلاثة مطاردون، وأبرزهم يوسف مهنّا كونه من المؤسسين للكتيبة رفقة الشهيد سيف أبو لبدة، وهو شقيق المصاب عاصم الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية". وأشار المصدر إلى أن "استهداف أفراد الكتيبة يأتي استكمالاً للعملية الأمنية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في مخيم جنين منذ أكثر من شهر، وتحمل اسم (حماية وطن)، فيما تهدف عملياً إلى ملاحقة المقاومين".
ولفت المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن عملية استهداف الشبّان الثلاثة تتزامن مع تعيين محافظٍ جديد لطولكرم، وذلك "ضمن خطوات إثبات نفسه في مواجهة الكتائب المسلّحة التي تهدف السلطة الفلسطينية إلى وأدها وتحييد نشاطها المقاوم". وأضاف: "من الواضح أن هدف العملية هو القتل، خاصة أنها تستهدف شبانا نشطاء في دعم الكتيبة". وفي أعقاب الحادثة، استهدف أفراد من كتيبة طولكرم مقر مديرية الشرطة بالقرب من مخيم نور شمس، كما جرى استهداف مقر مديرية الشرطة في بلدة عنبتا شمال طولكرم. وعن ذلك قال المصدر: "هذا الاستهداف جاء رداً على اعتقال الشبّان الثلاثة، لأن كلّ المحاولات السابقة للتوصل لتفاهمات وحلّ مع الأجهزة الأمنية باءت بالفشل".