أصيب شاب بجراح خطرة خلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بلاطة، شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن تفجير منازل وإصابات وخسائر مادية كبيرة.
ونفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة مفاجئة في مخيم بلاطة، أسفرت عن إصابة خطيرة وتفجير منزل المقاوم عبد الله أبو شلال ومقر حركة "فتح" في المخيم، بعد اقتحام قوات كبيرة للاحتلال.
ونفذت قوات الاحتلال العملية العسكرية بشكل مفاجئ خلال اقتحامها المنطقة الشرقية لمدينة نابلس لتأمين دخول حافلات المستوطنين من حاجز حوارة العسكري، جنوب المدينة، بغرض تأدية طقوس تلمودية في مقام "قبر يوسف"، شرقي المدينة. وخلال الانسحاب فجراً، باغتت قوات الاحتلال المقاومين الذين كانوا يشتبكون معها على أطراف المخيم الواقع في المنطقة الشرقية للمدينة، واقتحمته بعشرات الآليات العسكرية والجرافات.
أجهزة الأمن الفلسطينية عمدت، قبل عدة أيام، إلى إزالة الحواجز الحجرية الضخمة التي وضعها الشبان على مداخل المخيم
واشتبك المقاومون في المخيم مع جيش الاحتلال في عدة نقاط، وفجروا عشرات العبوات الناسفة محلية الصنع في طريق الآليات العسكرية، التي توغلت من المدخل الرئيسي للمخيم.
يذكر أن أجهزة الأمن الفلسطينية عمدت، قبل عدة أيام، إلى إزالة الحواجز الحجرية الضخمة التي وضعها الشبان على مداخل المخيم لعرقلة اقتحامه من قبل قوات الاحتلال ومنحهم الوقت للاستعداد.
آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال في منزل الشاب عبد الله أبو شلال عقب اقتحامه في مخيم بلاطة شرق نابلس pic.twitter.com/V98NIYmRs0
— Diala (@Dialarimpal) January 11, 2023
وقالت والدة أبو شلال لوسائل الإعلام، من أمام بيتها في المخيم: "اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنزل وطردونا منه وفجروه"، وتابعت: "نحن الآن 25 نفراً كنا نعيش في المنزل وأصبحنا بلا مأوى".
وطالبت أبوشلال "المسؤولين الفلسطينيين بزياة المخيم للوقوف على حجم الدمار الذي أحدثه الاحتلال في المنزل، وعدم إصدار بيانات الإدانة من بعيد".
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته فجّرت، خلال اقتحام نابلس ومخيم بلاطة، "مختبراً لتصنيع المتفجرات ومستودعاً في مخيم بلاطة في نابلس، يحتويان على 15 عبوة ناسفة جاهزة للاستخدام".
وبحسب مزاعم جيش الاحتلال التي وردت في بيان له، اليوم الأربعاء، فإن المصنع احتوى على 7 عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام فيما احتوى المستودع على 8 عبوات. وأضاف البيان أن قوات الاحتلال فككت، خلال مداهمتها العسكرية لنابلس ومخيم بلاطة، عبوة ناسفة كانت قد زرعت على مدخل المخيم وكانت جاهزة للتشغيل.
وتضرر نحو 20 منزلاً ومحلاً تجارياً في المنطقة الحيوية بالمخيم، شارع السوق، سواء من تفجير منزل أبو شلال ومقر حركة "فتح"، أو عبر التفجيرات الجزئية التي نفذها الاحتلال، فضلاً عن تدمير عشرات السيارات التي كانت تقف أمام المنازل والمحال التجارية.
وقال ضابط من الهلال الأحمر الفلسطيني في المكان: "هناك جدران كاملة مهددة بالسقوط جراء التفجيرات، وهي خطرة جداً على حياة الأهالي".
وقال مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد": "لقد تم منع طواقمنا من الوصول إلى داخل المخيم، وتم إبلاغنا من قبل الارتباط الفلسطيني بضرورة الانسحاب لأن جيش الاحتلال سينفذ تفجيرات في المخيم".
وفور انسحاب جيش الاحتلال، عند الخامسة فجراً تقريباً، بدأت طواقم الإطفاء في الوصول للمخيم لإطفاء الحرائق التي تسببت بها تفجيرات الاحتلال، إضافة لطواقم شركة الكهرباء.
وحول حصيلة المواجهات في محافظة نابلس، قال جبريل لـ"العربي الجديد": "لدينا إصابة واحدة بالرصاص الحي في الصدر وهي خطيرة جداً، وإصابتان بالرصاص الحي تم نقلهما إلى المستشفيات، وأربع إصابات بشظايا الرصاص، ونحو 85 حالة اختناق بالغاز".
وفي بيان آخر، عممه صباح اليوم الأربعاء، ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار باتجاه فلسطينيين، إثر إطلاقهم النار باتجاه نقطة عسكرية قرب مدينة نابلس.
وأضاف بيان جيش الاحتلال أن قواته اعتقلت "أحد المسلحين الفلسطينيين الذين أصيبوا، وصادرت سلاحه من نوع M-16 الذي أطلق منه النار والمركبة التي نُفذ منها إطلاق النار".
وزعم جيش الاحتلال أنه عثر في المركبة على عبوات ناسفة وقنبلة يدوية وأكثر من 10 أمشاط ذخيرة، مضيفاً أنه لم يصب أي من جنوده الذين باشروا عملية مطاردة لباقي المقاومين الذين كانوا موجودين في المركبة.
إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب في سيارته قرب حاجز حوارة العسكري، جنوب نابلس، وأصابته بعدة رصاصات ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه، ثم اعتقلته، وذلك في الساعات الأولى من هذا اليوم.
وفي محافظة جنين، شمالي الضفة، نفذت قوات الاحتلال اقتحاماً محدوداً على أطراف المخيم، وتوغلت في حي الجابريات، حيث اشتبكت مع "كتيبة جنين" التي أطلقت على قوات الاحتلال النار وفجرت عدة عبوات في طريق آلياتها العسكرية، قبل أن تعتقل قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من الحي وتنسحب.