أحرق شبان فلسطينيون، مساء اليوم الاثنين، مركبة مستوطن مشارك في اقتحام واسع لبلدة سبسطية شمال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ويواصل المستوطنون اقتحام البلدة لليوم الثاني على التوالي، ضمن الاحتفالات بما يسمى "عيد العرش" اليهودي.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن مواجهات عنيفة اندلعت بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت البلدة لحماية المستوطنين، ولاحقاً تمكن الشبان من الوصول إلى المكان الذي أوقف فيه بعض المستوطنين مركباتهم الخاصة، وأحرقوا إحداها.
وأوضح الشهود أن المواجهات استمرت لأكثر من ساعتين، وحالت دون قدرة جنود الاحتلال على الوصول للمركبة، حيث أتت النيران عليها بالكامل.
شبان يحرقون سيارة للمستوطنين في بلدة #سبسطية شمال غرب #نابلس pic.twitter.com/n0cRNxMiAm
— samahpal23 (@samahpal23) October 2, 2023
من جهته، حذر رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، من خطط الاحتلال الإسرائيلي لتهويد البلدة والمنطقة الأثرية فيها، في صورة مشابهة تماماً لما فعله في البلدة القديمة في مدينة الخليل، وعشرات المواقع التاريخية والأثرية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عازم لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة في ساعة مبكرة من صباح أمس، وعاودت الاقتحام مجدداً صباح اليوم، ولم تنسحب إلا مع حلول المساء، بعد أن ضربت طوقاً مشدداً على المنطقة الأثرية ومنعت الفلسطينيين من الوصول إليها، وضيقت على تحركات القاطنين هناك، فيما اعتلى القناصة أسطح البنايات المطلة على المكان، لتأمين الحماية للمستوطنين.
وأشار عازم إلى أن أبناء بلدة سبسطية والقرى والبلدات المجاورة دافعوا عن أراضيهم وممتلكاتهم، ولم يتراجعوا رغم إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، ما أسفر عن إصابة العشرات منهم بالاختناق في مواجهات اليوم.
وحذر عازم من محاولات الاحتلال والمستوطنين فرض أمر واقع بالاستيلاء على المواقع الأثرية في البلدة، في ظل رصد الحكومة الإسرائيلية اليمينية مؤخراً مبلغ 34 مليون شيقل (حوالي 10 ملايين دولار) لتهويدها بالكامل.
وجدد عازم التحذير من مخططات الاحتلال لإقامة نواة للمستوطنين في تلك المنطقة، مستغلاً الأعياد اليهودية.
وقال: "أتمنى التحرك قبل فوات الأوان، وقبل أن نقول كان هناك موقع أثري لنا، وقد أصبح اليوم بيد المستوطنين".
وتخوض بلدة سبسطية مواجهة وجودية أمام مخططات حكومات الاحتلال، وخاصة الحكومة الحالية التي يسيطر عليها المستوطنون، للحفاظ على عشرات المواقع الأثرية في البلدة، والتي تعود لحضارات وثقافات ممتدة على أكثر من 3 آلاف عام.
ويعد المشروع التهويدي الأخير هو أحدث حلقات هذه الحرب على سبسطية، تحت مزاعم الحفاظ على المواقع الأثرية بالضفة الغربية وحمايتها وصيانتها، علماً أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين حتى من تنظيف وصيانة آلاف من المواقع الأثرية أو حتى الوصول إليها ودخولها.