إصابات في صفوف الجيش اللبناني إثر سقوط قذيفة في مخيم عين الحلوة

10 سبتمبر 2023
ردّ الجيش اللبناني على موقع إطلاق النار (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أُصيب عدد من العسكريين في صفوف الجيش اللبناني، مساء اليوم الأحد، إثر سقوط قذيفة على موقعهم في جبل الحليب بمخيم عين الحلوة، وتم نقلهم إلى المستشفى للمعالجة، فيما ردّ الجيش على موقع إطلاق النار.

من جانبه، أعلن محافظ الجنوب، منصور ضو، في بيان "إقفال الإدارات الرسمية العاملة في سرايا صيدا بسبب المستجدات الأمنية التي طرأت على الأوضاع في مخيم عين الحلوة، وذلك حرصاً على سلامة المواطنين والموظفين".

وقال الجيش اللبناني، في بيان، إن 3 قذائف سقطت في مركزَيْن عائدَيْن لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم، ما أدّى إلى إصابة 5 عسكريين أحدهم بحالة حرجة، مشيراً إلى أنهم نُقلوا إلى المستشفيات المجاورة لتلقي العلاج.

وحذر بيان الجيش الأطراف المعنية داخل المخيم من مغبّة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر، مشدداً على أنّ "الجيش سيتخذ الإجراءات المناسبة".

وكانت قيادة الجيش حذرت، في مرات سابقة، من تحييد مواقع الجيش عن الاشتباكات في المخيم، وإلا فإنها سترد على مصادر النيران.

وأعلنت الفصائل الإسلامية في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، اليوم الأحد، التزامها بوقف إطلاق النار بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل ونزوح مئات العائلات.

وهزّ القتال بين حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجماعات إسلامية مخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان منذ يوم الجمعة. وكانت فتح وفصائل أخرى في المخيم تعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضد المشتبه بهم المتهمين بقتل أحد قادتها العسكريين في أواخر يوليو/تموز.

وقال الدكتور رياض أبو العينين، الذي يرأس مستشفى الهمشري في صيدا، الذي استقبل الضحايا، لأسوشييتد برس، إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 52 آخرين، إلى جانب القتلى الخمسة.

ويشتهر مخيم عين الحلوة، الذي يقطنه نحو 55 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، بتفشي العنف وغياب القانون. وأنشئ المخيم عام 1948 لإيواء الفلسطينيين الذين نزحوا عند قيام إسرائيل.

وحثّ المسؤولون اللبنانيون والأجهزة الأمنية والأمم المتحدة الفصائل المتناحرة على وقف إطلاق النار. وقال المدير العام للأمن العام اللبناني بالإنابة إلياس البيسري إنه سيحضر اجتماعاً يوم الاثنين بين الفصائل الفلسطينية لحث الفصائل على التوصل إلى حل.

وقالت الفصائل المتصارعة في المخيم، في بيان نشرته الأحد الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، إنها تعتزم الالتزام بوقف إطلاق النار.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن مئات العائلات النازحة من المخيم لجأت إلى المساجد والمدارس القريبة ومبنى بلدية صيدا. وتقوم وكالة الأمم المتحدة والمنظمات المحلية بإنشاء ملاجئ إضافية بعد وقف رئيس الوزراء اللبناني ووزير الداخلية مبادرة قامت بها البلدية والصليب الأحمر اللبناني ومجموعات المجتمع المحلي لإقامة عشرات الخيام للعائلات.

وأقام مسعفو الهلال الأحمر الفلسطيني مراكز على مدخل المخيم لعلاج الجرحى وقدموا أكياس الطعام للعائلات النازحة.

ومن بين الجرحى سابين الأحمد، 16 عاماً، التي فرت من المخيم مع عائلتها، لتلقى العلاج من إصابات الشظايا. وقالت لأسوشييتد برس: "خلال هروبنا انفجرت قذيفة فوقنا".

واندلعت معارك الشوارع لعدة أيام في مخيم عين الحلوة بين فتح وأعضاء جماعة جند الشام المتطرفة في وقت سابق من هذا الصيف، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة العشرات، وانتهت بعد سريان هدنة هشة في 3 أغسطس/ آب. وأجبرت معارك الشوارع المئات على الفرار من منازلهم.

وبرغم ذلك، كان متوقعاً على نطاق واسع أن تستأنف الاشتباكات لرفض الجماعات الإسلامية تسليم المتهمين بقتل القيادي في فتح إلى القضاء اللبناني، وفقاً لطلب لجنة من الفصائل الفلسطينية الشهر الماضي.

ويستضيف لبنان عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم. ويعيش العديد منهم في 12 مخيماً للاجئين تنتشر في جميع أنحاء الدولة الصغيرة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.

المساهمون