إصابات في صفوف الأمن العراقي باشتباكات مع فصيل مسلح في بغداد

31 مارس 2024
حواجز أمنية راجلة في شوارع بغداد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت بغداد اشتباكات بين قوات الأمن و"عصائب أهل الحق" بسبب رفض الأخيرة الانصياع للقانون، مما أدى إلى إصابات وأضرار مادية، معكسةً التحديات الأمنية.
- محافظة ذي قار تعرضت لعمليتي اغتيال، بما في ذلك مقتل الشاعر فلاح البدري، مما يسلط الضوء على الحاجة لاستراتيجيات أمنية فعالة لمواجهة عودة الاغتيالات.
- الحكومة والجهات الأمنية لم تعلق على الأحداث، لكن تم التأكيد على صعوبة تطبيق القانون في بعض المناطق بسبب نفوذ الفصائل المسلحة، مشيرةً إلى التحديات الأمنية المعقدة في العراق.

سجلت العاصمة العراقية بغداد، مساء أمس السبت، اشتباكات عنيفة بين عناصر أمن ومسلحين تابعين لأحد الفصائل المتنفذة على إثر رفضها الانصياع لمحاولة تطبيق القانون، سبّب إصابات بين عناصر الأمن، في حين شهدت محافظة ذي قار (جنوباً) عمليتي اغتيال.

ويحاول الأمن العراقي منذ فترة بسط نفوذه في مناطق العاصمة بغداد ومنع التمرد على تنفيذ القانون، لذا لجأ إلى نشر حواجز أمنية راجلة في شوارع معظم المناطق ليلاً، وتستمر حتى وقت مبكر من صباح اليوم التالي.

وحاولت قوة أمنية من شرطة الاتحادية ببغداد، مساء أمس السبت، منع تجوال السيارات غير الرسمية "التي لا تحمل لوحات تسجيل أو أوراقاً ثبوتية" في مدينة الصدر شرقي العاصمة، وأقدمت على احتجاز عدد من السيارات المخالفة.

ووفقاً لما نقلته محطات إخبارية محلية، فإن القوة أوقفت عدداً من السيارات المخالفة وحاولت احتجازها، وتبين لاحقاً أنها تابعة لجماعة مرتبطة بمليشيا "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، إلا أن عناصرها امتنعوا عن الاستجابة لتوجيه القوة الأمنية، ورفضوا محاولات احتجاز العجلات.

وبحسب تقارير لوسائل إعلام محلية، فإن "المحاولات تحولت إلى شجار بين الطرفين تطور إلى اشتباك مسلح، استمر حتى ساعة متأخرة من فجر اليوم"، مبينة أن "الاشتباك تطور بعد وصول تعزيزات أمنية من جانب، قابلها وصول عدد من عناصر العصائب لدعم جماعتهم، وهو ما أدى إلى إصابة 3 من عناصر الشرطة الاتحادية، أحدهم إصابته خطيرة، ولم يعرف حتى الآن إذا ما كانت هناك إصابات بين عناصر الفصيل المسلح".

وأشارت إلى أن "الاشتباكات أدت إلى تضرر عدد من المنازل والسيارات المدنية التي كانت بالقرب من منطقة الاشتباك".

 ولم تعلق الحكومة ولا الجهات الأمنية الرسمية على الحادث، إلا أن ضابطاً في قيادة الشرطة الاتحادية، أكد أن بعض مناطق العاصمة يصعب فيها تطبيق القانون، بسبب نفوذ الفصائل المسلحة.

وقال الضابط لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "التوجيه العام هو تطبيق القانون في كل المناطق، واحتجاز المخالفين والسيارات المخالفة، وهو ما يسبّب مشكلات كثيرة".

وأوضح أن "الفصائل المسلحة ترفض الاستجابة للقانون وتعتبر نفسها سلطة لا تقل عن سلطة الأجهزة الأمنية، كما حدث ليل أمس"، مشدداً على "أهمية دعم القوات الأمنية من جانب، ومحاسبة الفصائل المسلحة التي تخالف القانون".

إلى ذلك، سجلت محافظة ذي قار جنوباً، عمليتي اغتيال إحداهما فاشلة، نفذتها ليلاً في مدينة الناصرية مركز المحافظة، وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن مسلحين مجهولين اغتالوا بأسلحة نارية الشاعر فلاح البدري، وسط المدينة، إذ أصيب بطلق ناري في رأسه ما سبّب مقتله في الحال.

وأضافت، أن "الأستاذ الجامعي مقدام الماجد نجا من محاولة اغتيال عندما هاجمه مجهولون بمسدسات شخصية، وسط المدينة، إلا أنه نجا".

وحذر مسؤولون أمنيون ومراقبون من عودة مسلسل الاغتيالات مجدداً في العراق، بعد تسجيل حوادث متتابعة في عدد من المحافظات في الشهر الماضي، ووسط مناشدات بوضع استراتيجيات أمنية تتناسب مع حجم مخاطر تلك العمليات، لم تكشف الجهات المختصة عن أي خطوات عملية في هذا الاتجاه، وهو ما يثير الخوف من اتساعها.

وكانت عمليات الاغتيال في العراق قد تراجعت في العامين الأخيرين، قياساً بما سبقها في الأعوام السابقة، التي كانت تسجل يومياً، وسط حالة من عدم الاستقرار.

المساهمون