أصيب عدد من الفلسطينيين، مساء الثلاثاء، بالرصاص المطاطي وبالاختناق بقنابل الغاز المسيل للدموع، خلال اندلاع مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال أعقبت مسيرات وفعاليات بمناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، نصرة للقدس ودعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.
ووصلت إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس إصابة برصاصة في القدم لشاب خلال مواجهات على حاجز حوارة جنوب نابلس، وصفت بالمتوسطة. كما اندلعت مواجهات على مدخل قرية اللبن الشرقية مسقط رأس الشهيد أحمد ضراغمة الذي توفي مساء الثلاثاء برصاص الاحتلال على حاجز زعترة المقام جنوب نابلس، وأصيب شاب آخر كان برفقته.
وأغلق شبان الطريق الترابي الموصل إلى جبل صبيح في بلدة بيتا جنوباً، لمنع المستوطنين من الوصول إليه، واستكمال بناء بؤرة استيطانية هناك.
كذلك أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، واعتقل شاب، خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل بلدة قصرة جنوب نابلس، وعولج المصابون ميدانياً.
وتعاملت الطواقم الطبية في مستشفى قلقيلية الحكومي مع إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابتين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، في مواجهات على المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية شمال الضفة.
في غضون ذلك، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه متظاهرين فلسطينيين عند حاجز بيت إيل المقام قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، فيما أشعل الشبان الإطارات وألقوا بالحجارة تجاه قوات الاحتلال.
وكان الآلاف انطلقوا في مسيرة جابت شوارع وسط رام الله قبل أن تتوجه إلى حاجز بيت إيل الإسرائيلي العسكري إسناداً ونصرة للقدس المحتلة ووفاء لدماء الشهداء لا سيما في قطاع غزة.
وتأتي الفعاليات بدعوة من الحراكات الشعبية والحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، فيما تحولت دعوة اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة من مسيرة شموع أمل العودة والقدس والنضال إلى دعوة لمسيرة وفاء للشهداء.
وتأتي هذه الفعاليات في ظل حراك شعبي فلسطيني بالتزامن مع التصعيد في غزة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948.
وقال النشاط الحقوقي محمود الافرنجي لـ"العربي الجديد"، على هامش المسيرة برام الله، إن "الشعب الفلسطيني أثبت أن الهوية الفلسطينية الجامعة هي الحاضرة رغم الانقسام السياسي، ومحاولات الاحتلال تقسيم الشعب الفلسطيني، وأن الفلسطينيين يتوحدون في المواجهة مع الاحتلال".
فيما قال نزيه أبو عادي الذي قدم إلى مسيرة رام الله مع ابنه الذي كان أصيب في داخل المسجد الأقصى لـ"العربي الجديد": "إن المطلوب من كل الفلسطينيين تفعيل المقاومة الشعبية في كل المناطق دعماً للمقاومة الفلسطينية، التي قال إنها غيرت موازين القوى مع الاحتلال ويجب دعمها شعبياً وبالأموال ومد غزة بالمواد الطبية".
من جانبه، قال الناشط أنس القريوتي لـ"العربي الجديد" إنه "يجب استثمار الهبة الشعبية الحالية بالشكل الصحيح، وأن تكون نقطة تحول في الصراع مع الاحتلال".
أما الأسيرة المحررة ميس أبو غوش، فاعتبرت في حديث مع "العربي الجديد" أن الشباب هم من أخذوا المبادرة في ظل أن الفصائل الفلسطينية لم تعد قادرة على التعبير عنهم.
من جانب آخر، هاجم مستوطنون بحماية جيش الاحتلال، الليلة، عدداً من منازل الفلسطينيين في بلدة سنجل شمال مدينة رام الله، والتي تقع قرب الشارع الالتفافي الاستيطاني الذي يمر من القرية، فيما وفر جيش الاحتلال الحماية للمستوطنين المعتدين، وأطلق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما تسبب بإصابة عدد منهم بالاختناق.
وفي طولكرم، وصلت إصابة لشاب بالرصاص الحي في الفخذ إلى المستشفى الحكومي، ووصفت حالته بالمستقرة.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بالقرب من حاجز سالم العسكري المقام على أراضي الفلسطينيين غرب جنين شمال الضفة الغربية، بعد مسيرة منددة بالعدوان المستمر على قطاع غزة ودعماً وإسنادا للقدس، حيث قمعت قوات الاحتلال تلك المسيرة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية زبوبا غرب جنين، وسط إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، واندلعت على إثرها مواجهات أوقعت عديد حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتى لواء محمد ريحان (17 عامًا) من بلدة يعبد جنوب غرب جنين قرب معسكر "دوتان" المقام على أراضي البلدة.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في القدم، والعشرات بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من حاجز النشاش المقام على أراضي بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم.
في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق، واعتقل آخر، خلال مواجهات اندلعت مساء الثلاثاء، عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، عقب مسيرة جماهيرية إسناداً ودعماً للقدس وغزة، بينما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على الصحفيين المتواجدين في المكان، ومنعوهم من تغطية الأحداث وأبعدوهم من المكان.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية حوسان غرب بيت لحم، عولجت ميدانياً، كما تم إغلاق الشارع الرئيس وسط القرية أمام حركة المركبات.
في غضون ذلك، أصيب عدة فلسطينيين خلال مواجهات مع الاحتلال في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل جنوب الضفة، أعقبت مسيرة نصرة للمسجد الأقصى المبارك ورفضاً لمخططات التهجير والتطهير العرقي في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة ورفضاً للعدوان على قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 11 إصابة وصلت مستشفى الخليل الحكومي بحالة مستقرة، منها إصابة بقنبلة صوت، وأخرى جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، و9 إصابات بالرصاص الحي، خلال تلك المواجهات.
كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل، ومنطقة زيف جنوب مدينة الخليل، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، أعلنت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في إحصائية لها، منذ الثلاثاء وحتى وقت مبكر من فجر اليوم، أنها تعاملت مع 245 إصابة في مناطق متعددة بالضفة الغربية، بينها في الخليل 22 إصابة بالغاز و14 بالرصاص المطاط وتسع إصابات بالرصاص الحي، بينما في بيت لحم تم التعامل مع سبع إصابات بالاختناق بالغاز".
وتابع الهلال: "كما تم التعامل في قلقيلية مع 25 إصابة بالغاز المسيل للدموع وإصابتين بالضرب، وفي منطقة نابلس (اللبن وحوارة)، تم التعامل مع 93 إصابة بالغاز المسيل للدموع وإصابتين بالضرب و13 بالرصاص المطاطي، وفي بيت إيل تم التعامل مع 18 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وإصابة بالرصاص المطاطي، فيما تم التعامل بغزة مع 34 إصابة جراء القصف، وفي طولكرم تم التعامل مع إصابتين بالرصاص الحي وإصابتين بالرصاص المطاطي وإصابة بالضرب".
في هذه الأثناء، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في إحصائية لها حول الأحداث التي شهدتها الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، "إن طواقمها تعاملت مع 15 إصابة في القدس نقلت إصابة منها للمستشفى، وتعاملت في قطاع غزة مع 12 شهيداً و125 إصابة بجروح مختلفة".
وتابعت وزارة الصحة: "كما تم التعامل في مستشفى طولكرم الحكومي مع أربع إصابات بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، وفي مستشفى الخليل الحكومي تم التعامل مع إصابة بالرصاص الحي (إحداها بحالة متوسطة جراء إصابته وتعرضه للضرب)، وإصابة مباشرة بقنبلة صوت وإصابتان جراء استنشاق الغاز المسيل الدموع، وإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الوجه، بينما في المستشفى الأهلي في الخليل تم التعامل مع إصابة بالرصاص الحي، وأخرى بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط".
وأضافت الوزارة: "وفي مستشفى قلقيلية الحكومي تم التعامل مع إصابتين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وفي نابلس جرى التعامل مع شهيد وإصابة حرجة جراء اطلاق النار عليهم عند حاجز زعترة، و إصابة بالرصاص الحي في القدم وصلت مستشفى رفيديا الحكومي".