إصابات بقمع مسيرات الضفة.. ومستوطنون يعرقلون زيارة وفد أوروبي إلى حوارة

03 مارس 2023
أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت باتجاه المحتجين (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

أصيب عشرات الفلسطينيين، الجمعة، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي فعاليات ومسيرات ضد الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية بالضفة الغربية، وتضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، فيما قام مستوطنون، قبل ظهر اليوم، بالتشويش على مؤتمر صحافي لممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، عقده في بلدة حوارة جنوب نابلس، خلال زيارته ووفدا دبلوماسيا المواقع التي شن المستوطنون هجوماً عليها الأحد الماضي.

وأكد رئيس بلدية حوارة معين الضميدي، لـ"العربي الجديد"، أن ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف زار، اليوم الجمعة، عدة مواقع جرى الاعتداء عليها من قبل المستوطنين، وقام بـ"أداء واجب العزاء" لعائلة الشهيد سامح الأقطش الذي استشهد يوم الهجوم الدامي على حوارة.

وتابع الضميدي: "لقد قام بورغسدورف بالزيارة، ومعه 25 دبلوماسياً أوروبياً وممثلاً لدول أجنبية، وبعد انتهائهم عقدوا مؤتمراً صحافياً، وخلاله، جاء مستوطن وشغّل مكبرات صوت بالقرب من المؤتمر للتشويش عليه، على مرأى من قوات الاحتلال، وحينما تدخل المواطنون لمنع ذلك، قامت قوات الاحتلال بقمعهم، وإطلاق قنابل الصوت باتجاههم، بالتزامن مع انسحاب الوفد من المكان، الذي شاهد ما جرى، فيما أبعدت قوات الاحتلال المستوطنين".

وخلال المؤتمر، قال بورغسدوف: "إن الاتحاد سيستمر بالمطالبة بشكل مباشر بمحاكمة ومحاسبة من نفذ الاعتداءات من المستوطنين على بلدة حوارة"، وإن "عنف المستوطنين يجب أن يتوقف".

ولاحقاً، أكدت عدة بعثات دبلوماسية وأوروبية ومن دول أجنبية أخرى، في بيان بعد زيارتها حوارة، أنها "اطلعت على العنف الشديد الذي اندلع يوم الأحد الماضي، عندما هاجم مئات المستوطنين الإسرائيليين قرية حوارة وعددا من البلدات والقرى المحيطة"، حيث أدانت "الأعمال الشائنة والعنف الذي يرتكبه المستوطنون، وطالبت إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين، وضمان محاسبة الجناة".

وقال البيان إن "فشل إسرائيل في حماية الفلسطينيين وفي محاكمة المستوطنين مرتكبي الجرائم، يثير القلق بشكل خاص، في وقت وصل فيه عنف المستوطنين إلى مستويات غير مسبوقة".

وأضاف أن "عنف المستوطنين هو نتيجة لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية المستمرة"، مشدداً على أن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، ومن شأنها أن تؤجج التوترات وتقوض فرص حلّ الدولتين، كما تقوّض فرص تحقيق سلام دائم في المنطقة".

على صعيد آخر، هاجم مستوطنون، مساء اليوم الجمعة، منازل المواطنين في قرية بورين جنوب نابلس.

وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأنّ مجموعة من المستوطنين هاجمت منازل المواطنين على أطراف قرية بورين جنوب نابلس، ورشقوهم بالحجارة، وأطلقوا الرصاص الحي بالهواء.

وأوضح رئيس مجلس بورين إبراهيم عمران، لـ"العربي الجديد"، أنّ المستوطنين هاجموا منازل الأهالي وحطموا زجاج نوافذها، وثقبوا خزانات المياه في تلك المنازل، وحاولوا إحراقها، لكن الأهالي تصدوا لهم، وتدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية المستوطنين، واندلعت مواجهات أطلقت خلالها تلك القوات قنابل الغاز والصوت والرصاص، ما أوقع إصابات بالاختناق، وبعد نحو ساعة، انسحب الجيش والمستوطنون من المواجهات.

من جانبه، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، في بيان صحافي، أنّ حصيلة مواجهات بورين وصلت إلى 30 إصابة، بينها 25 إصابة بالاختناق و4 حالات سقوط أثناء مطاردة المستوطنين والجيش الأهالي، فيما أُصيب شاب بحجر في الرأس.

من جانب آخر، هاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين على طريق المعرجات بين أريحا ورام الله.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شاباً عُقب اقتحامها بلدة بيتونيا غرب رام الله، تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الاحتلال والشبان.

من جانب آخر، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة لنشطاء سلام إسرائيليين اليوم، كانت في طريقها لكسر الحصار المفروض على حوارة منذ 6 أيام، واعتدت عليهم. وكان المشاركون يحملون أعلام فلسطين ولافتات تندد بجرائم الاحتلال، وفق ما أكده الضميدي.

على صعيد منفصل، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال قبل عصر اليوم، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ما أوقع إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وبجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

وأدى الفلسطينيون صلاة الجمعة في خيمة البستان تضامناً مع عشرات العائلات المهددة منازلها بالهدم، أعقبتها تظاهرة أمام الخيمة، فيما فرضت قوات الاحتلال غرامات مالية على مركبات الأهالي بمحيط الخيمة لمنع تجمع أكبر من المواطنين.

من جهة أخرى، أدى 70 ألف مصل اليوم صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال على مداخل البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى، وتشديد الإجراءات العسكرية هناك.

وصوّرت طواقم من بلدية الاحتلال منشآت صناعية في حي واد الجوز شمال القدس، كما فرضت قوات الاحتلال الإبعاد والحبس المنزلي، والغرامة المالية، ومنع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بحق الباحث المقدسي رضوان عمرو، بعد الإفراج عنه، كما أفرجت عن منسق القوى والفعاليات الوطنية في القدس حمدي ذياب، وأبعدته عن منزله في مخيم شعفاط شمال القدس مدة 45 يوماً، مع منعه من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، صادرت شرطة الاحتلال منذ الليلة الماضية وحتى قبل ظهر اليوم أربع مركبات لأسرى من القدس، في سياق حملة استهداف الأسرى والمحررين المقدسيين.

في السياق ذاته، أكدت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الفتى تامر محمود سعد، اليوم الجمعة، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين تلك القوات وشبان فلسطينيين في بلدة سلواد شمال رام الله، وسط الضفة الغربية.

على صعيد آخر، اعتدت قوات الاحتلال عصر اليوم الجمعة، على العشرات من المواطنين ونشطاء سلام ومتضامنين أجانب في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، فيما اعتقلت ناشطين على الأقل خلال اعتدائها على النشطاء والمتضامنين.

في مقابل ذلك، انتظمت عناصر متطرفة من أتباع إيتمار بن غفير وسط الحي، وأطلقت هتافات عنصرية، وحاولت من طرفها الاعتداء على النشطاء.

من ناحية أخرى، اقتحمت وحدة مستعربين في شرطة الاحتلال في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وذلك خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها البلدة عقب صلاة الجمعة، في حين حطم جنود الاحتلال عدداً من المركبات خلال اقتحامها البلدة.

في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال اليوم 10 فلسطينيين من مناطق متفرقة من الضفة الغربية، فيما أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع اليوم، أثناء تصدي أهالي قرية قريوت جنوب نابلس لهجوم للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال على نبع القرية.

في شأن آخر، تواصلت اليوم المسيرات الأسبوعية ضد الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية، والتي خصصت هذا الأسبوع للتنديد بجريمة الاحتلال والمستوطنين في حوارة، وإسناداً للأسرى الفلسطينيين بخطواتهم النضالية (العصيان) لليوم الـ18 على التوالي، رفضاً لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، حيث ينفذ الأسرى اليوم الجمعة الاعتصام في ساحات السجون، بعد أداء الصلاة، مع ارتداء اللباس البني، زي "الشاباص"، والذي يعني استعداد الأسرى للمواجهة الجماعية.

وقال الصحافي محمود أبو ثابت من قرية بيت دجن شرق نابلس، لـ"العربي الجديد"، "إن المسيرة خصصت للتنديد بجرائم الاحتلال، وإسناداً للأسرى، حيث قمعتها قوات الاحتلال، ما أوقع العديد من الإصابات".

وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، أكد الكاتب مجدي حمايل، لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي أدوا صلاة الجمعة اليوم على مقربة من قمة جبل صبيح الذي عاد إليه المستوطنون ليومين بعد هجومهم على حوارة، وينوي الاحتلال إقامة بؤرة استيطانية عليه، لكن الاحتلال أخلاهم منها".

وتابع حمايل: "انطلقت مسيرة بعد صلاة الجمعة نحو قمة الجبل، لكن قوات الاحتلال قمعتها، فيما أكد الأهالي عودة فعالياتهم بقوة وخاصة فعاليات الإرباك الليلي، رداً على كل المحاولات الداعية لعودة المستوطنين لإقامة بؤرة استيطانية على قمة الجبل".

بدوره، قال مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، في تصريح له، إن "حصيلة المواجهات والاعتداءات التي جرت في حوارة، وبيتا، وبيت دجن، كانت 24 إصابة بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وإصابة بقنبلة صوت بالقدم".

من جانب آخر، أصيب شابان بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمالي الضفة، والمناهضة للاستيطان، والتي انطلقت تنديداً بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وانتصاراً للأسرى في معركتهم ضد إدارة مصلحة السجون، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

وكان عدة فلسطينيين أصيبوا الليلة الماضية خلال مواجهات مع الاحتلال شهدتها بلدتا يعبد ورمانة بمحافظة جنين شمالي الضفة، فيما أغلقت قوات الاحتلال حاجز شوفة العسكري جنوب شرق طولكرم شمالي الضفة، تزامناً مع رشق مستوطنين المركبات الفلسطينية.

واعتدى مستوطنون، اليوم الجمعة، على رعاة الأغنام في قرية زنوتة شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل جنوبي الضفة، وأجبروهم على مغادرة المكان، كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم جنوبي الضفة.

المساهمون