جهاد طه: أي هجوم على رفح ستكون له انعكاسات كبيرة
جهود ومساعي الوسطاء ما تزال مستمرة لإنهاء العدوان
تهديدات إسرائيلية مستمرة بشأن تنفيذ عملية عسكرية في رفح
حذّرت حركة حماس من تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية برفح جنوب قطاع غزة، معتبرة أن ذلك سينعكس بشدة على المفاوضات الجارية بشأن استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": "تقديراتنا أن أي هجوم على رفح ستكون له انعكاسات كبيرة على واقع النازحين واستمرار المفاوضات وقطع الطريق للوصول لأي اتفاق".
وأضاف: "نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة بضرورة الوقوف أيضاً عند مسؤولياتهم لفضح وكشف مشاريع الإبادة الجماعية والمجازر الصهيونية، وحماية شعبنا وفق القوانين والمواثيق الدولية وإدانة هذا السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال الإرهابية".
جهاد طه: أي هجوم على رفح ستكون له انعكاسات كبيرة على استمرار المفاوضات
ولفت طه إلى أن الوسطاء "كانوا قد حذّروا من القيام بهذه الخطوة، وطالبوا بضرورة التركيز على وقف العدوان وإنجاح الجهود والمساعي المستمرة" لوقف النار.
وحول فشل جهود الوسطاء في إقناع إسرائيل بعدم اجتياح رفح، قال طه إن "جهود ومساعي الوسطاء ما تزال مستمرة لإنهاء العدوان المستمر على شعبنا ووقف مسلسل القتل والتدمير والمجازر".
وأضاف طه أن "التهديد الصهيوني بشأن هجوم مكثف، والغارات والقصف المتواصل لعدة مناطق في رفح يأتي في سياق الجرائم والمجازر واستمرار العدوان على شعبنا، إضافةً إلى عدم استجابة الاحتلال لكل المواقف والنداءات الدولية الداعية إلى عدم القيام بأي استهداف أو هجوم بري على رفح، لأنه سيسبب كارثة كبيرة، نتيجة وجود مئات الآلاف من النازحين، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته ويلجم سياسة الاحتلال ورئيس حكومته الفاشية العنصرية".
إسرائيل تبلغ مصر بتنفيذ عملية عسكرية برفح
وفي سياق متصل، كشف مصدر مصري مطلع على تحركات القاهرة بشأن جهود وقف إطلاق النار، عن "تلقي المسؤولين المصريين المعنيين بالملف موقفاً واضحاً أخيراً من جانب مسؤولين في أجهزة إسرائيلية معنية بالتواصل مع القاهرة، بشأن تنفيذ عملية عسكرية برفح الفلسطينية" حيث يوجد أكثر من مليون و400 ألف مهجر فلسطيني. وتتوالى التهديدات الإسرائيلية، الرسمية وغير الرسمية، بتنفيذ عملية عسكرية في رفح خلال الفترة المقبلة، دون تحديد موعد هذا العمل العسكري، أو ما إذا كان اجتياحاً برياً أم ضربات نوعية واسعة النطاق.
ويعلق المصدر على هذا بأنه "حتى الآن لم تكلل الجهود المصرية، سواء على مستوى التواصل المباشر مع الجانب الإسرائيلي، أو عبر التواصل مع الإدارة الأميركية، بالنجاح، بشأن منع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملاً عسكرياً في رفح".
وكان البيت الأبيض قد قال، أول من أمس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي الاثنين الماضي، من أن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية برفح سيؤدي إلى تفاقم الفوضى في غزة، مشيراً إلى أنهما اتفقا على أن يجتمع وفدان من الجانبين في واشنطن لبحث الأمر.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، في إحاطة للصحافيين، عقب اتصال هاتفي بين نتنياهو وبايدن هو الأول بعد أكثر من شهر على انقطاع التواصل بينهما، إن الدولتين ستجريان مباحثات شاملة تتعلق بسبل المضيّ قدماً في قطاع غزة حيث تشتد أزمة إنسانية بعد ستة أشهر من القتال.
وأضاف سوليفان أن الاجتماع قد يُعقد هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأنه لن تُنفذ أي عملية عسكرية برفح قبل المحادثات. وذكر أن بايدن أبلغ نتنياهو بأنه يحتاج إلى استراتيجية محكمة تجاه غزة، "بدلاً من أن تقتحم إسرائيل رفح". وأكد مجدداً دعم الولايات المتحدة للجهود الإسرائيلية للقضاء على مسلّحي "حماس".
في موازاة ذلك، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم"، أمس الثلاثاء، عن نتنياهو قوله، خلال لقاء مغلق مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية، إن "مسؤولين في إسرائيل (لم يذكرهم) يتعاونون مع الأميركيين لمنع الدخول إلى رفح".
وقال نتنياهو، رداً على سؤال حول موعد انتهاء الحرب: "كنا نعتقد أنها ستستغرق وقتاً أطول في غزة، وفي هذه الأثناء نحن متقدمون على الموعد المحدد"، دون مزيد من التفاصيل. واعتبر أنه "لا سبيل لتدمير حماس في رفح إلا باجتياح بري".
الهجوم على مجمع الشفاء
مصدر في المقاومة: الهجوم على مجمع الشفاء محاولة من نتنياهو لتخريب المفاوضات
في سياق آخر، وفي خطوة مفاجئة وبدون سابق إنذار، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بدعوى "تنفيذ عملية محدودة". وأسفر الهجوم، أول من أمس، عن اغتيال اللواء فائق عبد الرؤوف المبحوح، مدير العمليات المركزية للشرطة في غزة، وعدد من عناصر الشرطة المدنية، مخلفاً جدلاً واسعاً بشأن الأسباب الحقيقية وراء تلك الخطوة وتوقيتها، الذي استبق انطلاق جولة مفاوضات جديدة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بساعات قليلة.
وكشفت مصادر بالمقاومة، لـ"العربي الجديد"، أن "إعادة الانتشار (الجزئية) لقوات من الشرطة الفلسطينية بقطاع غزة في عدد من مناطق الشمال أخيراً، جاء بعد ضمانات من جانب الوسطاء، خلال مباحثات جرت في الأيام الماضية".
وقال مصدر مطلع بالمقاومة إن "حكومة الاحتلال كانت قد ردّت على الوسطاء في وقت سابق بأنها لا تمانع وجود بعض أفراد الشرطة، بهدف المشاركة في عملية توزيع المساعدات، ولكن يبدو أن جيش الاحتلال فوجئ بمستوى التنظيم والنجاح الكبير لعملية دخول المساعدات إلى أقصى مناطق الشمال في بيت حانون وجباليا بعد أكثر من أربعة أشهر من توقف وصول المساعدات لتلك المناطق، وهو ما دفعه للدخول بقوة على ذلك الخط لمنع أي وجود يشير لسيطرة إدارية وميدانية لحركة حماس".
وأكد المصدر أن "المبحوح أثبت أخيراً قدرة كبيرة في الحفاظ على أمن المساعدات، وهو ما مثل فشلاً ذريعاً لهدف تقويض سلطة حماس بالقطاع". وأضاف أن "الاقتحام الجديد لمجمع الشفاء الطبي، قبيل انطلاق مفاوضات الدوحة، هو بمثابة رسالة أمنية وسياسية للمجتمعين".
نتنياهو يحاول تخريب المفاوضات
واعتبر المصدر أن "الهجوم والتصعيد الإسرائيلي قبيل انطلاق جولة مفاوضات الدوحة لا تمكن قراءته بعيداً عن محاولات تخريب المفاوضات من جانب نتنياهو، لاستمرار فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع لأطول فترة ممكنة"، موضحاً أن "حكومة الاحتلال تريد فرض قواعد قبل التوصل لأي اتفاق مع المقاومة في قطاع غزة".
ولفت المصدر إلى أن "مجمع الشفاء بعد إعادة تشغيله في أعقاب الاقتحام السابق له من جانب جيش الاحتلال، أصبح بمثابة مكان يبرز استمرار مظاهر الحياة في شمال القطاع، الذي يرغب الاحتلال في تفريغه بشكل كامل من السكان، وهو ما يعني أن الخطوة تعد استمراراً لعملية تهجير سكان الشمال، من خلال التأكيد على استهداف كل مظاهر الحياة ومقوماتها هناك".
وتابع المصدر أن "فشل جيش الاحتلال في القضاء على المقاومة في الشمال والوسط، خلال المرحلة الأولى من الحرب، يدفعه لشن هجوم واسع هناك مجدداً، حيث يعتبر جيش الاحتلال، في الوقت ذاته، المدنيين بمثابة عائق في طريق خطط الجيش الإسرائيلي".
وكانت حركة حماس قد اعتبرت اغتيال المبحوح، واستهداف الشرطة المدنية، "دليلاً إضافياً على سعي العدو النازي لنشر الفوضى وضرب السلم المجتمعي في القطاع".
وقالت "حماس"، في بيان، إن "عملية الاغتيال الجبانة التي قام بها جيش الاحتلال المجرم خلال عدوانه فجر اليوم (الاثنين) على مستشفى الشفاء في مدينة غزة بحق الشهيد اللواء فائق عبد الرؤوف المبحوح جريمة صهيونية جاءت بعد جهود الشهيد والأجهزة الأمنية في ضبط حالة الأمن وتأمين وصول المساعدات الإغاثية إلى محافظتي غزة والشمال، وذلك بهدف منع الوصول الآمن للمساعدات إلى شعبنا".
وأضاف البيان أن "هذه الجريمة الإرهابية، باستهداف الشرطة المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، دليل إضافي على سعي العدو النازي لنشر الفوضى وضرب السلم المجتمعي في القطاع، وإدامة حالة المجاعة التي يعاني منها أهلنا، تنفيذاً لمخطط حرب الإبادة وتهجير شعبنا عن أرضه".
إلى ذلك، أكّد أستاذ القانون الدولي العام، أيمن سلامة، لـ"العربي الجديد"، أنه لا يوجد في القانون الدولي الإنساني ما "يشرعن" أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وحول الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء، أكد أن "المستشفيات تتمتع بحماية خاصة أثناء النزاعات المسلحة، وحال وجود كثير من المدنيين غير المشتركين في النزاع المسلح داخلها".
وشدد على أنها "لا تفقد الحماية، إلا باستخدامها من قبل الطرف العدو المحارب. ولكن بالرغم من ذلك، وفي هذه الحالة، هناك إجراءات تحوطية احترازية وجوبية على العدو المهاجم، منها دقة الاستخبارات، واليقين، والإنذار المسبق للمدنيين بالإخلاء وبوقت كافٍ".