إسقاط طائرة مسيرة إماراتية خلال معارك أبين

20 نوفمبر 2020
الإمارات تواصل تأجيج الأوضاع جنوبي اليمن (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

اندلعت مواجهات عسكرية في محافظة أبين شرق عدن جنوب اليمن، صباح اليوم الجمعة، بين قوات الحكومة ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتياً، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بكونه المتسبب في الهجمات المستمرة.
وأكد قيادي عسكري بارز في قوات الشرعية في أبين، تحدث مع "العربي الجديد"، لكنه طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن قوات الجيش الوطني التابعة للحكومة اليمنية في المحافظة تمكنت صباحاً من إسقاط طائرة مسيرة إماراتية، فوق مواقع قوات الجيش الوطني في محيط عاصمة المحافظة.
وأوضح القيادي أنه تم تحديداً إسقاطها في منطقة الطرية، التي تعد إحدى أهم الجبهات المشتعلة في أبين منذ أكثر من أسبوع.
وفي السياق نفسه، قال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي في تغريدة عبر "تويتر" ، إن "الجيش أسقط طائرات مسيرة للانتقالي (لم يذكر عددها) بعد تقدمه في جبهات القتال". وأضاف: "هذه الطائرات وصلت للمليشيات (مسلحي الانتقالي) من الإمارات التي تتفنن باستهداف الجيش وأبناء اليمن كما قامت بنفس الدور في ليبيا". 
وتابع: "تلقت (الإمارات) درساً قاسياً في ليبيا، وفي اليمن ينتظرها ما هو أسوأ من ذلك“. وأرفق تغريديه بصورة لطائرة إماراتية مسيرة تم إسقاطها العام الماضي في ليبيا. 

 

من جهته، أكد وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان، في تغريدة له، إسقاط الجيش "طائرات مسيرة إماراتية" أطلقتها مليشيات "المجلس الانتقالي" خلال معاركها مع الجيش في محافظة أبين.

 

في موازاة ذلك، قال مصدر ميداني بقوات الشرعية إن قواتها أفشلت هجمات عسكرية لمليشيات "الانتقالي" في الشيخ سالم وكذلك الطرية، واستمرت هذه المواجهات حتى الظهيرة من اليوم الجمعة فيما لا تزال المواجهات مستمرة وإن كانت متقطعة.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، أنه تم تدمير عدد من الآليات العسكرية الهمر وأخرى إماراتية حديثة، وأسر عدد من مقاتلي الانتقالي، وإسقاط طائرات إماراتية مسيرة في منطقة الطرية كانت تحوم وتحلق فوق مواقع قوات الجيش الوطني.
وحول مساعي السعودية للتهدئة أكد المصدر الميداني أنه لا جديد حول ذلك ولا في حركة اللجنة السعودية المكلفة بالوساطة لوقف تصاعد العمليات العسكرية. وعزا ذلك لكون "الطرف الآخر تقوده وتدعمه دولة الإمارات، وهي دفعت إلى تفجر الأوضاع العسكرية، عبر مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي، فيما قوات الحكومة الشرعية ملتزمة بمهمتها الوطنية وبتوجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي".
من جهته، أكد المتحدث باسم مليشيات "الانتقالي"، محمد النقيب، في بيان موجز تم توزيعه على وسائل الإعلام، أن قواتهم تصدت لهجمات عسكرية في مناطق المواجهات في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، في القطاع الأوسط والطرية وتم تدمير وغنم عدد من الآليات العسكرية صباح الجمعة.
ويأتي تصاعد العنف في أبين بالتزامن مع تعثر إعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة بسبب عدم حل بعض الخلافات بين طرفي التحالف والحكومة الشرعية، لا سيما أن التحالف السعودي الإماراتي يسعى إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الرئيس اليمني فيما يخص الأشخاص المرشحين للوزارات السيادية، فضلاً عن التمسك بعدم بقاء نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري في منصبه.

 

كذلك يتزامن التوتر العسكري والتعثر السياسي مع استمرار ضغط الإمارات عبر السعودية لمنع تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، فيما تتمسك الشرعية بتنفيذ ما تبقى من هذا الاتفاق بما في ذلك إعلان تشكيل الحكومة التي تأتي في الخطوة التالية بعد تنفيذ الشق العسكري والأمني. 
ويرجح مراقبون أن الشق العسكري والأمني قد لا يتم بتنفيذه بالمطلق في ظل الضغوط السعودية والإماراتية على الشرعية. ويرى هؤلاء أن الأوضاع العسكرية قد تستمر على حالها حيث لا تتمكن الشرعية من الدخول إلى عدن ولا يتمكن بالوقت نفسه "الانتقالي" وخلفه الإمارات من السيطرة على أبين والوصول إلى محافظة شبوة كما تخطط.

المساهمون