إسرائيل تستنفر قياداتها الأمنية لبحث الردّ على صواريخ من لبنان وتوجّه اتهامها لـ"حماس"

06 ابريل 2023
الناطق باسم جيش الاحتلال: "حماس" مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من لبنان (فرانس برس)
+ الخط -

يجري رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال هرتسي هليفي ورئيس جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) رونين بار تقييماً مشتركاً للأوضاع في مقر هيئة الأركان العامة في تل أبيب، وذلك في أعقاب إطلاق صواريخ من لبنان، اليوم الخميس.

وذكرت الإذاعة العبرية أن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أصدر تعليمات "أولية" لرئيس الأركان حول آليات التعاطي مع إطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أن غالانت سيعقد في وقت لاحق اجتماعا مع قادة الجيش والمنظومة الأمنية.

وحسب الإذاعة، فإن مشاركة رئيس الشاباك في الاجتماع التقييمي الذي تعقده هيئة الأركان يشير إلى الثقل الذي توليه المؤسسة العسكرية في تل أبيب للعلاقة مع الساحة الفلسطينية، لا سيما بعد أحداث الأقصى ولبنان.

أزمة خيارات

وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الاجتماع التشاوري في مقرّ هيئة الأركان يهدف إلى التوافق على توصيات بشأن الرد على إطلاق الصواريخ سيقدمها الجيش للمستوى السياسي.

ولم تستبعد الإذاعة أن يقدم الجيش توصيات بالرد في الساحة الفلسطينية، وتحديدا ضد أهداف لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، مشيرة إلى أزمة خيارات في كل ما يتعلق بالرد على إطلاق الصواريخ من لبنان. ففي تقرير بثته بعد عصر اليوم، تساءلت إذاعة جيش الاحتلال: "هل تكتفي إسرائيل باستهداف الجماعات الفلسطينية المسؤولة عن القصف، أم حزب الله الذي وافق وقدم الدعم".

وتزامناً مع الاجتماع، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان له، أنّ التقديرات الأولية للجيش تشير إلى أنّ حركة حماس تتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، ويجرى فحص تورط إيران في هذه العملية، ولبنان يتحمل المسؤولية عن إطلاق الصواريخ من أراضيه.

وقدرت المحافل العسكرية الإسرائيلية أنّ رد جيش الاحتلال على إطلاق الصواريخ من لبنان سيفضي إلى جولة قتال قد تمتد إلى عدة أيام. ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، مساء الخميس، عن المحافل قولها إنّه لا يوجد أي توجه لدى إسرائيل لاحتواء الحدث وعدم الرد، مشيرةً إلى أنّ الرد سيشمل لبنان وقطاع غزة.

وأشارت إلى أن قيادة جيش الاحتلال ستطرح أمام المستوى السياسي عدة خيارات للرد، تضمن من ناحية الحفاظ على قوة الردع، وفي الوقت ذاته لا تفضي إلى تصعيد شامل، لا سيما في ظل الوضع الحساس في القدس المحتلة.

وأضافت القناة أنّ جهوداً مصرية ودولية وأميركية تبذل بهدف احتواء ردود الفعل على القصف الذي استهدف إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

جيش الاحتلال: "حماس" تتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، ويتم فحص تورط إيران في هذه العملية

من جهته، قال يوآف ليمور، المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إن إطلاق الصواريخ من لبنان وضع إسرائيل أمام أزمة خيارات معقدة.

وفي تحليل نشره موقع الصحيفة، لفت إلى أنه "في حال امتنعت إسرائيل عن الرد أو ردت بشكل محدود، فإنها تبعث برسائل إلى كل الجهات المعادية في المنطقة، وعلى رأسها إيران، مفادها أنها ضعيفة، وهذا ما سيدفعها لمحاولة تحدي إسرائيل في المستقبل القريب، وفي حال ردت بقوة مبالغ فيها، فإنها يمكن أن تدفع نحو مواجهة متعددة الساحات، ستنضم إليها ساحات غزة والضفة والقدس".

وأشار ليمور إلى أن لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أبلغ المستوى السياسي مؤخرا بأن "تراجعا كبيرا طرأ على قوة الردع الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، بسبب الاستقطاب الداخلي على خلفية طرح الحكومة الإصلاحات القضائية".

ورأى ليمور أن الاستخلاص الذي يتوجب الولوج إليه يتمثل في ضرورة إبقاء "الوزراء غير المسؤولين" خارج دائرة صنع القرار، في تلميح إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية والاستيطان بتسلال سموتريتش.

أما ميخائيل ميلشتاين، الذي تبوّأ مواقع متقدمة في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، فقد نشر تغريدة حذر فيها من أن الردّ الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ يمكن أن يدفع إلى مواجهة شاملة.

وأضاف: "الجمع بين الجرأة المتزايدة لأعداء إسرائيل على خلفية أزمتها الداخلية، ورغبة إسرائيل في الردّ بقوة من منطلق الرغبة في توضيح أن قوة ردعها وقدراتها العسكرية لا تزال كما هي، يمثل وصفة لتطور وتدهور للأحداث، وبسرعة قد تصل إلى تصعيد واسع".

ولفت إلى أن هذا التصعيد يأتي في ظل استناد إسرائيل وجيرانها إلى "ساحات داخلية غير مستقرة".

إلى ذلك، رجح وزير الخارجية والأمن والمالية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، أن يكون إطلاق الصواريخ من لبنان جاء نتاج "تنسيق كامل بين إيران وحزب الله وحماس والمنظمات الأخرى".