ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل طلبت من الإدارة الأميركية الضغط على الفلسطينيين لقبول التسوية التي اقترحها قضاة المحكمة العليا في تل أبيب بشأن المنازل في حي "الشيخ جراح"، التي صدر قرار قضائي إسرائيلي سابق بإخلاء ملاكها منها.
وحسب الصحيفة فإن مسؤولين حكوميين في تل أبيب حثوا نظراءهم الأميركيين على التدخل لدى العوائل الفلسطينية في الشيخ جراح ومطالبتها بقبول التسوية التي اقترحتها المحكمة الإسرائيلية العليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قضاة المحكمة الإسرائيلية اقترحوا على العوائل الفلسطينية أن تقبل بالبقاء في منازلها كـ "مستأجرين محميي الحقوق، بحيث يكون لأولادها وأحفادها الحق بالاستفادة من هذه المنازل"، مقابل مبلغ 1500 شيكل (462 دولارا) سنويا لشركة "نحلات شمعون" الاستيطانية التي رفعت الدعوى التي تطالب بإخلاء هذه المنازل.
وحسب "هآرتس" فإن المحكمة أمهلت العوائل الفلسطينية مدة أسبوع للرد على مقترح التسوية بشأن المنازل في الحي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي في تل أبيب قوله إن إسرائيل "متحمسة لإنهاء هذا الملف بسبب الضغوط الدولية التي تمارس على إسرائيل بشأنه"؛ محذرا من أن أي قرار يمكن أن يصدر عن المحكمة العليا يمكن أن يضع إسرائيل في قلب أزمة سياسية مع المجتمع الدولي وتحديدا في مواجهة مع دولة "صديقة".
وأبرزت الصحيفة حقيقة أن إدارة الرئيس الأميركي جون بايدن "قلقة" من ملف الشيخ جراح؛ منوهة إلى أن الإدارة تتعرض لضغوط كبيرة من كل المعسكرات الأيديولوجية داخل الحزب الديمقراطي.
وذكرت أن عددا من ممثلي الحزب الديمقراطي في مجلسي الكونغرس سبق أن انتقدوا علانية سلوك إسرائيل تجاه المنازل الفلسطينية في "الشيخ جراح".
ولفتت الصحيفة إلى أن كلا من ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سبق أن حذرا وزير الخارجية الأميركي إنتوني بلينكن من مغبة طرد العوائل الفلسطينية من منازلها في "الشيخ جراح"، موضحة ان بلينكن حرص على إبلاغ المسؤولين الإسرائيليين بموقف كل من الأردن والسلطة.
ويشار إلى أن القرار الذي أصدرته المحكمة المركزية في القدس المحتلة بطرد العوائل الفلسطينية في الشيخ جراح كان الشرارة التي أفضت إلى تفجر هبة القدس والتي أدت إلى شن إسرائيل عدوانها على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي.