إسرائيل تدرس وقفاً "أحادي الجانب للنار" في غزة: لتواضع النتائج ولقطع الطريق على "شروط حماس"
بعد تعاظم المؤشرات على خيبة أمل القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل من نتائج العدوان على غزة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، أن إسرائيل تدرس إعلانها وقف إطلاق النار من جانب واحد.
وقال رون بن يشاي، المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن إسرائيل تدرس القيام بهذه الخطوة بهدف قطع الطريق على حركة "حماس" لأن تطرح شروطها، تحديدا المتعلقة بالسياسات الإسرائيلية في القدس.
في تقرير نشرته الصحيفة اليوم، توقع بن يشاي أن تستمر الحرب يومين أو ثلاثة قبل أن يتم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال عملياته في الساعات القادمة إلى أن يلحق أضرارا بحركة "حماس" والمس بقياداتها.
واستدرك بن يشاي قائلا إن إسرائيل تدرك أنها "لن تحوز على صورة نصر، ولن يخرج يحيى السنوار ومحمد الضيف وهما يرفعان الراية البيضاء ويتوسلان وقف إطلاق النار".
ولفت إلى أن ما يحفز قرار إسرائيل مواصلة الحرب في اليومين القادمين جاء بهدف "محاولة تحقيق نتائج تردع أطرافا أخرى في العالم العربي تراقب ما يجري، وتحديدا "حزب الله"، من خلال إلحاق أذى كبير بـ(حماس)".
وفي مؤشر على عمق خيبة الأمل التي تسود الدوائر الرسمية الإسرائيلية من النتائج المتواضعة لنتائج العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب التي تشن على غزة، كشف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ألغى مؤتمرا صحافيا خطط لعقده للاحتفاء بـ"نتائج عملية كبيرة"، كان يفترض أن تكون أهم الإنجازات التي راهنت تل أبيب على تحقيقها، بعد أن تبين أن نتائج العملية كانت متواضعة للغاية.
وذكر عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، أن نتنياهو خطط بعيد مهاجمة إسرائيل لما تسميه "مترو أنفاق (حماس)" في قلب مدينة غزة، قبل خمسة أيام، للإعلان عن النصر عبر مؤتمر احتفالي يثني فيه على "عبقرية" رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي.
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ألغى مؤتمرا صحافيا خطط لعقده للاحتفاء بـ"نتائج عملية كبيرة" كان يفترض أن تكون أهم الإنجازات التي راهنت تل أبيب على تحقيقها، بعد أن تبين أن نتائج العملية كانت متواضعة للغاية
وأشار إلى أن نتنياهو أصدر تعليماته بالفعل لبعض الصحافيين الذين يمثلون "أبواق دعائية" له بالترويج لـ"الإنجاز"، لكنه تراجع عن ذلك بناء على نصيحة بعض معاونيه بعد أن تبين تواضعه.
وفي تقرير نشرته الصحيفة، أوضح هارئيل أن ما فاقم الإحباط في أوساط القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية أن مخطط ضرب الأنفاق عكف الجيش والاستخبارات الإسرائيلية على التخطيط له مدة ثلاثة أعوام، لكن تبين أنه عندما تم تنفيذ المخطط عبر شن الهجوم الكبير على قواعد الأنفاق، لم يحقق الهدف منه، وهو قتل المئات من عناصر "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس".
على صعيد آخر، ومما يدل على تآكل الشرعية الداخلية لمواصلة العدوان على غزة، حذرت أحزاب إسرائيلية من أن قرارات نتنياهو بشأن هذا العدوان تتأثر باعتباراته السياسية على الصعيد الشخصي، فضلا عن تعاظم الانتقادات لمحدودية نتائج العمليات العسكرية.
وفيما يعد تشكيكا بدوافع نتنياهو لمواصلة الحرب، نقل موقع "والاه" عن يئير لبيد، زعيم المعارضة والمكلف تشكيل الحكومة الإسرائيلية، قوله: "لماذا تندلع الحرب تحديدا عندما يكون ذلك يخدم مصالح رئيس الحكومة السياسية".
واتهم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني المعارض، نتنياهو بأنه سيواصل الحرب على غزة من منطلق أن ذلك يخدم مصالحه. ونقل "والاه" عن ليبرمان قوله: "نتنياهو سيواصل الحرب بهدف منع لبيد من تشكيل الحكومة، وطالما كان لدى لبيد تفويض بتشكيل الحكومة فإن الحرب ستتواصل".
من ناحيتها، سخرت الكاتبة الإسرائيلية شمريت مئيري من تباهي بعض المسؤولين والمعلقين الصهاينة الذين يتحدثون عن أن "حماس" ستستغرق وقتا طويلا لتأهيل قدراتها العسكرية التي دمرها جيش الاحتلال، متسائلة: "كم سنستغرق نحن من الوقت لإعادة تأهيل ما فعلته صواريخ (حماس) هنا؟ نحن ندفع ثمناً باهظاً لما يحدث الآن في غزة".
وأضافت أن صواريخ "حماس" ألحقت "أضراراً بالجبهة الداخلية، والاقتصاد، والسياسة، ومكانة إسرائيل الدولية، والبناء المجتمعي الداخلي، وهي تحديات سيستغرق إصلاحها سنوات، وبعضها غير قابل للإصلاح على الإطلاق".