تروج قيادات عسكرية ومعلقون إسرائيليون أن الكشف عن خلايا وبنى تنظيمية عسكرية لـ"حماس" في رام الله وجنين بمثابة دليل على أن الحركة معنية بإشعال الضفة الغربية.
وقال ميخال ميشلطاين، الذي تولى قيادة الساحة الفلسطينية في لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش، اليوم الإثنين، إن البنية التنظيمية التي تم الكشف عنها في رام الله وجنين تدل على أن "حماس" اتخذت قراراً بإحداث تحول على البيئة الأمنية في الضفة الغربية.
أما المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، فقد اعتبر أن العملية الواسعة التي قام بها جيش الاحتلال، الليلة قبل الماضية، في منطقتي رام الله وجنين ضد البنى التنظيمية لحركة "حماس"، جاءت في إطار استراتيجية "جز العشب" التي تواصلها إسرائيل منذ انتهاء حملة "السور الواقي" في 2002، والتي تقوم على ملاحقة البنى التنظيمية والخلايا العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية المختلفة في أرجاء الضفة الغربية.
وفي تحليل نشرته الصحيفة، لفت ليمور إلى أن النشاطات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في إطار استراتيجية "جز العشب" تتم يومياً عبر شنّ حملات اعتقال بهدف عدم السماح بتوفير بيئة تسمح للخلايا العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، سواء في الضفة الغربية أو داخل الخط الأخضر.
وأشار إلى أن استراتيجية "جز العشب" تقوم على مركبين أساسيين، وهما معلومات استخبارية دقيقة وحرية عمل ميداني تام في أرجاء الضفة الغربية. واستدرك بأن نجاح هذه الاستراتيجية غير مضمون دائماً، على اعتبار أن حركة "حماس" تعمل باستمرار من أجل تنفيذ عمليات، مدعياً أن هناك ثلاث جهات تقف وراء هذه المحاولات على مستوى التخطيط والتمويل، وهي: قيادة الحركة في قطاع غزة، وقيادتها في الخارج، وأسرى الحركة في السجون الإسرائيلية.
وبحسب ليمور، فإن التشكيلات العسكرية التابعة لـ"حماس"، التي استهدفت الليلة قبل الماضية، خططت لاختطاف إسرائيليين بهدف المساومة والدفع نحو إطلاق الأسرى الفلسطينيين، مشيرا إلى أن حقيقة أن كلاً من قائد "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار وقائد الحركة في الخارج صالح العاروري أسيران محرران، تجعل لهما مصلحة مشتركة في الإفراج عن زملائهما في السجون.
واتهم ليمور حركة "حماس" بممارسة لعبة "مزدوجة"، حيث إنها من ناحية تنغمس في اتصالات غير مباشرة مع إسرائيل بهدف التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته تحاول إشعال الضفة الغربية.
من ناحيته، اعتبر المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن المواجهات العسكرية التي شهدتها الضفة الغربية ومقتل عناصر حركة "حماس" وإصابة ضابط وجندي إسرائيلي بجروح خطيرة، تمثل دليلاً على فشل جهود إسرائيل الهادفة إلى تجاهل الصراع مع الفلسطينيين.
وفي تحليل نشرته الصحيفة، اعتبر هارئيل أن نجاح "حماس" في تشكيل بنى عسكرية في منطقتين من مناطق الضفة الغربية متباعدتين نسبياً، وهما منطقتا جنين ورام الله، أمر غير عادي، ولا سيما في ظل مواصلة كل من الجيش وجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) استراتيجية "جز العشب"، وضمن ذلك تلقى إسرائيل أحياناً مساعدة من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وزعم هارئيل أن البنى التنظيمية العسكرية لـ"حماس" التي تم الكشف عنها أخيراً في الضفة الغربية، تشبه إلى حدّ كبير تلك التي تم تفكيكها في عام 2014 قبيل الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في صيف العام نفسه، حيث تبين أنه في الحالتين كان هناك دور لأسرى محررين، أطلق سراحهم في صفقة التبادل التي أفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في 2011، موجودين في غزة، في توجيه أنشطة هذه الخلايا.
وادعى أن ثلاثة من قيادات "حماس" في الخارج يشرفون أيضاً على توجيه وتمويل خلايا الحركة في الضفة الغربية، وهم إلى جانب العاروري، كل من زاهر جبارين وموسى دودين، وكلاهما أعضاء في المكتب السياسي للحركة، وجميعهم كانوا يقطنون الضفة الغربية.
من ناحية ثانية، نقلت الإذاعة نفسها عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن هناك احتمالا أن يكون بعض عناصر خلايا "حماس" لم يتم توقيفهم، ما يعني أن العمليات العسكرية الهادفة إلى تحييد هذه الخلايا ستتواصل.