تسود إسرائيل مخاوف من فقدان قدرتها على التأثير في الموقف الأميركي بشأن البرنامج النووي الإيراني، في ظل حديث إسرائيلي عن تقدم كبير بين واشنطن وطهران بشأن التوصل إلى اتفاق نووي "مؤقت".
وذكرت صحيفة "هآرتس"، أن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون في جلسات مغلقة بأن روافع الضغط التي استخدمتها إسرائيل في إفشال الاتفاق النووي السابق، مثل الكونغرس، الدول الأوروبية، ودول الخليج لم يعد بالإمكان توظيفها مجددا.
وفي تقرير نشرته في عددها الصادر اليوم، لفتت الصحيفة إلى أن التقدير السائد لدى الحكومة الإسرائيلية أنه "بات من الصعب جدا تجنيد الكونغرس في معارضة التوصل لتفاهمات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لطهران".
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل باتت تواجه صعوبة في إقناع الدول الأوروبية بدعم موقف تل أبيب الرافض للتوصل لتفاهمات مع إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهر الإحباط الإسرائيلية من إمكانية التأثير على موقف واشنطن من التوصل لتفاهمات مع طهران تكرست في أعقاب ما كشفته نفس الصحيفة أمس عن إحراز الولايات المتحدة وإيران تقدماً كبيراً على صعيد التوصل لاتفاق نووي "مؤقت"، تلتزم إيران بموجبه بوقف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية مقابل سماح الولايات المتحدة بالإفراج عن ودائع إيرانية في بنوك خارجية.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن البيت الأبيض والخارجية الأميركية قد أبلغا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون درمير بأن التوصل لتفاهمات مع إيران غير مطروح في المدى المنظور، فإن تل أبيب تقدر أنه سيتم الإعلان عن هذه التفاهمات في غضون أسابيع معدودة وحتى قبل ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن حتى المسؤولين الإسرائيليين الذين يبدون رفضا قاطعا لفكرة التوصل لتفاهمات أو اتفاق أميركي إيراني بشأن برنامج طهران النووي، يعون أن مكانة إسرائيل في الكونغرس تراجعت كثيرا أخيرا، بعدما حافظ الحزب الديمقراطي على أغلبية في مجلس الشيوخ في حين يحظى الحزب الجمهوري بأغلبية طفيفة في مجلس النواب.
وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن أربعة فقط من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين صوتوا في 2015 ضد الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى ثلاثة من هؤلاء، وهم: رئيس الأغلبية تشاك شومر، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية روبرت مننديز والسيناتور اليهودي المخضرم بن كردين عارضوا بعد ذلك بشدة قرار الرئيس دونالد ترامب في 2018 الانسحاب من هذا الاتفاق.
وأبرزت الصحيفة أن الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي بات يتبنى مواقف أكثر حدية تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن هذا الجناح قد يتبنى مواقف أكثر تشددا من تل أبيب في حال نشب خلاف بين الرئيس جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن الاتفاق مع إيران.