إدراج الحوثيين بقوائم الإرهاب... "رسائل طمأنة" حكومية بشأن التداعيات السياسية والإنسانية
كثفت السلطات اليمنية التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من تحركاتها الدبلوماسية لإقناع الرأي العام الغربي بأهمية قرار واشنطن إدراج جماعة الحوثيين في قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، وطمأنة الدول الكبرى من التداعيات الإنسانية في ظل المخاوف المتزايدة من أضرار بالغة ستطاول المدنيين إنسانياً واقتصادياً.
وبعث رئيس البرلمان الموالي للحكومة الشرعية سلطان البركاني، الثلاثاء، رسالة إلى نائب الرئيس الأميركي ورئيس مجلس الشيوخ مايك بنس، ورئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، فيما عقد وزير الخارجية، أحمد بن مبارك، لقاء مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، بهدف حشد الدعم الدولي للقرار المرتقب بإدراج الحوثيين ضمن قوائم الإرهاب.
وركزت الرسالة البرلمانية على طمأنة الكونغرس الأميركي بشأن التداعيات السياسية والإنسانية للتصنيف، إذ اعتبر مجلس النواب أن القرار سيكون "دافعاً للحل السياسي للأزمة اليمنية"، علاوة على كونه "توصيفاً دقيقاً لجماعة ارتكبت كل ما يستوجب تصنيفها جماعة إرهابية"، وفقاً لوكالة "سبأ" التابعة للشرعية.
رئيس مجلس النواب يوجه رسالة الى رئيسي مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي بشأن تصنيف الحوثي منظمة الإرهابية - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/9j0VdSW2S3
— وكالة الانباء اليمنية (سبأ) (@sabanew_) January 12, 2021
وأكدت السلطات اليمنية أنّ القرار لن يؤدي إلى موت العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وأنها "ستظل منخرطة في المشاورات التي يقودها المبعوث مارتن غريفيث ولن يتغير هذا التوجه بالتصنيف، بل سيساعد في إنجاحه أكثر".
وفي ما يتعلق بالتداعيات الإنسانية والاقتصادية، أشارت الرسالة إلى أن قرار التصنيف سيشمل آلية واضحة وسلسة في الحصول على التراخيص الخاصة بالعمل والمساعدات، وهو ما سيتيح مزيداً من الشفافية على التحويلات المالية، والذي سيوقف تمويل المجهود الحربي لمليشيا الحوثي ويؤدي لسرعة إنهاء الحرب.
وبعيداً عن الطمأنة من التداعيات السياسية والإنسانية، سعت السلطات اليمنية إلى إقناع الكونغرس الأميركي بمزيد من الحجج المتعلقة بالشعارات الحوثية المستوحاة من التجربة الإيرانية والمعادية للسامية، وخصوصاً في ما يتعلق بـ"الصرخة الخمينية"، الشعار الرسمي للجماعة منذ سنوات.
وقالت الرسالة إنّ "جماعة الحوثيين ترفع شعار الموت لأميركا وإسرائيل واللعنة على اليهود وتقوم إيديولوجيتها وفكرها على التحريض ونشر العنف والهجوم على الولايات المتحدة الأميركية وشعبها وحكومتها، فهي جماعة إرهابية معادية للسامية ولكل من يختلف معها".
وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، أبلغ هو الآخر سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى بلاده بأنّ الحكومة الشرعية ستعمل على عدم تأثر العمل الإنساني في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي نتيجة التصنيف الأميركي المرتقب.
وزير الخارجية وشؤون المغتربين يناقش مع سفراء الإتحاد الأوروبي التطورات في الملف اليمني - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/QPDjVUR3rL #اليمن #أروبا pic.twitter.com/3EsiGPkpQE
— وزارة خارجية الجمهورية اليمنية (@yemen_mofa) January 12, 2021
وأشار المسؤول اليمني إلى أن الحكومة ستعمل أيضاً مع الجانب الأميركي على منح الإعفاءات اللازمة للمنظمات الإنسانية للقيام بمهامها الإنسانية، وفقا لوكالة "سبأ".
وفي ظل القلق الشعبي والإنساني من التداعيات المرتقبة للقرار الأميركي، دافع الوزير اليمني عن قرار تصنيف جماعة الحوثيين ضمن المنظمات الإرهابية، واعتبره "مهماً في الضغط على المليشيا وإجبارها على تغيير سلوكها الإجرامي ودفعها نحو السلام"، حسب تعبيره.
وفي المقابل، واصلت السلطات الحوثية تنديدها بالإعلان الأميركي واعتزام إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب تصنيف الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، رغم تقليلها من تداعيات ذلك عليها عسكرياً واجتماعياً.
واعتبر مجلس النواب الموالي للحوثيين وغير المعترف به دولياً، أن التصنيف الأميركي "يعد جزءاً من هيمنة الولايات المتحدة وغطرستها على العالم بكل أشكال الإرهاب"، وفقاً لوكالة "سبأ" التابعة للجماعة والتي تبث من صنعاء.
وقال برلمان صنعاء إنّ هذه السياسات "لا تخدم التوجهات الدولية لإحلال السلام" في اليمن والمنطقة عموماً وتغليب الحل السياسي، كما أنها تعكس مدى تخبط وفشل الإدارة الأميركية الحالية في إدارة أزمتها الداخلية وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
مجلس النواب: تصنيف الإدارة الأمريكية لمن يخالفها بالإرهاب جزء من غطرستهاhttps://t.co/2JDoDcCNLj pic.twitter.com/kgZBhuq8dp
— وكالة الأنباء اليمنية - سبأ (@SabaNewsye) January 12, 2021
وأعلن برلمان صنعاء رفضه القاطع لاستهداف أي يمني، وحمّل الإدارة الأميركية الحالية ما ستترتب على ذلك من تبعات إنسانية وأمنية واقتصادية تضر بمصلحة الشعب اليمني والمنطقة عموماً، لافتاً إلى أن مثل هذه التوجهات لن تؤدي إلا إلى المزيد من تفاقم الأزمات والصراعات في المنطقة.