"أكسيوس": إدارة بايدن تحث إسرائيل على الاتصال بالمكون المدني في السودان

24 يونيو 2021
حميدتي التقى مسؤولين إسرائيليين بالموساد في الخرطوم (أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت عملية التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والسودان تثير انقساماً داخل البلاد التي يتقاسم الحكم فيها الجيش والمكون المدني ممثلاً بائتلاف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، وسط انزعاج من لقاءات يجريها القادة العسكريون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).

وذكر موقع "أكيسوس" الإخباري، في تقرير، اليوم الخميس، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول حث الحكومة الإسرائيلية على التواصل مع القادة المدنيين بالسودان، بدل الاكتفاء بالتواصل مع المكون العسكري.

وأفاد مراسل الموقع الأميركي في تل أبيب باراك رافيد بأنّ طائرة خاصة تابعة لـ"الموساد" حطت، الأسبوع الماضي، بالخرطوم وكان على متنها مسؤولون بالجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، مضيفاً أنهم التقوا بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وكشف أنّ الخطوة تسببت في انزعاج المكون المدني بما أنّ حميدتي، الذي يشغل منصب نائب عبد الفتاح البرهان في مجلس السيادة، ينظر إليه على أنه يعمل على إقامة علاقات مستقلة مع الإسرائيليين من أجل تنفيذ أجندته السياسية الخاصة داخل السودان. وينظر إلى ارتباطات حميدتي الخارجية بارتياب داخل السودان، وسبق اتهامه بالتورط في جرائم بمنطقة دارفور.

وأوضح رافيد أن المسؤولين السودانيين أبدوا انزعاجاً من لقاء حميدتي بـ"الموساد"، الذي يأتي، وفق ما أورده في تقرير "أكسيوس"، "كمحاولة لإضعاف مكانة البرهان والحكومة المدنية".

ويأتي ذلك في وقت لم توقع فيه الخرطوم بعد اتفاقاً رسمياً لإقامة علاقات رسمية مع تل أبيب، حيث كشف رافيد أنّ الاتفاق تمت صياغته، لكن السودانيين يريدون أن تتبناه إدارة بايدن، وأن تتم مراسم التوقيع عليه بالعاصمة الأميركية واشنطن.

وفي أعقاب الكشف عن خطوة التطبيع، اكتفت الحكومة الإسرائيلية السابقة بزعامة بنيامين نتنياهو، بالتواصل فقط مع المكون العسكري، بداية من اجتماع جرى قبل نحو عام ونصف العام بين نتنياهو والبرهان. وبينما كان البرهان يدفع من أجل المضي بالتطبيع مع الاحتلال، أثار ذلك "تحفظاً" لدى المكون المدني، الذي ما زال بعضه قائماً حتى اليوم، وفق "أكسيوس".

ووضع كمثال على ذلك اعتراض وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي على إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل بالسودان.

في غضون ذلك، كشف رافيد أنّ الولايات المتحدة الأميركية ترى أنّ رفع وتيرة الاتصالات بين الحكومة الإسرائيلية والمكون المدني بالحكومة السودانية "يمكن أن يقود إلى تسريع التطبيع".

وقال إنّ لقاء جرى بين القائم بالأعمال الأميركي بالخرطوم بريان شوكان ومسؤولين مدنيين سودانيين، قال خلاله هؤلاء إنّ تل أبيب تتواصل فقط مع الجيش والأجهزة الاستخباراتية، وأنهم طلبوا من إدارة بايدن التدخل لتغيير ذلك.

وأضاف أنّ المسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية نقلوا الرسالة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأوضحوا أنّ وزارة الخارجية تعتقد بأنه ينبغي على إسرائيل العمل كذلك مع السودان عبر الشق المدني.

ونقل رافيد عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لم يطلبوا منا أن نكف عن العمل مع العسكر، لكنهم طلبوا أن نبدأ بالاشتغال مع الحكومة المدنية كذلك".