إحباط هجوم بطائرة مسيّرة على ميناء الضبة النفطي شرقي اليمن

21 نوفمبر 2022
جماعة الحوثيين تبنت الهجوم على ميناء الضبة (كريم صاحب/فرانس برس)
+ الخط -

تصدت الدفاعات الجوية للقوات المسلّحة اليمنية، مساء اليوم الإثنين، لطائرة مسيّرة تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المدعومة من إيران، خلال تحليقها في سماء ميناء الضبّة النفطي بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن.

ونقلت وكالة سبأ عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع، لم تسمه، أن "الدفاعات الجوية للقوات المسلحة تصدت لاعتداءات ارهابية جديدة، شنتها المليشيات الحوثية الارهابية على ميناء الضبة النفطي بمحافظة حضرموت".

وأضاف المصدر ذاته أن "الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض واسقاط عدد من الطائرات المعادية، فيما أصابت إحداها منصة تصدير النفط في الميناء وألحقت أضراراً مادية فيها".

فيما أكد المصدر "جاهزية القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها ومواقعها للتصدي وردع مثل هذه التهديدات، والاعتداءات الإجرامية السافرة على المنشآت والأعيان المدنية، التي تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية".

كما قال إن "هذه الهجمات الارهابية المتكررة لا تستهدف فقط المؤسسات الاقتصادية الوطنية، وإنما تستهدف أمن واستقرار المنطقة وإمدادات الطاقة وحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية".

من جهتها، تبنت جماعة "أنصار الله" الهجوم، حيث قال المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع، في تغريدة على "تويتر": "بعون الله وتوفيقه، نجحت القوات المسلحة اليمنية في إجبار سفينة نفطية -حاولت الاقتراب من ميناء الضبة جنوبي البلاد- على المغادرة".

وأضاف أن "السفينة التي كانت في مهمة نهب كميات كبيرة من النفط، رفضت الاستجابة لتحذيرات القوات المسلحة".

وفي تفاصيل الهجوم، قال مصدر مسؤول في الميناء، لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مسيّرة محملة بالمتفجرات استهدفت، في تمام الساعة الثالثة من عصر اليوم الأحد، ميناء الضبة في منطقة الشحر التابعة لمدينة المكلا مركز المحافظة، بالتزامن مع رسو سفينة لتحميل شحنة نفط كان يراد تصديرها إلى خارج البلاد.

وأضاف أن الهجوم وقع بالقرب من السفينة ولم يتسبب بأضرار مادية كبيرة، غير أنه أجبر السفينة على المغادرة من دون تحميل.

وأشار المصدر إلى أن السلطات الأمنية أغلقت الميناء والطرق المؤدية إليه عقب الهجوم.

 

في غضون ذلك، قال مصدر أمني في محافظة أبين جنوبي اليمن، لـ"العربي الجديد"، إن دفاعات تابعة للقوات الحكومية وقوات الانتقالي الجنوبي تصدت وأسقطت طائرة مسيرة تابعة للحوثيين كانت في مهمة استطلاعية فوق مواقع تلك القوات بمديرية مودية في المحافظة.

ومنذ انتهاء الهدنة، التي سرت في البلاد لستة أشهر برعاية أممية، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صعدت جماعة الحوثي من هجماتها على موانئ النفط، لإجبار الحكومة على الموافقة على شروط، تتعلق بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، تضعها الجماعة على الطاولة في المفاوضات الرامية لتجديد الهدنة.

وهاجمت مسيّرات حوثية الميناء ذاته قبل نحو شهر، وذلك عقب يومين من هجوم مماثل استهدف ميناء النشيمة في شبوة، وأعاق الهجوم محاولة تصدير الحكومة شحنة نفطية، وأجبر السفينة على المغادرة.

وقوبلت العملية بإدانة دولية واسعة، وقال أعضاء مجلس الأمن، في بيان صدر في حينه، إن "هجمات الطائرات المسيّرة الإرهابية التي شنها الحوثيون في 21 أكتوبر على ميناء الضبة النفطي، حيث رست ناقلة النفط، تهديد خطير لعملية السلام واستقرار اليمن".

وأضاف البيان أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب اليمني، فضلاً عن تهديده الأمن البحري وحريات الملاحة الدولية المنصوص عليها في القانون الدولي.

وفي التاسع من الشهر الحالي، أعلنت شركة النفط اليمنية في شبوة إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للحوثيين خلال محاولة استهداف ناقلة في ميناء قنا بالمحافظة، جنوب شرقيّ البلاد، مؤكدة "عدم وجود خسائر بشرية أو مادية" من جراء الهجوم، فيما لم يصدر عن الحوثيين أي تعليق.

ومن شأن استمرار الهجمات الحوثية على مرافئ التصدير أن تزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية المتردية، لا سيما أن تصدير النفط هو الرافد الأبرز لموارد دعم الاقتصاد.