أعلنت حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الاثنين، أن قواتها سيطرت على بلدة أخرى في إقليم تيغراي بشمال البلاد، في إطار الصراع المستمر منذ نحو أسبوعين والذي يهدد بزعزعة الاستقرار في باقي أنحاء القرن الأفريقي، وهو ما دفع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني للدعوة إلى الحوار وإيقاف المعارك.
وقالت قوة المهام الطارئة الحكومية التي شكلها أحمد، أصغر زعماء أفريقيا سناً، لإدارة الصراع، إن القوات الحكومية "حررت" بلدة ألاماتا من أيدي قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وأضافت أن مقاتلي الجبهة الشعبية "فروا ومعهم حوالي 10 آلاف أسير"، دون أن توضح من أين أسروهم.
ولم يصدر تعليق فوري من زعماء تيغراي على الأحداث في ألاماتا، وهي بلدة قريبة من الحدود مع إقليم أمهرة، على بعد 120 كيلومترا من ميكيلي، عاصمة تيغراي.
إلى ذلك، وعلى ضوء الصراع الذي بدأ منذ أسبوعين، وامتدت نيرانه إلى خارج إثيوبيا، قال الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، اليوم الاثنين، إنه التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، ودعا إلى إجراء مفاوضات لوقف الصراع في منطقة تيغراي.
وبعد تقارير إعلامية غير مؤكدة عن أن أوغندا ربما تلعب دور الوسيط، كتب موسيفيني على تويتر "الحرب في إثيوبيا ستشوه صورة قارة (أفريقيا) بأكملها. يجب أن تكون هناك مفاوضات وأن يتوقف الصراع خشية أن يؤدي ذلك إلى خسائر لا داعي لها في الأرواح وشل الاقتصاد".
غير أن الحكومة الإثيوبية نفت بدء جهود للوساطة في أوغندا بشأن الصراع في تيغراي.
وقال فريق العمل الحكومي المعني بالتعامل مع الصراع "التصريحات بشأن الوساطة في أوغندا غير صحيحة".
وحث دبرصيون جبراميكائيل، زعيم إقليم تيغراي، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على إدانة القوات الاتحادية الإثيوبية التي يقول إنها استخدمت أسلحة متطورة، منها طائرات مسيرة، في هجمات قال إنها هدمت سدا ومصنعا للسكر.
وقال "آبي أحمد يشن هذه الحرب على شعب تيغراي، وهو المسؤول عن المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب وتدمير مشروعات كبيرة للبنية الأساسية".
وأضاف "لسنا من بدأ هذا الصراع، ومن الحتمي أن آبي أحمد شن هذه الحرب كمحاولة لتعزيز نفوذه الشخصي"، وحذر من أن تتحول إثيوبيا إلى دولة فاشلة أو أن تتفكك.
وتتواصل الحملة العسكرية للجيش الإثيوبي على إقليم تيغراي الشمالي الذي يقع على الحدود مع إريتريا والسودان، منذ الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، مخلّفةً وراءها تداعيات اجتماعية وأمنية في الإقليم، حيث تواصِل أفواج الهاربين من الحرب المستعرة عبور الحدود نحو السودان المجاور بحثاً عن ملاجئ آمنة.
وفيما تتواصل المعارك في الإقليم، التي ترافقها دعوات دولية وأممية لوقف الحرب، فإنّ التطورات بدأت تنذر بحرب أهلية في إثيوبيا، لن تكون دول الجوار بمنأى عن تداعياتها. وليس تبني "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" قصف مطار أسمرة في إريتريا، مساء السبت، إلّا تعزيزاً للمخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق في منطقة القرن الأفريقي.
(رويترز، العربي الجديد)