طلبت إثيوبيا من المجتمع الدولي الابتعاد عن نهج فرض العقوبات، وتجنب التدخل في حربها مع قوات من إقليم تيغراي، والسماح للاتحاد الأفريقي بالعمل على التقريب بين جميع الأطراف.
وفي حديثه، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة السبت، دافع نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين عن سلوك بلاده في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، قائلًا "الإجراءات العقابية لن تساعد أبدا في تحسين الأوضاع أو العلاقات".
جاءت هذه التصريحات بعد أقل من عشرة أيام على تهديد الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد رئيس الوزراء أبي أحمد وغيره من قادة البلاد، إذا لم يتخذوا خطوات لوقف الحرب قريبا.
وأضاف ميكونين "بينما نرحب بالتعاون والاهتمام من أصدقائنا، نؤكد على الحاجة إلى استخدام نهج بناء، وغرس الثقة، وضمان التفاهم"، مشيراً إلى أن بلاده تواجه "تدبيراً قسرياً أحادياً"، من دون ذكر مصدره.
من جهتها، لم ترد بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة على مكالمات وكالة "أسوشييد برس" لطلب التعليق.
ونشبت الحرب في إقليم تيغري في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد صدام سياسي بين أبي أحمد ومسؤولي تيغراي الذين سيطروا على الحكومة لفترة طويلة.
وتسببت الحرب في انتشار الجوع بين بعض السكان، وهددت الاستقرار في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، وشوهت صورة أبي أحمد بعد عامين من فوزه بجائزة نوبل للسلام بعد إحلاله للسلام مع إريتريا المجاورة.
وقاتلت إريتريا إلى جانب إثيوبيا في تيغراي.
وتقول الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن القوات الإثيوبية منعت مرور شاحنات تحمل مواد غذائية، ومساعدات أخرى، حيث مات عشرات الإثيوبيين جوعًا.
وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن جميع الأطراف ارتكبت انتهاكات.
تشير روايات شهود العيان حتى الآن إلى أن المدنيين في تيغراي تعرّضوا لفظائع، فيما اتُهمت الحكومة الإثيوبية، ومليشيات الأمهرة، والجنود الإريتريون بالوقوف وراء ذلك.
مع ذلك، تصاعدت الاتهامات ضد قوات تيغراي منذ أن استعادت معظم مناطق الإقليم، الذي يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة، في يونيو/حزيران الماضي، ودخلت منطقة أمهرة المجاورة.
ميكونين أشار أيضا إلى أن المنتقدين الدوليين تأثروا بما أسماه "حملة دعائية ملتوية"، وقال إن قادة إثيوبيا يرون جهود المساعدات الإنسانية "ذريعة لدفع أجندات سياسية"، مشددًا على أن حكومة بلاده ملتزمة بمساعدة شعبها، وستعمل مع "شركاء يلتزمون بمبادئ الحياد، والاستقلال، والإنسانية، وقوانين إثيوبيا".
وحذر نائب رئيس الوزراء قائلا "لا يوجد عذر يبرر أي محاولة للتدخل في شؤوننا"، وقال "إن إثيوبيا مستعدة للعمل مع الاتحاد الأفريقي من أجل "حوار وطني بقيادة إثيوبيا".
من جهته، قال ديبريتسيون غبريميكيل، زعيم جبهة تحرير تيغراي، في رسالة إلى الأمم المتحدة الشهر الماضي "الاتحاد الأفريقي لا يستطيع تقديم أي حل لإنهاء الحرب".
وفي رسالة لاحقة إلى أكثر من خمسين رئيس دولة وحكومة ومنظمة، طالب غبريميكيل بالضغط على إثيوبيا من أجل "رفع الحصار عن تيغراي بشكل فوري وغير مشروط، وعقد مفاوضات شاملة برعاية دولية لوقف إطلاق النار".
(أسوشييتد برس)