نفى رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" السابق يوسي كوهين، أن يكون هو من يقود ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة، لكنه ذكر في حديث لموقع "يديعوت أحرونوت" نُشر اليوم الجمعة، أنه يساعد في ذلك، من دون أن تتضح وظيفته الرسمية، فيما تساءل مسؤولون كبار في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن كان لدى كوهين منصب رسمي بقضية الأسرى، وإن كان يتحرك بإيعاز من مسؤول إسرائيلي مفوّض بمنحه ذلك.
كوهين ينفي قيادة مفاوضات الأسرى
وعلى الرغم من نشر عدة وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية أّن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عيّن كوهين "مبعوثاً للمهمات الخاصة"، فإنّ كوهين نفى الإفصاح عن وظيفته بدقة أو تسميتها، قائلاً: "لدي دور محدد وهو ليس موضوعاً للنقاش. لقد شاركت في لقاءات مع رؤساء الأجهزة الأمنية. أنا أعمل بموجب صلاحيات".
وتابع: "لا أقود المفاوضات حول قضية الأسرى، بل غال هيرش (الذي عيّنه نتنياهو) والمنظمات الأمنية الأخرى (هم من يقودون ذلك). أنا أتحدث إلى القادة في الشرق الأوسط. لكي يكون هناك وسطاء عادلون في موضوع المختطفين، عليهم أن يحصلوا على صورة حقيقية عما مررنا به وما تعانيه العائلات".
كوهين: لا أقود المفاوضات حول قضية الأسرى، بل غال هيرش والمنظمات الأمنية الأخرى يفعلون ذلك
وارتبط اسم كوهين في الأيام الأخيرة، بعمليات الوساطة الجارية لإطلاق سراح الأسرى، فيما سربت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن زيارة قام بها إلى دولة قطر.
وفي رده على بعض الانتقادات الإسرائيلية التي طاولت قطر كوسيط في جهود إبرام صفقة أسرى، بادّعاء أنها تميل إلى حركة حماس، قال كوهين: "يجب علينا الآن أن نصل إلى حالة يتواجد فيها وسطاء لهم تأثير في قطاع غزة، وعملياً هناك اثنتان تتمتعان بذلك، قطر ومصر".
وأوضح كوهين أن إسرائيل قصدت المسؤولين القطريين، الذين عرفوا كيف يمررون إلى يحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزة)، ما يجب تمريره، على الرغم من عدم وجود اتصالات مباشرة معه حالياً، لأنه "معزول"، من أجل إطلاق سراح أول محتجزتين أطلقت "حماس" سراحهما، مضيفاً "لقد كانت هذه صفقة صغيرة، لكنها مهمة".
وقال كوهين إن إسرائيل لا تخوض حرباً وجودية، رافضاً مثل هذه التصريحات التي يطلقها نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون، مضيفاً: "لا يوجد تهديد وجودي، هذه ليست حرباً وجودية. نحن لا نقاتل من أجل وجودنا ولا نقاتل من أجل استقلالنا. أنا لا أقبل هذه التعريفات على الإطلاق".
مهمة اليوم التالي للحرب
من جهته، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي فيرتر، في مقال تحليلي في "هآرتس"، اليوم الجمعة، إن كوهين الذي عرض على نتنياهو الاستفادة من خدماته، حصل على حرية العمل في كل ما يعتقد بأنه يمكنه المساعدة فيه.
"هآرتس": كوهين الذي عرض على نتنياهو الاستفادة من خدماته، حصل على حرية العمل في كل ما يعتقد بأنه يمكنه المساعدة فيه
ورأى فيرتر أن مهمة كوهين تتعلق في اليوم الذي يلي الحرب: "هل يمكن إجلاء جزء كبير من السكان (أهالي غزة) إلى سيناء بموافقة مصر؟"، مضيفاً "إسرائيل لا يمكن أن توافق بعد وقف النار على عودة كل من هربوا جنوباً إلى الشمال، وأن يتحتّم على الجيش الإسرائيلي شق طريقه بين مليون مدني وعندما تكون حاجة لعمل عسكري". وتابع: "لا أحد يمكنه معرفة كم سيدوم الواقع الجديد هناك"، بحيث يدخل الجيش الإسرائيلي ويخرج، حيثما يشاء ومتى يشاء.
وعليه رأى الكاتب الإسرائيلي، أنه سيكون مطلوباً من كوهين "تجنيد قادة جميع الدول ذات الصلة بالقضية في الشرق الأوسط... في النهاية، إنها مسألة حوافز، أي المال. أطنان من الدولارات. كوهين يعرفهم جميعاً وجميعهم يعرفونه".