أيام حاسمة لحلّ الخلافات التشادية: هل يوقع جميع الأفرقاء اتفاق السلام في الدوحة قريبًا؟

06 اغسطس 2022
يرتقب إعلان مراسم التوقيع يوم الاثنين (Getty)
+ الخط -

أرجأت العديد من المجموعات التشادية السياسية والعسكرية، التي شاركت في الحوار مع وفد المجلس العسكري الانتقالي في تشاد برعاية قطرية، إعلان موقفها من توقيع اتفاق السلام، بانتظار الرد النهائي على مطالبها التي كانت قد تقدمت بها للوسيط القطري، رداً على مشروع السلام الأخير، الذي قدمه الأسبوع الماضي.

وفي الوقت الذي تعتزم فيه نحو 15 مجموعة سياسية وعسكرية، بعضها جاء من داخل تشاد توقيع الاتفاق، الذي لم يعلن الجانب القطري رسمياً بعد موعد توقيعه، أعلنت "جبهة إنقاذ الجمهورية" أنها "لم ولن توقع اتفاقية السلام المتوقعة في الدوحة بين العسكريين السياسيين وممثلي المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في تشاد".

وقالت الجبهة في بيان صادر عنها الجمعة، إنها "لم ولن توقع على صلح منفرد يتسم بالعار والخيانة المدبرين بليل"، وأنها ستأخذ مكانها الصحيح والطبيعي بين الحركات السياسية العسكرية الرافضة لِما تصفه بـ"الخنوع".

 وشددت جبهة إنقاذ الجمهورية في بيانها، الذي وقعه رئيسها إسماعيل موسى آل سعد، على أنها "لن تفوض إلى أي عضو لتنتدبه للتوقيع بالأحرف الاولى بدلاً منها، وهذا فقط من صلاحياتها المخولة من لوائحها التنظيمية ومؤسساتها القانونية".

 وقال نائب رئيس حركة "فاكت"، محمد شريف جاكو لـ"العربي الجديد"، إن موقف الحركة سيعلن حال الإعلان من قبل الوسيط القطري على موعد توقيع الاتفاق، وأن حركته "لن توقع على مشروع السلام الذي تسلمته من الوسيط الأسبوع الماضي، لأنه لا يلبي مطالبها".

 ونفى جاكو حضور رئيس جبهة "فاكت" إلى الدوحة للمشاركة في مراسم التوقيع، وقال إن هذه الأخبار التي روجها عضو في الوفد الحكومي المشارك في حوار الدوحة، "عارية من الصحة"، وأن رئيس الحركة لا يمكن أن يشارك في توقيع اتفاق تم رفضه.

توقعات بانشقاقات أو استقالات

ووفق مصادر في المعارضة التشادية تحدثت لـ"العربي الجديد"، من المنتظر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة، قبل إعلان موعد توقيع الاتفاق، حراكاً في أوساط الحركات المشاركة في حوار الدوحة، قد ينتهي بالعديد منها إعلان انشقاقات أو استقالات، نظراً لوجود وجهات نظر متباينة داخل هذه الحركات من الاتفاق، "وخاصة إذا قدّم وفد المجلس الانتقالي العسكري، تنازلات، تستجيب لمطالب المعارضة التشادية".

وفي هذا الصدد، أعلنت جبهة إنقاذ الجمهورية إقالة رئيس الجبهة إسماعيل موسى، وتكليف المفاوض عن الجبهة في الحوار التمهيدي بالدوحة، عبد المنان خطاب، رئاسة الجبهة وخليل محمد زين مساعداً له لحين انعقاد الجمعية الطارئة قريباً في تشاد لانتخاب المكتب التنفيذي، عقب مفاوضات الدوحة، وأكدت الجبهة دعمها لمسار السلام الجاري في الدوحة.

وكان رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي، قد وصل إلى الدوحة الجمعة، للمشاركة في حفل توقيع اتفاقية سلام مع الحركات السياسية العسكرية المعارضة التي بموجبها، سيلتزم المجلس العسكري والجماعات المعارضة وقفاً شاملاً لإطلاق النار ومنح ضمانات أمنية لقادة المتمردين الذين يعودون للمحادثات في نجمينا.

أمير قطر يستقبل إدريس ديبي

 واستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم السبت، رئيس المجلس العسكري الانتقالي.

ووفق بيان للديوان الأميري القطري، "فقد جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات مفاوضات السلام التشادية في الدوحة، وفي هذا الصدد أعرب رئيس المجلس العسكري الانتقالي التشادي عن شكره وتقديره لأمير قطر على استضافة بلاده للمفاوضات التشادية، وبذل كل الجهود والمساعي من أجل إنجاحها".

من جانبه، أعرب أمير قطر، عن دعم دولة قطر للمصالحة الوطنية الشاملة في تشاد من أجل أن ينعم الشعب التشادي بالسلام والأمن والاستقرار والتنمية. وأكد أن المفاوضات الجارية بين حكومة تشاد وعدد من مجموعات المعارضة المسلحة تمثل خطوة أولى هامة لتحقيق المصالحة، متمنياً التوفيق في الحوار الوطني الشامل الذي سيقام في العشرين من أغسطس/آب الجاري في العاصمة التشادية نجامينا.

 وتهدف الاتفاقية المرتقب إعلان مراسم توقيعها يوم الاثنين المقبل، إلى إجراء انتخابات في وقت لاحق هذا العام.   

ويؤكد مشروع اتفاق السلام في تشاد، المرتقب توقيعه في الدوحة هذا الأسبوع، وقف إطلاق النار، ونبذ خطاب الكراهية، ويشتمل على آليات وبرنامج نزع السلاح وإطلاق الأسرى وإعادة الاندماج استناداً إلى المعايير الدولية.

 وأحال مشروع السلام العديد من القضايا الإشكالية على الحوار الوطني الشامل، الذي قرر المجلس العسكري الانتقالي في تشاد عقده في 20 أغسطس /آب المقبل.

دلالات