أول مرشح من أصل عربي للانتخابات البريطانية عن كامبريدج لـ"العربي الجديد": هذه أهم ثلاث أولويات في حملتي

29 مايو 2024
خالد السطري طبيب وخبير في تقديم الاستشارات السياسية (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خالد السطري، طبيب واستشاري سرطان فلسطيني، يترشح للانتخابات النيابية في كامبريدج، مستخدمًا خبرته الطبية والسياسية للتأكيد على الصدق والمعرفة والشغف، ويعارض سياسات دعم الحروب، مشددًا على تطوير الصحة والتعليم.
- يركز في حملته على إحياء كامبريدج، تحسين القطاع الطبي، والتركيز على قضايا فلسطين، مؤكدًا على تغيير الوجوه في البرلمان لتغيير السياسة تجاه فلسطين.
- يقترح السطري تحسين مبادرات الصحة العامة والرعاية الوقائية، دعم المهاجرين للاندماج مع الحفاظ على هويتهم، وينتقد سياسات الهجرة الحالية والموقف تجاه فلسطين، داعيًا لنهج أكثر إنسانية.

الطبيب خالد السطري، أول عربي من أصول فلسطينية يترشح للانتخابات النيابية في مدينة كامبريدج، شمال لندن. السطري، استشاري سرطان في مستشفيات جامعة نورفولك ونورويتش ومستشفى كامبريدج في بريطانيا، وهو أيضاً خبير في تقديم الاستشارات السياسية في مكتبه "مستشارو كامبريدج"، المتخصّص في قضايا منطقة الشرق الأوسط.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يؤكد السطري أن خلفيته الطبية تمنحه صدقاً ومعرفة وشغفاً، للوصول إلى الأهداف وإنجاز المهام. ويوضح أن الأطباء الذين ينتقلون إلى العمل السياسي، يتميزون بالاهتمام بتطوير الصحة والتعليم والغذاء والبيئة، على عكس كثير من السياسيين الذين يضعون مصالحهم التجارية في المقدّمة، وغالباً ما يدعمون سياسات الحرب وتمويلها، وهي سياسات يعارضها السطري بشدة، بما في ذلك دعم إسرائيل وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بمبلغ 60 مليار دولار أميركي.

- ما أهم ثلاث أولويات في حملتك، ولماذا اخترتها؟

أولاً، إعادة إحياء مدينة كامبريدج العريقة التي تعاني إهمال الحكومة الحالية، إذ تواجه مياهها تلوثاً مستمراً، ويضطر العديد من المحال التجارية إلى الإغلاق بسبب الضرائب المرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، يهاجر كثير من سكانها إلى الخارج بحثاً عن حياة أفضل. ثانياً، تحسين القطاع الطبي وخدمات الصحة الوطنية التي تواجه خطر الانهيار، حيث يغادر آلاف الأطباء والممرضين البلاد، بحثاً عن فرص عمل أفضل، بسبب ضغوط العمل وتدّني الرواتب. هذا الوضع أدى إلى ارتفاع نسبة الانتحار بين هؤلاء العاملين، مما يجعلهم الفئة الأكثر عرضة لذلك في البلاد. أسعى إلى تحسين ظروف العمل والرواتب للعاملين في القطاع الطبي، لضمان تقديم رعاية صحية أفضل للمواطنين.

ثالثاً، جرائم الحرب في غزة ورفح وفلسطين بأكملها، التي نشهدها اليوم وهي استمرار لمأساة بدأت منذ عام 1948. أنا ابن عائلة كانت ضحية النكبة الأولى، ولا نزال نرى كل عام نكبة جديدة، لذا أؤكد ضرورة تغيير الوجوه في البرلمان لتغيير السياسة البريطانية تجاه فلسطين.

- نظراً إلى دورك المزدوج كونك طبيباً وخبيراً سياسياً، كيف يمكنك الموازنة بين المتطلبات والاعتبارات الأخلاقية لكلتا المهنتين، وكيف تؤثر خلفيتك الطبية في نهجك بصنع السياسات والحوكمة؟

تعلّمت من مهنة الطب أن أكون صادقاً في حديثي، وأن أكون واقعياً في قراراتي. ولكن ألاحظ افتقار السياسة البريطانية للسياسيين الصادقين والخبراء، حيث نواجه اليوم جيلاً من السياسيين المبتدئين الذين تسلّقوا سلّم السياسة قبل اكتمال نموهم الفكري والسياسي، ما أدى إلى انهيار العديد من جوانب الحياة في بريطانيا.

الخلفية الطبية تزوّدني برؤية فريدة لصنع السياسات والحوكمة، فكوني طبيباً، أركز على الحلول العملية وأعتمد على التحليل العلمي والبيانات لاتخاذ القرارات. أدرك تماماً أهمية الصدق والشفافية مع المواطنين.

بريطانيا بحاجة إلى وجوه جديدة تسعى إلى التغيير من أجل الصالح العام، وإلا فإنها تتجه نحو مصير الدول النامية. يتجلى ذلك في مشاكل مثل تلوث مياه الشرب في العديد من المناطق بما في ذلك كامبريدج، حيث تواجه المدينة نقصاً في المياه المتوفرة للمنازل، مع تهديد 15 ألف منزل بعدم وصول المياه. إضافة إلى ذلك، تعاني شوارع كامبريدج العريقة من كثرة الحفر والإهمال.

- كيف تخطط للاستفادة من خلفيتك الطبية لتحسين مبادرات الصحة العامة والرعاية الوقائية؟

هناك نقاط عدة أسعى إلى تحقيقها لتحسين الرعاية الصحية في بريطانيا. أولاً، يجب إنشاء عيادات خارجية جديدة لتلبية الزيادة في أعداد السكان، حيث إن العدد الحالي من العيادات أقل بكثير مما هو مطلوب. هذه الخطوة ستساعد في تخفيف الضغط عن المستشفيات وتقليل فترات الانتظار. ثانياً، من الضروري رفع عدد الأطباء والطواقم الطبية لتلبية احتياجات النظام الصحي. هذا يتطلب تمويلاً إضافياً من الحكومة المركزية وزيادة الميزانية المخصّصة للرعاية الصحية. ثالثاً، هناك حاجة ملحة لإصلاح نظام طب الأسنان في بريطانيا. حالياً، يضطر العديد من المرضى إلى السفر إلى الخارج لعلاج أسنانهم، مما يعكس فشل المنظومة الطبية في تلبية احتياجات المواطنين. رابعاً، ضرورة معالجة الظروف الصحية للأطفال الفقراء، فكما صرح رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، إن عدد الأطفال الفقراء في بريطانيا تجاوز الأربعة ملايين طفل. هذا الوضع يتطلب تدخلات عاجلة من خلال برامج رعاية صحية وقائية وتعليمية تشمل الفئات الأكثر تضرراً.

- كيف تقترح تعزيز أنظمة الدعم للمهاجرين لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع البريطاني مع الحفاظ على هويتهم الثقافية؟

في البداية، يجب على المهاجرين أن يدركوا أهمية احترام القيم البريطانية والتعايش معها، فهذه القيم هي التي دفعتنا إلى القدوم إلى هذه البلاد لنكون جزءاً من هذا المجتمع. علاوة على ذلك، ينبغي احترام جميع أطياف المجتمع، وطريقة تفكيرها، ومرجعياتها الفكرية، والتراثية. يعيش في المجتمع البريطاني أعراق مختلفة أفريقية وهندية وعربية منذ مئات السنين، وهذه التنوعات الثقافية هي التي شكّلت بريطانيا الحديثة، ولكل منها قيمة مهمة في تكوين وتعزيز قوة بريطانيا. لذلك، من الضروري أن نحافظ على هذا التنوع ونعززه.

من جهة أخرى، يجب على السياسيين احترام هذا التنوع والابتعاد عن خلق بيئة معادية أو تأليب جماعة ضد أخرى، كما يفعل حزب المحافظين وبعض الأحزاب اليمينية المتطرفة. هذه السياسات قد تؤدي إلى حروب مماثلة لتلك التي وقعت في بلادنا التي هربنا منها.

- ما موقفك من سياسات الهجرة، وكيف توازن بين الأمن القومي والمخاوف الإنسانية؟

قضية رواندا هي أشبه بتمثيلية كبيرة، يتحمّل دافعو الضرائب تكاليفها. وصلتني معلومات تؤكد أن الحكومة لن ترحل جميع المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، حيث استثنت ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى وكبار السن والأطفال من هذه الخطة. وهذه الخطة هي وسيلة تحاول الحكومة من خلالها امتصاص غضب الشارع العام من فشلها في التعامل مع مسألة المهاجرين غير الشرعيين. من المؤكد أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فشل في التفاوض مع الجانب الأوروبي، ولذلك يتدفق المهاجرون غير الشرعيين إلى الساحل البريطاني عبر الحدود الأوروبية دون أي رادع. وفي حين تدعي الحكومة أنها تسعى إلى تقليل أعداد المهاجرين، نراها تمنح 250 ألف تأشيرة للهنود، وهو نوع آخر من إغراق الشارع بالمهاجرين.

- ما موقفك من سياسة المملكة المتحدة الخارجية تجاه فلسطين؟

الموقف الحالي للمملكة المتحدة تجاه فلسطين مخز للغاية ولا يتوافق مع المعايير الدولية وقرارات المجتمع الدولي. هذا الوضع يسبب معاناة لحزب المحافظين وحزب العمال، ويتجلى هذا التخبط من خلال استقالة العشرات من أعضاء الحزبين، ووجود معارضة داخلية قوية. أعتقد أن السبب الرئيسي لانهيار شعبية الحزبين هو رفض الناس قرارات الحكومة حول قضية غزة. وأتمنى أن يعيد الساسة البريطانيون التفكير في سياساتهم الخارجية وأن يتبعوا نهج دول مثل أيرلندا وبلجيكا وإسبانيا، التي اتخذت مواقف أكثر توازناً وإنسانية تجاه القضية الفلسطينية.

-  ما الرسالة التي ترغب في نقلها إلى ناخبيك؟

القرار بين أيديكم. هل تبحثون عن مستقبل أفضل، أم تريدون الاستمرار في دوامة الفشل والتخبط العشوائي في القرارات التي ستقود البلاد إلى مزيد من التدهور الاقتصادي؟ نحن نواجه واقعاً من ارتفاع الضرائب وتدني الرواتب وسوء الخدمات. مستقبلنا يعتمد على اختياراتكم اليوم.

المساهمون