في أول خطاب موجه للشعب الأفغاني، قال رئيس وزراء حكومة "طالبان" الملا محمد حسن أخوند، اليوم السبت، إنّ حكومته ورثت ملفات ثقيلة من الحكومة السابقة، التي وصفها بالحكومة "العميلة"، مؤكداً أنّ حكومة "طالبان" تبذل جهوداً حثيثة من أجل إخراج البلاد من المأزق الحالي، وتحسين العلاقات مع دول العالم.
وتطرّق الملا حسن أخوند إلى السياسة الخارجية لحكومة "طالبان"، وقال "إننا نريد علاقات جيدة مع جميع الدول، لن نتدخل في شؤون أي دولة، ولن نسمح لأحد أن يستخدم الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، من هنا على العالم أيضاً أن يمد يده إلينا".
كما أكد حسن أخوند أنّ المجتمع الدولي "اشترط للاعتراف على حكومتنا أن تكون حكومة شاملة، أقول للجميع إنّ حكومتنا شاملة، فيها من جميع الإثنيات والشرائح".
وطلب الملا حسن أخوند من العالم كله أن يواصل دعم الشعب الأفغاني، وأن "يستمر في مساعدته شعباً يمر بمرحلة حرجة".
ولفت الملا حسن أخوند إلى أنّ "طالبان بدعم من الشعب الأفغاني قامت خلال عقدين ماضيين بمقاومة المحتل والقتال من أجل ثلاثة أهداف رئيسية هي: إنهاء الاحتلال وتأسيس حكومة إسلامية وإقرار الأمن، وقد حصل كل ذلك".
كذلك خاطب رئيس وزراء حكومة "طالبان" الشعب الأفغاني، متوجهاً لهم بالقول "عليكم أن تشكروا الله على نعمة الأمن والاستقرار، حيث كنتم تعيشون في السابق وقبل استيلاء طالبان على كابول في جو من الخوف والقلق، وكانت أعمال السرقة والنهب والقتال تتفشى في كل مكان".
كما قال إنّ "هناك جهات تقوم بالحملة الإعلامية ضد طالبان، وتؤكد أنّه مع مجيء طالبان إلى سدة الحكم تنتشر البطالة وتسود حالة من الركود الاقتصادي، إنني أشدد على أنّ الحالة الاقتصادية الضعيفة ورثناها من الحكومة السابقة ونحن حالياً نسعى باستخدام كل الوسائل لأن نخرج البلاد من هذه الحالة".
وخاطب الملا حسن أخوند عناصر وقادة ومسؤولين في حكومة "طالبان"، وقال لهم "إنكم لو لم تؤدوا المسؤولية حينها كانت ستسلب هذه الفرصة الثمينة التي ليست إلا نعمة من ربنا"، مشيراً إلى أنّ "هناك بعض الانتهاكات من قبل بعض المنتسبين إلى طالبان في حق الشعب الأفغاني، وهذا الأمر غير مقبول، من هنا أصدرنا قراراً باتخاذ خطوات عاجلة وفورية ضد أولئك الأشخاص، ومعاقبتهم".
حسن أخوند: هناك بعض الانتهاكات من قبل بعض المنتسبين إلى طالبان في حق الشعب الأفغاني، وهذا الأمر غير مقبول
كما دعا الملا حسن أخوند قادة "طالبان" إلى التعامل الحسن مع الشعب الأفغاني، "الذي بفضله تمكنت طالبان من السيطرة على كامل التراب الأفغاني"، مؤكداً أنه لولا دعم الشعب ما حصلت هذه الإنجازات الكبيرة.
في السياق ذاته، دعا الملا حسن أخوند جميع قادة الحركة إلى إزالة ما وصفها بـ"الحواجز" بينهم وبين الشعب، مخاطباً إياهم بالقول إنّ "أبناء الشعب الأفغاني كانوا يفتحون أبواب منازلهم في وجهكم وعندما وصلتم إلى الحكم أقمتم الحواجز بينكم وبينهم، إن هذا أمر غير مقبول".
وتساءل حسن أخوند حول ما فعلته الحكومة السابقة حيال حقوق المرأة، وقال "إننا نعطي للمرأة حقوقاً أفضل من ذلك، نعطيها حق الصحة والتعليم والعمل، واتخذنا خطوات كثيرة في هذا المجال، وهناك إجراءات قادمة، إننا لا نستطيع أن نحرم المرأة من الحقوق التي منحتها إياها الشريعة الإسلامية".