أولكسندر سيرسكي... من هو القائد الجديد لقوات الجيش الأوكراني؟

08 فبراير 2024
يتحدر أولكسندر سيرسكي من أصول روسية (Getty)
+ الخط -

جاءت إقالة زالوجني بعد سلسلة من الشائعات والتكهنات

سيرسكي من خريجي إحدى الكليات العسكرية في موسكو

تولى سيرسكي تنسيق التعاون مع حلف شمال الأطلسي

في حلقة ختامية لمسلسل الصراع بينهما، أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، الجنرال المتمرد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، مُعيّنا قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي خلفا له.

ومن اللافت أن الفريق أول أولكسندر سيرسكي (58 عاماً) من أصول روسية كونه ينحدر من مقاطعة فلاديمير الواقعة في جمهورية روسيا السوفييتية (روسيا حالياً)، قبل انتقاله إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية حينها في ثمانينيات القرن الماضي.

وبحسب المعلومات المتوفرة عبر مصادر مفتوحة، فإن سيرسكي من خريجي إحدى الكليات العسكرية في موسكو، ولكنه خدم في الجيش الأوكراني منذ نيل البلاد استقلالها جراء تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991.

وفي عام 2013، تولى سيرسكي تنسيق التعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومثل وزارة الدفاع الأوكرانية في مفاوضات إصلاح القوات المسلحة الأوكرانية ومطابقتها مع معايير الحلف.

ومنذ اندلاع النزاع في منطقة دونباس الموالية لروسيا شرقي أوكرانيا في عام 2014، اكتسب سيرسكي خبرة مهمة في قيادة العمليات في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

وبعد مرور بضعة أشهر على انتخاب زيلينسكي في عام 2019، عين سيرسكي قائدا للقوات البرية، ليتولى بعد بدء الحرب المفتوحة مع روسيا في بداية عام 2022 قيادة القوات المرابطة في كييف، وكذلك قيادة الهجوم الأوكراني المضاد في مقاطعة خاركيف الواقعة بالقرب من الحدود من روسيا في خريف العام ذاته.

ولاء لزيلينسكي

يتوقع الصحافي المتخصص في الشأن الأوكراني المقيم في موسكو ألكسندر تشالينكو أن يكون أولكسندر سيرسكي أكثر قابلية للتفاهم مع زيلينسكي مقارنة بزالوجني، مشككا في الوقت نفسه في أن يحدث تعيينه تغييرا جذريا على مجرى الأحداث على الأرض.   

ويقول تشالينكو في حديث لـ"العربي الجديد": "سيرسكي ليس أوكراني الأصل، ولكنه يدين بالولاء لزيلينسكي وسيمتثل للأوامر من دون نقاش، على عكس زالوجني الذي كان يدخل في جدال مستمر مع القيادة السياسية".

وحول تقييمه أداء سيرسكي كقائد عسكري، يضيف: "له إنجازات عسكرية مثل التصدي الناجح للتقدم الروسي على كييف في الأسابيع الأولى من أعمال القتال، والتقدم المضاد في مقاطعة خاركيف في سبتمبر/أيلول 2022".

ومع ذلك، يلفت تشالينكو إلى أن سيرسكي "فشل في قيادة التقدم المضاد في أرتيوموفسك (باخموت وفق التسمية الأوكرانية) بمواجهة مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة في ربيع العام الماضي، بعد تدارك عدد من العيوب في أداء الجيش الروسي وتزايد قدارته القتالية، ما يعني أن استبدال زالوجني به لن يغير شيئا على الأرض"، وفق اعتقاد المتحدث.

وجزم تشالينكو بأن تعيين سيرسكي يأتي بمباركة غربية قائلا: "أعتقد أن الغرب أعطى الضوء الأخضر لتعيين سيرسكي نظرا لكونه قائدا عسكريا ذا كفاءة وداعما للخط العام السائد لدى كييف ورعاتها الغربيين".

تأكد الشائعات

جاءت إقالة زالوجني بعد سلسلة من الشائعات والتكهنات وحديث زيلينسكي مطلع فبراير/شباط الجاري عن ضرورة التجديد البشري للجهاز الإداري للبلاد، معترفا لأول مرة بأنه يفكر في استبدال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية.

وقال زيلينسكي في حوار مع قناة "راي" الإيطالية: "إعادة الإطلاق والبداية الجديدة ضروريتان (...) لا يتعلق ذلك بشخص واحد، وإنما بمجموعة من المديرين وليس فقط في القطاع العسكري. أفكر في هذا الاستبدال (زالوجني)، هذه حقيقة".

وفي معرض حديثه عن التغييرات المرتقبة في الإدارة، أشار الرئيس إلى أن كييف تحتاج إلى "المضي في اتجاه موحد"، و"إعادة الإطلاق"، وأن تكون "واثقة بالنصر".

وعزا "الركود" على الجبهة إلى التأخر في إمدادات الأسلحة، مضيفا: "في ما يتعلق بالوضع على الأرض، من الواضح أن هناك حالة من الركود، لأنه حدث تأخير في إمدادات الأسلحة، وهذا يؤدي إلى أخطاء".

وبدأت أنباء بشأن إقالة زالوجني تتردد في وسائل الإعلام والقنوات الأوكرانية على "تليغرام" في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، ولكن وزارة الدفاع والرئاسة الأوكرانية نفتا حينها إقالة القائد العام.