مباحثات للسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى والكرملين يتوعد بالرد

11 سبتمبر 2024
وزيرا الخارجية الأميركي والبريطاني لحظة وصولهما إلى كييف، 11 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة وزيري الخارجية الأميركي والبريطاني إلى أوكرانيا**: وصل بلينكن ولامي إلى كييف لمناقشة تخفيف القيود على الأسلحة الغربية، حيث أكد بلينكن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، وأشار بايدن إلى دراسة رفع القيود المفروضة على الأسلحة.

- **ردود الفعل الروسية والتوترات المتصاعدة**: أكد الكرملين أن موسكو سترد إذا رفعت الولايات المتحدة القيود على الأسلحة، وتفقد وزير الدفاع الروسي الأوضاع في أوكرانيا. نفت روسيا تقارير عن شحنات صواريخ إيرانية، بينما فرض الغرب عقوبات جديدة على طهران.

- **الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا**: أعلن صندوق النقد الدولي عن حزمة مساعدات بقيمة 1.1 مليار دولار لأوكرانيا. قالت واشنطن إن إيران سلمت روسيا صواريخ قصيرة المدى، ويتوقع رفع الفيتو الأميركي على استخدام صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى.

وصل وزيرا الخارجية الأميركي والبريطاني إلى أوكرانيا اليوم الأربعاء لإجراء مناقشات حول تخفيف القيود المفروضة على استخدام بعض أنواع الأسلحة الغربية ضد روسيا، فيما قال الكرملين إنه سيرد "بشكل مناسب" إذا رفعت الولايات المتحدة تلك القيود بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه "يدرس ذلك". وقام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برحلة طويلة بالقطار من بولندا إلى كييف برفقة نظيره البريطاني ديفيد لامي الذي تعهدت حكومته العمالية أن تبقى أحد الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا.

وتأتي هذه الزيارة في وقت يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة الغرب بأسلحة أقوى وقيود أقل. وقال بايدن عندما سئل عن ذلك في واشنطن: "نحن ندرس الأمر حالياً". ويريد بايدن، رغم دعمه الثابت لأوكرانيا، تجنب صراع مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم. وفي لندن الثلاثاء، وعد بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع لامي بأن توفّر الولايات المتحدة لأوكرانيا "ما تحتاج إليه (...) لتكون قادرة على مواجهة العدوان الروسي".

 رحلة بلينكن الخامسة إلى أوكرانيا

ومع ذلك، يريد بلينكن الذي يقوم برحلته الخامسة إلى كييف منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، أيضا التحقق من أن القوات الأوكرانية قادرة على استخدام بعض الأسلحة وصيانتها. ورداً على سؤال حول الضوء الأخضر المحتمل من واشنطن لحصول كييف على أسلحة بعيدة المدى، قال بلينكن عبر شبكة سكاي نيوز: "نحن لا نستبعد القيام بذلك، لكن عندما نفعل ذلك، نريد أن نكون متأكدين من أن ذلك يتم بطريقة تحقق الأهداف التي يحاول الأوكرانيون تحقيقها".

من جهته، أكّد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين أن رد موسكو على رفع القيود "سيكون مناسباً"، مضيفا أن الهجوم الروسي على أوكرانيا كان في حد ذاته "رداً" على دعم الغرب لكييف. وتابع بيسكوف: "على الأرجح، هذه القرارات قد حسمت (...) في الوقت الحالي، تجري بوسائل إعلام حملة إعلامية لإضفاء الطابع الرسمي على قرار قد اتخذ". وأضاف: "تتواصل محاولات نأي الولايات المتحدة والدول الأوروبية بنفسها عن هذا النزاع. لا أعتقد أنه يتسنى لها ذلك. ضلوع الولايات المتحدة والدول الأوروبية في النزاع حول أوكرانيا له طابع مباشر. تزيد كل خطوة جديدة من درجة هذا الضلوع، وإن لم يعد هناك مجال لزيادته".

وفي معرض إجابته عن سؤال حول طبيعة الرد الروسي المحتمل على سماح واشنطن لأوكرانيا بشن ضربات على الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة بعيدة المدى، قال بيسكوف: "سيكون (الرد) مناسباً. لا داعي لانتظار أي ردود دوما، فالعملية العسكرية الخاصة هي الرد على كل هذه الأعمال".

في سياق آخر، تفقد وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلاوسوف، نقطة قيادة مجموعة قوات "الغرب" واستمع إلى تقارير حول الأوضاع الراهنة وتموين القوات في منطقة القتال في أوكرانيا، حيث أطلعه قائد المجموعة، سيرغي كوزوفليف، على ما قال إنها "خسائر فادحة" تتكبدها القوات المسلحة الأوكرانية أفراداً وعتاداً. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في منشور على قناتها على "تليغرام" اليوم، أن بيلاوسوف سلم عسكريين أوسمة الدولة، بما فيها أوسمة وميداليات الشجاعة، مقدما لهم بالشكر على أدائهم مهامَ على خط الجبهة.

وأمس الثلاثاء، تلّقت أوكرانيا بعض الأخبار المالية السارة مع إعلان صندوق النقد الدولي اتفاقاً يفتح الباب أمام إطلاق حزمة جديدة من المساعدات مقدراها 1,1 مليار دولار. لكن على الصعيد العسكري، قالت واشنطن إن إيران سلّمت روسيا شحنات صواريخ قصيرة المدى قد تستخدمها موسكو لضرب أوكرانيا في الأسابيع المقبلة. وتثير عمليات التسليم هذه مخاوف من أن تستخدم موسكو صواريخها بعيدة المدى ضد مناطق سلمت حتى الآن نسبياً من الحرب في غرب أوكرانيا.

في المقابل، نفى الكرملين اليوم التقارير التي تفيد بأن إيران شحنت صواريخ إلى روسيا، قائلا إن المزاعم بشأن عمليات نقل الأسلحة المختلفة لا أساس لها من الصحة. وأعلن الغرب فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب عمليات التسليم، فيما توعدت إيران الرد على هذه العقوبات التي فرضتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان في ساعة متأخرة الثلاثاء إن "الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث هو استمرار للسياسة العدائية للغرب والإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني".

وفي وقت سابق من العام الحالي، سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب القوات الروسية في حال نشوب صراع مباشر على جانبَي الحدود. لكن كييف شنّت الشهر الماضي هجوماً مباغتاً على الأراضي الروسية باتجاه كورسك ساعية خصوصا إلى إجبار موسكو على نقل قواتها التي تتقدم حاليا في شرق أوكرانيا.

وأوردت وسائل الإعلام البريطانية أنه يتوقع أن يرفع بايدن الذي سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الجمعة، الفيتو الأميركي على استخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى ضد روسيا. وتحضّ لندن الولايات المتحدة التي تُعد المورد العسكري الرئيسي لأوكرانيا، على إظهار مقدار أكبر من المرونة في استخدام أسلحتها.

ومن المطالب الرئيسية لأوكرانيا تخفيف القيود المفروضة على منظومات الصواريخ الأميركية ATACMS التكتيكية والتي يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد 300 كيلومتر. ودعا كبار الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس في رسالة مشتركة أرسلوها لبايدن إلى التحرك فوراً. وجاء في الرسالة التي وقّعها مايك مكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إنه يجب ألا تكون روسيا قادرة على "ارتكاب جرائم حرب ضد أوكرانيا والإفلات من العقاب".

إلا أن الجمهوريين منقسمون بشدة بشأن أوكرانيا، وقد يؤدي فوز مرشحهم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني على كامالا هاريس، إلى تغيير السياسة الخارجية الأميركية بشكل جذري. واقترح مساعدون لترامب أنه في حال فوز الأخير، سيستخدمون المساعدات لإجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية لروسيا من أجل إنهاء الحرب.