أعلنت أوكرانيا في 7 مارس/ آذار الجاري تعيين القائد السابق للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني (50 عاماً)، سفيراً لها لدى بريطانيا.
وكان منصب السفير الأوكراني لدى بريطانيا شاغراً منذ إقالة السفير السابق، فاديم بريستايكو، في منتصف الصيف الماضي عقب تصريحات أدلى بها حملت انتقادات علنية لموقف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من وزير الدفاع البريطاني آنذاك، بن والاس.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إن زيلينسكي "وافق على ترشيح فاليري زالوجني سفيراً فوق العادة ومفوضاً لأوكرانيا لدى المملكة المتحدة".
وأشاد زيلينسكي من جهته بتعيين زالوجني، قائلاً على منصة إكس إن التحالف مع بريطانيا، التي تعد من أبرز الداعمين لبلاده منذ بداية الحرب الروسية، "يجب أن يصبح أقوى"، مضيفاً أن زالوجني طلب تعيينه في المسار الدبلوماسي "ووجهت وزارة الخارجية الأوكرانية طلباً بهذا الشأن للموافقة عليه (من قبل لندن)".
وعُزل زالوجني من منصبه في 8 فبراير/ شباط الماضي، بعد سلسلة من الخلافات والشائعات والتكهنات وحديث زيلينسكي عن ضرورة التجديد البشري للجهاز الإداري للبلاد، مع تعيين قائد القوات البرية ذي أصول روسية، أولكسندر سيرسكي، خلفاً له.
وقالت صحيفة "زيركالو نيديلي" الأسبوعية الأوكرانية، اليوم السبت، نقلاً عن مصادرها إن القائد السابق للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، خضع في الشتاء المنتهي للجنة طبية اعتبرته "غير صالح" للخدمة بالجيش.
وبعد تسريح زالوجني من الخدمة، قبل نحو شهر، قرر زيلينسكي وضع القائد السابق تحت تصرف وزير الدفاع، رستم أوميروف، ولكنه لم يعرض عليه أي منصب عسكري يليق بمستوى تدريبه وخبرته.
وفي هذه الظروف، قرر زالوجني الاستقالة من الخدمة العسكرية حتى يتمكن من تولي عمل آخر، علماً أنه خلال فترة التعبئة في أوكرانيا لا يجوز تسريح العسكريين من الخدمة إلا لأسباب صحية بموجب قرار من لجنة طبية.
بطل أوكرانيا
وشارك زالوجني، الذي خاض مسيرة عسكرية حافلة، وصولاً إلى حصوله على رتبة جنرال الجيش في العام الماضي، في النزاع المسلح بمنطقة دونباس، الواقعة شرقيّ أوكرانيا والموالية لروسيا، الذي اندلع منذ عام 2014، وشارك في أشرس معارك دونباس، بما فيها معارك ديبالتسيفو، حيث فُرض طوق على مجموعة القوات الأوكرانية في أغسطس/ آب من ذلك العام في ما عُرف إعلامياً بـ"مرجل ديبالتسيفو".
وقاد الجنرال الذي يحظى بشعبية كبيرة، الجيش الأوكراني منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، حيث تمكن من صدّ القوات الروسية الغازية الأكثر قوة وتجهيزاً في الأشهر الأولى من النزاع.
وأصبح زالوجني، الذي أطلقت عليه وسائل إعلام أوكرانية لقب "الجنرال الحديدي"، رمزاً لمقاومة البلاد، وحظي بمعدلات تأييد شعبية عالية جداً.