قالت بريطانيا، اليوم الجمعة، إن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب من بعض الأراضي شرق أوكرانيا في مدينة باخموت مع شن روسيا هجوما جديدا هناك بنيران المدفعية الثقيلة على مدى اليومين المنصرمين.
وأضافت "بثت روسيا النشاط من جديد في هجومها على بلدة باخموت في دونيتسك أوبلاست، إذ تحسن التعاون بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر".
وأضاف الجيش البريطاني في تحديث يومي لمعلومات المخابرات "تواجه القوات الأوكرانية مشاكل كبيرة تتعلق بإعادة الإمداد لكنها نفذت انسحابات منظمة من مواقع اضطرت للتنازل عنها".
Latest Defence Intelligence update on the situation in Ukraine - 14 April 2023.
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) April 14, 2023
Find out more about Defence Intelligence's use of language: https://t.co/lSSftUlleY
🇺🇦 #StandWithUkraine 🇺🇦 pic.twitter.com/Uwdj673FU2
وتتولى مجموعة "فاغنر" زمام قيادة الجانب الروسي في المعركة المستمرة منذ شهور والأكثر دموية في الحرب لكن زعيم مجموعة المرتزقة اشتكى من تراجع دعم الجيش لقواته.
وجاء في البيان البريطاني أن "الدفاع الأوكراني ما زال يحتفظ بالمناطق الغربية من البلدة لكنه يتعرض لنيران مدفعية روسية مكثفة على نحو خاص خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية".
وذكر أن وحدات "فاغنر" تركز الآن على التقدم في وسط باخموت وأن قوات المظلات الروسية تقدم لها الدعم بهجمات على جوانب المدينة.
ويعتبر الكرملين باخموت محوراً رئيسياً في تقدمه البطيء في شرق أوكرانيا بعد أكثر من عام من غزو روسيا لجارتها.
وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار على تطبيق المراسلة تيليغرام أن قتالاً عنيفاً دار، أمس الخميس، في جميع المناطق على الجبهة الشرقية، وأضافت أن قوات موالية لكييف تصدت للهجمات في أغلب تلك المناطق.
وتابعت "أغلب جهود العدو الهجومية تجري في قطاع باخموت"، مضيفة أن القادة الروس أعادوا توجيه الجنود إلى هناك من مناطق أخرى.
وأضافت "يستخدم العدو وحداته الأكثر احترافية هناك ويلجأ إلى استخدام كمية كبيرة من قطع المدفعية والطيران. يوميا، ينفذ العدو في باخموت من 40 إلى 50 عملية اقتحام و500 عملية قصف".
وباخموت، التي كان يعيش فيها حوالي 70 ألف شخص قبل الحرب، هي الهدف الرئيسي لروسيا في هجومها الشتوي الكبير الذي لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب هزيلة رغم قتال المشاة بضراوة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وستكون السيطرة على المدينة أكبر انتصار عسكري لروسيا في ثمانية أشهر. وتقول موسكو إن انتزاع باخموت سيفتح طريقا للسيطرة على مزيد من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وهو ما يمثل هدفا آخر رئيسيا للحرب.
ويضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون كبار على الحلفاء لتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة التي تأمل كييف أن تمكنها من شن هجوم مضاد كبير في وقت لاحق من العام.
وقال زيلينسكي، في خطاب مصور في وقت متأخر من أمس الخميس "نُعد جنودنا"، مضيفاً "نتطلع لوصول الأسلحة التي تعهد بها شركاؤنا. نقرب النصر إلينا قدر الإمكان".
وذكر مسؤولون أن شخصين قتلا في قصف روسي على مدينة خيرسون، جنوب البلاد.
وبمنأى عن ساحة القتال، يركز مسؤولون أوكرانيون على جهود إعادة إعمار ضخمة تحتاج إليها أوكرانيا بالإضافة إلى مواجهة ضغوط من الحلفاء لإحراز تقدم في مكافحة الفساد.
وتعهد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، الذي يجري محادثات في واشنطن، بتوضيح وجه إنفاق كل دولار من المساعدات الأميركية، وأكد أن إعادة الأعمار يجب أن تبدأ في العام الحالي، ورحب أيضا "بالدعم الأميركي المتواصل القوي غير المسبوق".
وأشار شميهال، في كلمة أدلى بها إلى جانب وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إلى أن كييف حددت كأولوية فجوة في التمويل تبلغ 14 مليار دولار تحتاج لسدها العام الجاري.
وذكر أن أوكرانيا نفذت إجراءات لتوضيح حجم الدعم الذي حصلت عليه، ونفّذت إصلاحات متعلقة بمكافحة الفساد العام المنصرم أكبر من جهودها في السنوات السابقة مجتمعة.
ويكثف المسؤولون الأوكرانيون ضغطهم للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة أوضحت روسيا أنها لن تقبلها.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي رزنيكوف، في مؤتمر عن الأمن في البحر الأسود: "لا بديل عن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي".
(رويترز، العربي الجديد)