أوكرانيا تتهم روسيا بوقوفها وراء هجوم إلكتروني في إطار "حرب هجينة"

16 يناير 2022
الهجوم على موارد الويب الحكومية هو الأكبر في السنوات الأربع الماضية (بافلو كونشر/Getty)
+ الخط -

اتهمت الحكومة الأوكرانية، اليوم الأحد، روسيا بالمسؤولية عن الهجوم الإلكتروني الذي أدى إلى تشويه مواقع إلكترونية حكومية، وزعمت أن روسيا متورطة في "حرب هجينة" (هي استراتيجية عسكرية تجمع بين الحرب التقليدية والحرب غير النظامية والحرب السيبرانية) متزايدة ضد جارتها.

جاء البيان الصادر عن وزارة التنمية الرقمية بعد يوم من إعلان شركة مايكروسوفت عن إصابة عشرات أنظمة الكمبيوتر، في عدد غير محدد من الوكالات الحكومية الأوكرانية، ببرامج ضارة مدمرة متخفية في صورة برامج فدية.

ويشير هذا الكشف إلى أن هجوم التشويه المثير للانتباه على المواقع الرسمية، الأسبوع الماضي، كان بمثابة هجوم مضلل.

قال بيان الوزارة "تشير جميع الأدلة إلى أن روسيا تقف وراء الهجوم الإلكتروني. وتواصل موسكو شن حرب هجينة، وتعمل بنشاط لبناء قوتها في مجال المعلومات والفضاء الإلكتروني".

يأتي الهجوم في الوقت الذي يلوح فيه التهديد بغزو روسي لأوكرانيا، وتوقف المحادثات الدبلوماسية لحل الأزمة القائمة.

أعلنت مايكروسوفت في بيان قصير على مدونتها، أمس السبت، أنها اكتشفت البرنامج الضار للمرة الأولى يوم الخميس.

ويتزامن ذلك مع الهجوم الذي أدى إلى توقف حوالي 70 موقعا حكوميا أوكرانيا بشكل مؤقت.

قالت مايكروسوفت، في بيان تقني مختلف، إن الأنظمة التي تأثرت "تشمل العديد من المنظمات الحكومية وغير الهادفة للربح ومؤسسات تكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى إنها لا تعرف عدد الوكالات التي قد تتأثر في أوكرانيا أو في أي مكان آخر، لكنها قالت إنها تتوقع معرفة المزيد من الإصابات.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة وشركات القطاع الخاص ما زالت تعمل لتحديد مصدر الهجمات.

وقال إن الولايات المتحدة حذّرت منذ أشهر من احتمال وقوع هجمات إلكترونية من روسيا، وتعمل مع أوكرانيا لتحسين دفاعات ذلك البلد.

وقال في برنامج "واجه الأمة" على قناة سي بي إس التلفزيونية: "هذا جزء من قواعد اللعبة الروسية".

أوضح أوليه ديريفيانكو، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأمن السيبراني في كييف، لـ"أسوشييتد برس"، أن المتسللين اخترقوا الشبكات الحكومية من خلال مورد برمجيات مشترك في هجوم على سلسلة التوريد، مثل حملة التجسس الإلكتروني الروسية عام 2020 على شركة سولار ويندز التي استهدفت الحكومة الأميركية.

استهدفت روسيا أوكرانيا في عام 2017 بواحدة من أكثر الهجمات الإلكترونية المسجلة ضررا بفيروس نوت بتيا، الذي تسبب في أضرار بأكثر من 10 مليارات دولار على مستوى العالم.

هذا الفيروس، الذي يتنكر أيضا بصورة برامج الفدية، كان يلقب بـ"الماسح" لقدرته على محو شبكات بأكملها.

خلال الهجوم على شبكة الإنترنت يوم الجمعة، ادعت رسالة تركها المهاجمون أنهم دمروا البيانات ووضعوها على الإنترنت، وهو ما نفته السلطات الأوكرانية.

قالت الرسالة للأوكرانيين إن عليهم أن "يخافوا ويتوقعوا الأسوأ".

 

(أسوشييتد برس)