"أوتشا": 13 أسرة فلسطينية هُجرت من مسافر يطا خلال ثلاثة أشهر

04 أكتوبر 2023
من اعتداءات سابقة للمستوطنين في مسافر يطا (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) أنه منذ مطلع يوليو/ تموز 2023، هُجرت 13 أسرة فلسطينية تضم 84 فرداً (44 طفلاً و40 بالغاً) من مسافر يطا جنوب الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية، مبيناً أن ذلك يشير إلى القيود المتزايدة التي تفرضها القوات الإسرائيلية.

ووفق تقرير "أوتشا"، فقد كان 13 تجمعًا سكانيًا في مسافر يطا، الواقعة جنوب الضفة الغربية، يؤوي حتى وقت قريب 215 أسرة فلسطينية، تضم نحو 1,150 نسمة. وتقع هذه التجمعات ضمن مساحة تبلغ نسبتها 18 بالمائة من أراضي الضفة الغربية التي أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها (مناطق لإطلاق النار) وخصصتها لإجراء التدريبات العسكرية. ويمثل الأشخاص الذين هُجروا من تجمعاتهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية نحو 7 بالمائة من سكانها.

ومع مرور السنوات، ومنذ مايو/ أيار 2022، على نحو متزايد، فرضت السلطات الإسرائيلية القيود على التنقل وصادرت الممتلكات وهدمت المنازل وأجرت التدريبات العسكرية في مسافر يطا. وقد ساهمت هذه الممارسات مجتمعة في خلق بيئة قسرية دفعت السكان إلى الخروج.

واشار "أوتشا" إلى أنه ازدادت حدة القيود المفروضة على التنقل خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، فالقوات الإسرائيلية التي تنطلق من قاعدة عسكرية أقيمت مؤخراً تنفذ أعمال الدورية في المنطقة بصورة أكثر تواتراً وتفرض المزيد من القيود على تنقل الناس وقدرتهم على الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسية ونقل العلف وغيره من المدخلات للمواشي التي تعتمد عليها الأسر.

كذلك صادرت تلك القوات المركبات المستخدمة من قبل السكان. وأفادت مدرستان في المنطقة بأن 24 تلميذًا تسربوا من مسافر يطا خلال هذه السنة، بمن فيهم تلامذة رُحلت أسرهم في ظل هذه البيئة القسرية وآخرون يخشون من رحلة الذهاب إلى مدارسهم والتي تفتقر إلى الأمان. ففي أحد الحوادث، أوقفت القوات الإسرائيلية في سبتمبر/ أيلول المعلمين وهم في طريقهم إلى مدرستهم وهددتهم بمصادرة مركبتهم إذا استقلوها مرة أخرى، بحسب تقرير "أوتشا".

ومنذ مارس/ آذار 2023، بات أحد التجمعات السكانية في مسافر يطا، وهو خربة بير العد، خاليًا من سكانه عقب تهجير آخر أسرتين فيه. وفي تلك الحالة، أشار أفراد هاتين الأسرتين إلى تصاعد عنف المستوطنين باعتباره السبب الرئيسي الذي حدا بهم إلى الرحيل. وغدا هذا التجمع واحد من أربعة تجمعات سكانية فلسطينية خالية عن بكرة أبيها في الضفة الغربية منذ عام 2022.

ولفت التقرير إلى أنه "ما زالت المنظمات الإنسانية والجهات المانحة تقدم المساعدات للتجمعات السكانية في مسافر يطا للوفاء باحتياجاتها الأساسية"، مبيناً أنه "ومع ذلك، على مر السنين، أعاقت السلطات الإسرائيلية هذه الجهود من خلال إصدار أوامر الهدم أو "وقف العمل"، ومصادرة المركبات والمعدات، وفرض القيود المادية على إمكانية الوصول إلى الأراضي ودخول العاملين في المجال الإنساني".

واضطُر مشروع أُطلق في مايو 2023 لتأمين المأوى في حالات الطوارئ إلى وقف عمله بعدما صادرت السلطات الإسرائيلية مواد إعادة التأهيل.

في هذه الأثناء، أكدت "أوتشا" أن ترحيل المدنيين قسرًا من الأرض الفلسطينية المحتلة أو داخلها يعد محظورًا بموجب القانون الدولي الإنساني. وقد دعت الأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية إلى وقف جميع التدابير القسرية، بما فيها القيود المفروضة على التنقل وعمليات الإخلاء والهدم المزمعة والتدريب العسكري في المناطق السكنية.

المساهمون