بالتوازي مع مقاطعة معظم أهالي محافظة درعا، جنوبيّ سورية، للانتخابات الرئاسية التي أجراها نظام بشار الأسد، أمس الأربعاء، هاجم مسلحون الليلة الماضية قوات النظام في ريف المحافظة الأوسط، التي استدعت تعزيزات، وسط مخاوف من وقوع اشتباكات جديدة.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن مسلحين مجهولي الهوية هاجموا ليلة أمس الأربعاء مواقع وحواجز لقوات النظام في مدينة داعل، مستخدمين الأسلحة الرشاشة وقذائف "أر بي جي"، ما أوقع قتلى وجرحى من قوات النظام، كذلك دُمِّرَت مركبة عسكرية للنظام خلال الاشتباكات.
وأورد موقع "تجمع أحرار حوران" أنّ أصوات إطلاق النار سُمعت بكثافة في داعل، بالتزامن مع دويّ عدة انفجارات، ناتجة من اشتباكات.
وأشار إلى أن قوات النظام استخدمت عربات "بي ام بي"، حيث تمكن المهاجمون من تفجير إحداها، وسط أنباء عن سقوط أعداد من القتلى والجرحى من قوات النظام التي أرسلت تعزيزات عسكرية من حواجزها إلى المدينة، وقطعت التيار الكهربائي عنها، فيما سُمع صوت تحليق للطيران المروحي في سماء المنطقة.
وأضاف أن دعوات صدرت عن مساجد مدينة داعل تطلب من السكان التزام حظر للتجول حتى إشعار آخر، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المدينة.
وامتداداً للاشتباكات في داعل، هاجم شبان مفرزة تتبع لفرع الأمن العسكري غربي بلدة صيدا في الريف الشرقي لمحافظة درعا، وعدة حواجز عسكرية في محيط البلدة، منها صيدا، والغارية الغربية، وحاجز مساكن صيدا، مستخدمين أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، وقذائف "أر بي جي"، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف قوات النظام، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وهي متجهة إلى المفرزة العسكرية.
واستهدف مسلحون مجهولو الهوية عناصر قوات النظام المتمركزة في حاجز بناية الساحر على طريق الشيخ مسكين - نوى في ريف درعا.
وشهدت محافظة درعا خلال الأيام الماضية، مظاهرات وإضرابات رفضاً للانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام أمس، رُفعت خلالها شعارات وأعلام الثورة السورية ونادت بإسقاط النظام، ما دفع الأخير إلى عدم نشر مراكز انتخابية في أغلب المحافظة.
وبعد انتهاء الانتخابات، بدأت صباح اليوم مظاهر فكّ الإضراب العام الذي كان قد تقيد به إلى حد بعيد الأهالي في درعا، حيث أضربوا يومين متتاليين، احتجاجاً على انتخابات النظام.
وأكد ناشطون أن محافظة درعا إجمالاً شهدت نسبة إقبال قليلة جداً على مراكز الاقتراع، بالرغم من الدعاية المضللة لوسائل إعلام النظام. وأوضحوا أن سلطات النظام حاولت عبر مندوبيها المحليين الضغط على الأهالي بكل السبل للمشاركة في الانتخابات عبر تجميع البطاقات الشخصية في مختلف المناطق والتصويت نيابة عنهم بشكل جماعي لبشار الأسد.