أهالي ترقوميا يواجهون الاستيطان والاحتلال بصدورهم العارية

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
12 يونيو 2022
أهالي ترقوميا يواجهون الاستيطان والاحتلال بصدورهم العارية
+ الخط -

يرقد الشاب الفلسطيني حسام علي الفطافطة (25 عاماً) بوضع صحي حرج في العناية المكثفة بمستشفى الأهلي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فيما تجمع العشرات من أقاربه وأهالي بلدته ترقوميا غرب الخليل في أروقة المستشفى يتحدثون عن يوم دامٍ عاشوه وهم يدافعون من مسافة صفر وبأجسادهم العزلاء عن أراضيهم المهددة بالمصادرة.

"هذا يوم من أيام وجع البلدة وعزتها"، يقول محمود الفطافطة قريب الشابين المصاب حسام، والمعتقل فائق، فرغم وقوع أكثر من عشر إصابات في صفوف شبان ترقوميا إحداها خطرة إلا أنّ هبة الأهالي في الدفاع عن أراضيهم واشتباكهم مع جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من مسافة صفر من دون أن يخافوا من أسلحتهم الرشاشة كانت الحدث الطاغي، اليوم السبت، في الضفة الغربية المحتلة.

واشتبك أهالي بلدة ترقوميا غربي الخليل بصدورهم العارية مع عشرات المستوطنين وجنود الاحتلال، في منطقة "خربة الطيبة" غربي البلدة، حيث أصدر الاحتلال قبل أيام إخطارات بمصادرة 600 دونم من أراضي البلدة لمصلحة المستوطنين، فهبّ أهالي البلدة للدفاع عن أراضيهم والوجود فيها لمنع المستوطنين من الاستيلاء عليها.

 

وتداول النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لشبان ترقوميا وهم يصدون هجوماً للمستوطنين بحماية جنود الاحتلال بصدورهم العارية، ويردون على ضرب الجنود لهم بضربهم مباشرة من دون خوف منهم رغم تسلحهم.

حسام الفطافطة كان أحد شبان البلدة الذين استبسلوا في الدفاع عن أرض عائلته وأجداده، إلى جانب العشرات من الشبان الذين وجدوا أنفسهم على أراضيهم المهددة بالاستيطان في يوم شديد الحرارة يقاومون المستوطنين وجنود الاحتلال الذين أمطروهم بقنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت والرصاص المعدني.

يقول سليمان جعافرة، أحد نشطاء بلدة ترقوميا، لـ"العربي الجديد": "رأينا نحو خمسة عشر جندياً يسحبون حسام إلى منطقة لا يوجد فيها متظاهرون من أهالي ترقوميا، وانهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق نحو نصف ساعة، ومنعونا من الوصول إليه، وكذلك منعوا المسعفين من الوصول إليه".

ويرقد حسام الفطافطة، بحسب خاله الدكتور محمود الفطافطة، في العناية المشددة، ويعاني من إصابة حرجة في الرأس، إذ تهشّم جزء من الجمجمة بشكل كبير، ويصارع من أجل الحياة.

قبل خطفه بدقائق من قبل جنود الاحتلال، كان حسام يحاول تخليص قريبه فائق من قبضات جنود الاحتلال الذين أطبقوا عليه، بعد أن رد لكماتهم إليه بلكمات مباشرة، حتى تجمع عليه أكثر من عشرة جنود واعتدوا عليه بالضرب المبرح واعتقلوه.

ويقول الجعافرة: "لقد أصيب عشرة من أهالي بلدة ترقوميا على الأقل، واعتقل الشاب فائق الفطافطة، وجرى الاعتداء على الصحافيين والطواقم الطبية، بشكل وحشي".

ويخطط المستوطنون للاستيلاء على 600 دونم من أراضي بلدة ترقوميا، لإكمال خط الاستيطان ما بين مستوطنتي "تيلم" و"أدورا" المقامتين على أراضي البلدة، وفي حال نجح المستوطنون بذلك فإنّ بلدة ترقوميا (20 ألف نسمة) سيتم عزلها بالكامل عن مدينة الخليل وستبدو مثل جيب أعزل يسبح في محيط من المستوطنات التي تخنقها وتعتدي على سكانها وتحولها إلى سجن.

وقال جعافرة: "لقد ردّ أهالي ترقوميا على إخطارات الاحتلال بمصادرة أراضيهم بالوجود في الأراضي منذ يوم أمس، والقيام باستصلاح الأجزاء البعيدة والصخرية منها، وبعد أن رأى جنود الاحتلال مقاومة الأهالي لهم، أعلنوا عن الأرض منطقة عسكرية مغلقة، وتسببت قنابل الصوت بإحراق أجزاء متفرقة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل".

ذات صلة

الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..