"أن بي سي نيوز": المشرّعون الأميركيون من الحزبين يفقدون ثقتهم بنتنياهو

21 يناير 2024
يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني (Getty)
+ الخط -

قالت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، السبت، إنّ المشرّعين الأميركيين من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، بدأوا يفقدون الثقة برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبطريقة تعامله مع الحرب على قطاع غزة.

ويشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني، للانتقال إلى عمليات منخفضة الكثافة في غزة بحلول نهاية يناير/كانون الثاني الحالي.

تخوفات من نيّة نتنياهو إطالة أمد الحرب 

وتساءل ثلاثة من المشرّعين، في حديثهم مع الشبكة الأميركية، عمّا إذا كان نتنياهو البالغ من العمر 74 عاماً لديه استراتيجية لإنهاء الحرب الدموية في غزة، مشيرين إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ربما كان يحاول عمداً إطالة أمد الحرب على غزة من أجل البقاء في السلطة".

وقال أحد الجمهوريين في مجلس النواب، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إنّ "من الصعب حقاً الدفاع عن نتنياهو أو تبرير استراتيجيته السياسية في كل هذا".

وأضاف: "على المستوى الشخصي، أعتقد أن من مصلحته السياسية أن يظل منخرطاً في الحرب، سواء كان ذلك مع (حزب الله) أو في غزة (...) إن أي نوع من وقف إطلاق النار أو اتفاق السلام أو جهود إعادة البناء أو الخروج عن الطريق يضرّ به سياسياً، وأعتقد أن هذا يؤثر في ما يفعله".

وأكد المتحدث أن "هناك انعدام ثقة حقيقياً، وهناك تساؤلات حقيقية عن قدرته على القيادة، وأعتقد أنه لا يحظى بشعبية كبيرة جداً، إنك ترى ذلك داخل حكومته، وهذا ما ترونه داخل ائتلافه. أنت ترى ذلك داخل الجيش، داخل البلاد. وأعتقد أن هذا هو محور اهتمام الكثير من صنّاع السياسة هنا في الولايات المتحدة".

واتفق أحد الديمقراطيين في مجلس النواب مع هذا التقييم، ووصف نتنياهو بأنه "كارثة"، مضيفاً أنه يشعر بقلق بالغ من أن هذه الحملة العسكرية قد تكون "حرباً لا نهاية لها" مع سقوط العديد من المدنيين.

وفي وقت تكرر فيها الحكومة الإسرائيلية أنها أوكلت جيش الاحتلال مهمة القضاء على حركة حماس، يرى أحد المشرعين الديمقراطيين أنه إن "كانت هذه هي المهمة التي يتوقعون من الجيش الإسرائيلي أن يؤديها، فستكون هذه حرباً لا نهاية لها (...) سيُقتل عدد لا يحصى من الأبرياء".

وأكد أحد المشرعين الذي وصف نفسه بأنه "صديق قوي" لإسرائيل: "لقد كان الجميع صديقاً قوياً لإسرائيل، لكن نتنياهو كارثة (...) والأسوأ من ذلك أن الكثير منا يخشى أن نتنياهو قد يبالغ في هذا الأمر لأنه يعلم أنه في اللحظة التي ينتهي فيها الصراع سيكون عاطلاً من العمل".

وتابع حديثه قائلاً: "الأمر لا يتطلب أن تكون عالماً مختصاً لفهم أن سياسياً جباناً من هذا النوع، يعتبر الوضع الحالي عادياً بالنسبة إليه، ولكن بالنسبة إلى الجميع، فإن الأمر فظيع".

ورفض مكتب نتنياهو تصريحات المشرّعين بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية قد يتعمد إطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.

ومنذ بداية الحرب على غزة، أشار نتنياهو في أكثر من مرة إلى أن العملية العسكرية في غزة "ستكون طويلة"، وستستغرق "عدة أشهر".

خلافات سابقة 

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو، الجمعة، في مكالمة هي الأولى بينهما منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد مكالمة أخيرة كانت متوترة بينهما.

وبحسب تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، في وقت سابق، فإن بايدن ومستشاريه يشعرون بأنّ إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ويشعرون أيضاً بالإحباط بسبب عدم رغبة نتنياهو في مناقشة خطط "اليوم التالي" من الحرب بجدية، ورفضه الخطة الأميركية الخاصة بإصلاح السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في قطاع غزة.

وخلال حديثه في مؤتمر صحافي، الجمعة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إنّ بايدن أكد لنتنياهو قناعته الراسخة بإمكانية تحقيق حل الدولتين، مضيفاً أن "بايدن لا يزال يؤمن بذلك".

وأضاف كيربي: "بعد انتهاء الحرب سنرى مع إسرائيل وشركائنا في المنطقة كيف سيكون حكم غزة"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لا تزال تعارض وقفاً عاماً لإطلاق النار في غزة، وتدعم الهدن الإنسانية، لكنها تعتقد أن وقف إطلاق النار سيفيد حماس"، مشيراً إلى أنه "لا يزال يوجد عمل شاق لتحرير المحتجزين من قطاع غزة".

وفي ما يتعلق برفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية، قال المتحدث إنّه "ليس ضرورياً أن نتفق مع حلفائنا في كل شيء، ولا ننوي ليّ ذراع أحد، لكن رؤيتنا هي تحقيق حلّ الدولتين".

وأكد أن الولايات المتحدة لا ترى "مؤشرات بشأن تعمّد الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائم حرب في غزة، لكنها تحثّ على تقليل أعداد الضحايا المدنيين وإدخال المساعدات".

وعلى الرغم من الخلافات التي برزت أخيراً بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلا أن المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن إلى تل أبيب مستمرة، ولا يبدو أنها ستتوقف خلال الفترة المقبلة، بحسب ما ذكرت تقارير أميركية مختلفة.

المساهمون