أنقرة عشية جولة الإعادة الرئاسية: دعاية هادئة لا تحجب التنافس المحموم

دخلت تركيا، وفي القلب منها العاصمة أنقرة، مرحلة الصمت الانتخابي في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم، من دون مظاهر دعائية لافتة، على عكس الجولة الأولى التي استمرّت فيها الفعاليات الانتخابية الصاخبة حتى آخر دقيقة.

وفي ظل السكون الدعائي أعادت فرق الهيئة العليا للانتخابات الكَرَّة بالتحضير ليوم الاقتراع من خلال إنشاء مقصورات وصناديق الاقتراع داخل مدارس أنقرة التي تتحوّل إلى مراكز اقتراع يوم الانتخابات.

وتحمل العاصمة التركية أنقرة رمزية سياسية، كونها عاصمة البلاد. كما أن الانتخابات تأتي في ظل الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، فضلاً عن أن أنقرة تأتي في الترتيب الثاني بعد إسطنبول من حيث الثقل الانتخابي وعدد السكان، بنحو 6 ملايين نسمة، يمثلهم 36 نائباً برلمانياً.

وتنقسم تركيا إلى 87 دائرة انتخابية، وتُعدّ كل محافظة دائرة انتخابية بذاتها، باستثناء إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهي محافظات كبرى تُقسّم كل واحدة منها إلى دوائر عدة. وتضم هذه الدوائر الانتخابية 191 ألفاً و884 صندوق اقتراع.

هدوء قبل ساعات من الاقتراع

وفي كيزيلاي، الميدان الرئيسي في أنقرة، كانت تشكيلات حزب العدالة والتنمية توزّع الورود على المارين مع ابتسامات عريضة على محياهم وهم يلبسون قمصاناً مرسومة عليها صورة الرئيس رجب طيب أردوغان وشعار الحزب، فيما كانت تشكيلات حزب الشعب الجمهوري المعارض توزّع صور كمال كلجدار أوغلو على بعد أمتار في زقاق كرانفيل الثقافي.

وقال الشاب غوركان، أحد أعضاء العدالة والتنمية، لـ"العربي الجديد"، إن فوز أردوغان مضمون وبنسبة ستصل إلى 54%. في حين ذكرت سينام، إحدى أعضاء الشعب الجمهوري، أن أنقرة أعطت مرشحهم صوتها في الجولة الأولى، متمسّكة بأمل فوزه في الجولة الثانية.

تقارير دولية

التحديثات الحية

إسطنبول.. خزان الأصوات الذي يتسابق عليه أردوغان وكلجدار أوغلو

وفي انتخابات 14 مايو/ أيار الحالي حصل أردوغان على 49.52 بالمائة من أصوات الناخبين، فيما نال كلجدار أوغلو 44.88 بالمائة، وسنان أوغان 5.17 في المائة، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات. كذلك أظهرت الجولة الأولى تفوّق كلجدار أوغلو على أردوغان في أنقرة، حيث حصل الأول على 47.31 بالمائة من أصوات سكان أنقرة، فيما حصل الثاني على 46 بالمائة، بينما حصل سنان أوغان على 6.39 في المائة.

وأثناء تجوال "العربي الجديد" في ميدان أولوص التاريخي القريب من كيزيلاي، أكد السيد فاتح؛ أحد النازحين من ولاية كهرمان مرعش، انتخابه مجدداً أردوغان، خصوصاً بعدما رأى "هجوم حزب الشعب على سكان مناطق الزلزال التي أعطت أصواتها لأردوغان على عكس توقعات المعارضة"، على حد قوله.

أما إيليفت، فحسمت أمرها بعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع كونها كانت مؤيّدة لمحرم انجه الذي انسحب قبيل الجولة الأولى، وترى أن الفوز محسوم لأردوغان الذي حصل على 49.5، ولا يحتاج إلا لبضعة أعشار وقد أمّنها له دعم المرشح الثالث سنان أوغان.

لكن المواطن التركي ساميت يرفض ما يتردد في الإعلام بأن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية محسومة لمصلحة أردوغان، لأن الأكراد وأنقرة وإسطنبول وإزمير وبعض القوميين والمحافظين سينتخبون كلجدار أوغلو، على حد قوله.

استطلاعات الرأي

وأظهرت استطلاعات رأي في تركيا تقدّم أردوغان على كلجدار أوغلو. وأعلن مرشح تحالف الأجداد "أتا" سنان أوغان عن دعمه الرئيس أردوغان في جولة الإعادة، فيما أعلنت أحزاب التحالف دعمها كلجدار أوغلو.

وأجرت شركة سوراس "Saros" استطلاعاً ما بين 16 و21 مايو، شمل 1868 ناخباً، وأظهر تقدّم أردوغان على كلجدار أوغلو. ويشير الاستطلاع الذي كان في السابق يُظهر تقدّم مرشح المعارضة قبل الجولة الأولى إلى أن أردوغان سيحصل على 53.1 في المائة، وكلجدار أوغلو على 46.9 في المائة.

من جهتها، أجرت شركة أصال "ASAL" استطلاعاً ما بين 19و24 مايو، شمل 2184 ناخباً، أظهر أن أردوغان سيحصل على 53.4 في المائة، وكلجدار أوغلو على 46.6 في المائة.

في حين أجرت شركة أوزدمير "Özdemir" استطلاعاً في 18 و22 مايو، شمل 5916 ناخباً في 81 ولاية تركية، وأظهر الاستطلاع تقدّم أردوغان بنسبة 54.12 في المائة، على منافسه كلجدار أوغلو الذي حصل على نسبة 45.88 في المائة في جولة الإعادة.

وأعلنت شركة كوندا "KONDA" أنها أجرت استطلاعاً شاملاً ما بين 20 و21 مايو، شمل 3607 ناخبين في 34 ولاية تركية، جرت فيها مراعاة الجنس. وأوضحت أن استطلاع الرأي شمل مدن أضنة وأنقرة وأنطاليا وغازي عنتاب وإسطنبول وإزمير وقونية وبورصة و26 مدينة أخرى. وأظهر الاستطلاع أن أردوغان سيحصل على نسبة 52.7 في المائة، أما منافسه كلجدار أوغلو فعلى نسبة 47.3 في المائة.