استمع إلى الملخص
- التوترات الدبلوماسية والمخاوف اليونانية: تزامن العرض مع تواصل دبلوماسي بين تركيا والولايات المتحدة، وأعربت الحكومة اليونانية عن قلقها من عودة تركيا إلى برنامج إف-35 وتأثيرها على موازين القوى في المنطقة.
- موقف تركيا الثابت وتداعيات العلاقات التركية الأميركية: أكدت صحيفة حرييت أن تركيا رفضت العروض الأميركية، وأن موقف أنقرة لم يتغير بخصوص السيطرة على الصواريخ. دفعت تركيا مليار و400 مليون دولار ثمن مقاتلات إف-35 التي لم تسلمها أميركا، مما أثر على العلاقات بين البلدين.
نقلت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء، عن نظيرتها اليونانية قولها إن الولايات المتحدة الأميركية عرضت على تركيا تسليمها منظومات صواريخ (إس- 400) الروسية، أو وضعها في قاعدة إنجرليك بإشرافها، مقابل عودة أنقرة إلى برنامج مقاتلات (إف-35) ورفع العقوبات، وهو ما رفضته أنقرة.
ونقلت قناة "خلق تي في" عن صحيفة "كاثيمرني" هذه المعلومات، فيما نقلت صحيفة حرييت أن أنقرة ترفض العروض الأميركية وأن واشنطن تخفف من شروطها. وأفادت الصحيفة اليونانية على هامش التواصل الدبلوماسي المستمر بين تركيا والولايات المتحدة أن الأخيرة عرضت على أنقرة عدم تفعيل الصواريخ مقابل المقاتلات، بعد طرد أنقرة سابقاً من برنامج إنتاج المقاتلات وعدم تسليمها المقاتلات التي اشترتها.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان الموجود في أميركا قد أعاد هذه المواضيع إلى أجندة الأحاديث خلال وجوده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتطرق فيها إلى العقوبات الأميركية وفق قانون كاتسا، كما أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد قال في تصريح صحافي له قبل أيام إن هناك سعياً إلى "حل خلاق" بين تركيا وأميركا بخصوص أنظمة صواريخ إف-35.
وقالت الصحيفة اليونانية في خبرها إن المسؤولين الأميركيين في لقاءاتهم المؤخرة مع نظرائهم الأتراك عرضوا تسليم الصواريخ الروسية لها، أو وضعها تحت الإشراف الأميركي في قاعدة إنجرليك جنوب تركيا، ما يساهم بحل الأزمة وتجاوزها.
وأكملت الصحيفة أن هذه المواقف أدت إلى ردود فعل من قبل الحكومة اليونانية وأعربت عن قلقها في حال عودة تركيا إلى برنامج مقاتلات إف-35 وتأثيرها على موازين القوى في المنطقة، وهي مخاوف كان نقلها سابقاً في 5 سبتمبر/ أيلول الجاري رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وكانت تركيا قد انضمت إلى برنامج تصنيع المقاتلات في العام 2002، وتسلمت أولى المقاتلات عام 2018، ولكن تركيا تسلمت أيضاً في العام 2019 صواريخ إس400 الروسية ما دفع واشنطن إلى معاقبة أنقرة وإخراجها من برنامج تصنيع المقاتلات وسحبت المقاتلات التي كان يجري الطيارون تدريبات عليها في أميركا.
وإزاء خبر الصحيفة اليونانية، قالت صحيفة حرييت من جانبها، اليوم الثلاثاء، إن تركيا ضمن المواد الـ25 التي سلمتها لأميركا في اجتماعات عقدت قبل أيام، عرضت مواد تتعلق بطلب أنقرة رفع العقوبات عنها وفق قانون كاتسا (المتعلق بمعاقبة الدول التي تتعاون مع أعداء أميركا)، وهذه المواد في مقدمة المطالب التركية. وأضافت أنه عندما تصل المحادثات بين تركيا وأميركا إلى مسألة عقوبات كاتسا، تكون هناك أخبار تربط هذه المسالة بالصواريخ الروسية، وهذه المرة كانت الحملة عبر صحيفة يونانية.
وأكدت الصحيفة أن تركيا رفضت العروض المقدمة لتركيا، وليس هناك تغير في مواقف أنقرة بخصوص الصواريخ، خاصة أنه عرض سابقاً أيضاً أن تشرف الولايات المتحدة على مراقبة الصواريخ ليس في قاعدة إنجرليك وإنما بإشراف منها في مكان وجودها وهو ما رفضته أنقرة. وأكملت حرييت أن النقطة الحالية التي تم الوصول إليها أن أنقرة تدرك بهذه المسألة رغبة واشنطن في تحقيق أي مكاسب خلال عملية رفع العقوبات على أنقرة وفق كاتسا، وملخص القول إن موقف أنقرة لم يتغير مهما كانت التسريبات وإن الصواريخ الروسية ستبقى بسيطرة تركية من دون أن تنتقل إلى السيطرة الأميركية.
وتقول أنقرة إنها دفعت مليار و400 مليون دولار ثمن مقاتلات إف 35 اشترتها من أميركا ولم تسلمها الأخيرة لها، فيما شكلت هذه الحادثة نقطة شرخ علاقات بين البلدين قبل سنوات، وما زالت تداعياتها حتى اليوم. وبعد التقارب التركي الأميركي عقب الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022، ورغبة توسعة الناتو في دخول السويد وفنلندا وقبول تركيا دخولها مقابل عدة شروط، تم تمرير صفقة مقاتلات إف16 جديدة وتحديث قرابة 80 مقاتلة عاملة في تركيا، وموافقة الكونغرس عليها وهي مرحلة لا تزال مستمرة من دون شوائب.