أمير الكويت الجديد يؤدي اليمين الدستورية ويوجه انتقادات للبرلمان والحكومة

20 ديسمبر 2023
أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (كونا)
+ الخط -

أدى أمير الكويت الجديد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، صباح اليوم الأربعاء، اليمين الدستورية، في جلسة خاصة علنية أمام البرلمان، خلفاً للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي توفي السبت الماضي عن 86 عاماً، عملاً بأحكام المادة الـ 60 من الدستور.

وتنص المادة الـ 60 من الدستور الكويتي على أن يؤدي الأمير، قبل ممارسة صلاحياته، اليمين الدستورية في جلسة خاصة لمجلس الأمة.

كذلك تنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة في الكويت على أنه إذا "خلا منصب أمير البلاد، نودي بوليّ العهد أميراً، فإذا خلا منصب الإمارة قبل تعيين وليّ للعهد، مارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة إلى حين اختيار الأمير".

وكان أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح قد زكّى، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، الشيخ مشعل الأحمد الصباح وليّاً للعهد، ليُبايَع بالإجماع في اليوم التالي من قِبل مجلس الأمة.

ووجّه رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، يوم الاثنين الماضي، دعوة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمة (البرلمان)، بناءً على طلب الحكومة، لأداء الأمير الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، اليمين الدستورية في جلسة خاصة علنية أمام البرلمان، اليوم الأربعاء.

ودخل الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى قاعة البرلمان وسط تصفيق من الحضور، قبل أن يُعلن رئيس مجلس الأمة عقد الجلسة الخاصة بمراسم أداء الأمير اليمين الدستورية، ويتلو الأمين العام النصوص القانونية والكتب الواردة من الحكومة، والخاصة بأداء الأمير اليمين الدستورية.

وتلا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح اليمين الدستورية، قبل أن يُلقي خطاب النطق السامي، الذي افتتحه بنعي الأمير الراحل، أخيه غير الشقيق، الشيخ نواف الأحمد الصباح، واصفاً إياه بـ"أخي ورفيق عمري ودربي"، ومُشيداً بآثاره لصالح الوطن والمواطنين.

سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يلقي النطق السامي بعد أداء سموه اليمين الدستورية أمام مجلس الأمةhttps://t.co/3ZtQGfnE2v#كونا #الكويت pic.twitter.com/Ho1aimanJE

— كونا KUNA (@kuna_ar) December 20, 2023

وأضاف: "كان بحق شيخ التواضع والمتواضعين (الشيخ نواف الأحمد)، وقد كان له منّا السمع والطاعة".

وعاهد أمير الكويت الجديد "الشعب الكويتي الوفي كممثلين له، أن أكون المواطن المخلص لوطنه وشعبه، الحريص على رعاية مصالح البلاد والعباد، المحافظ على الوحدة الوطنية، الساعي إلى رفعة الوطن وتقدمه ازدهاره، المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية والدستورية الراسخة، حامل لواء احترام القانون وتطبيقه، المحارب لكافة صور الفساد وأشكاله".

أمير الكويت يوجه انتقادات لاذعة للبرلمان والحكومة

ووجّه الشيخ مشعل الأحمد الصباح نقداً لاذعاً إلى البرلمان والحكومة، مُشيراً إلى مطالباته لهما في خطاباته السابقة، التي شدّد من خلالها على "الاستحقاقات الوطنية" التي كان ينبغي القيام بها من قِبل السلطتين التشريعية والتنفيذية لصالح الوطن والمواطنين، وأنه لم يلمس أي تغيير أو تصحيح للمسار.

وشدد لهجته في هذا السياق، قائلاً: "بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك، عندما تعاونت السلطتان واجتمعت كلمتهما على الإضرار بمصالح البلاد والعباد، وما حصل من تعيينات ونقل في بعض الوظائف والمناصب، التي لا تتفق معها أبسط معايير العدالة والإنصاف".

وواصل قائلاً: "وما حصل كذلك في ملف الجنسية من تغيير للهوية الكويتية، وما حصل في ملف العفو وما ترتب عليه من تداعيات، وما حصل من تسابق لملف رد الاعتبار لإقراره، إنه خير شاهد ودليل على مدى الإضرار بمصالح البلاد ومكتسباتها الوطنية"، مضيفاً: "ومما يزيد في الحزن والألم سكوت أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، عن هذا العبث المبرمج لهذه الملفات وغيرها، مما أسبغ عليها صفة الشرعية، وكأن الأمر أصبح بهذا السكوت يمثل صفقة تبادل المصالح والمنافع بين السلطتين على حساب مصالح الوطن والمواطنين".

وأكّد أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أنه جرى وقف جزء من هذا العبث، "وسيتم إن شاء الله التعامل مع باقي الملفات الأخرى فيما بعد، بما يحقق مصالح البلاد العليا".

وحذّر الأمير الجديد من الظروف المحيطة في البلاد، ما يتوجب على الجميع ضرورة إدراك عظم وحجم المسؤولية، وشدد على مراجعة "واقعنا الحالي من كافة جوانبه، خصوصاً الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية".

وكان مجلس الوزراء قد نادى بالشيخ مشعل الأحمد أميراً لدولة الكويت، بعد اجتماع استثنائي عقده، ظهر يوم السبت، عقب إعلان الديوان الأميري وفاة الأمير الراحل.

وأصبح الشيخ مشعل الأحمد حاكم البلاد السابع عشر، آخر أمراء الكويت من أبناء حاكم البلاد السابق الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذي حكم البلاد أربعة من أبنائه، ليُنقل الحكم بعدها إلى جيل جديد من أبناء الأسرة الحاكمة.

وينتظر الكويتيون اختيار الشيخ مشعل الأحمد الصباح لوليّ عهده القادم، في مدة أقصاها عام، وفق أحكام الدستور الكويتي.

وبعد أداء أمير الكويت الجديد اليمين الدستورية، رفع إليه رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، كتاب استقالة الحكومة، في إجراء بروتوكولي عند تولّي أمير جديد مقاليد الحكم، غير منصوص عليه قانونياً ودستورياً، لمنحه تجديد الثقة بالحكومة من عدمها، حيث كلّفه الأمير السابق.

وفي وقت لاحق، أصدر الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أمرا أميريا بقبول استقالة رئيس مجلس الوزراء والوزراء، على أن "يستمر كل منهما بتصريف العاجل من شؤون منصبه لحين تشكيل الوزارة الجديدة"، وفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

المساهمون