بداية الشهر الحالي شرع الجيش الأميركي بنشر قوة مشكلة حديثا في قاعدة العديد الجوية بقطر في أول انتشار أجنبي لها، وتمتلك القوة الفضائية سربًا من 20 طيارًا، وتتمثل مهامهم بالأساس برصد أي تهديدات محتملة في الفضاء، كتلك الناجمة عن التشويش على مسابر الفضاء الأميركية.
وتم إنشاء القوة، التي تحمل اسم "سبايس فورس"، رسمياً في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتضم عناصر من الشعبة السادسة للجيش الأميركي، وتعتبر أول خدمة عسكرية جديدة تشكلها واشنطن منذ إنشاء سلاح الجو عام 1947.
ووفق تقرير لصحيفة "ذا صن" البريطانية فإن الـ16 ألف طيار ومدني الذين يشكلون قوام "سبايس فورس" هم في الأساس عناصر ضمن سلاح الجو الأميركي، الذي كان يسهر سابقاً على رصد أي عمليات مريبة في الفضاء.
وأوردت تقارير إعلامية أميركية أن الرئيس دونالد ترامب أوضح أنه ينتظر من القوة العسكرية الجديدة أن تلعب دوراً محوياً في مستقبل جيش بلاده.
وخلال مراسم تبادل تسليم المهام بين الضباط والطيارين الأميركيين في قاعدة العديد، قال مدير قوات الفضاء في القيادة المركزية لسلاح الجو الأميركي، الكولونيل تود بنسون، "هذا الفريق يصنع التاريخ اليوم".
#ICYMI, deployed Airmen transitioned to the USSF ranks on September 1, 2020, at Al Udeid Air Base, Qatar. pic.twitter.com/riMxKdGKx6
— United States Space Force (@SpaceForceDoD) September 20, 2020
وأضاف: "من شاركوا في مراسم اليوم لم ينضموا فحسب لأحدث خدمة في بلادنا، بل انضموا إلى هذه الخدمة بينما هم مجندون للدفاع عن بلادنا. أو بعبارة أخرى، إنهم أول العناصر ضمن قوات الفضاء الأميركية الذين يتم نشرهم لدعم العمليات الحربية".
وسينضم لاحقا عدد آخر من عناصر الجيش الأميركي إلى وحدة "مشغلي الفضاء الأساسيين" الذين سيقومون بتشغيل الأقمار الصناعية وتتبع مناورات العدو ومحاولة تجنب الصراعات في الفضاء. وقال بنسون في تصريح لوكالة "أسوشييتد برس": "المهمات ليست جديدة والناس ليسوا بالضرورة جددًا".
وتابع قائلا: "لقد بدأنا نرى دولًا أخرى شديدة العدوانية في استعداد لمد الصراع إلى الفضاء.. يجب أن نكون قادرين على المنافسة والدفاع عن جميع مصالحنا الوطنية وحمايتها".
A new beginning!
— United States Space Force (@SpaceForceDoD) September 9, 2020
Several deployed AUAB Airmen transfer from USAF to USSF, making them the first Space Force members deployed in support of combat operations.https://t.co/bLeJxT9TFM
من جانبه، قال رئيس العمليات الفضائية في الجيش الأميركي، الجنرال جون رايموند، إن بلاده لا تريد خوض حروب في الفضاء، لكنه أشار إلى أنها يجب أن تكون مستعدة لحدوث أي صراع في الفضاء، مثل سائر المجالات الأخرى، ما يستدعي الكثير من الإعداد والتغيير، وفق تعبيره.
وخلال كلمة له بمناسبة مؤتمر لسلاح الجو الأميركي، أجري عن بعد بسبب جائحة فيروس كورونا، أوضح رايموند أن الشعار الذي يوجد على أرضية المبنى الذي يخلد ذكرى الحرب العالمية الثانية في العاصمة واشنطن "الانتصار على الأرض، الانتصار في البحر، الانتصار في الجو" ينبغي إعادة النظر فيه، لأنه بحسبه هذه المجالات الثلاثة لم تعد كافية لضمان الانتصار.
وتابع قائلا: "أنا لست واثقا بأنه يمكننا تحقيق النصر أو حتى المنافسة في صراع حديث من دون قوة فضائية".
وكانت خدمة الفضاء سابقاً في الجيش الأميركي تعنى بتوفير الدعم لقطاعات أخرى في الجيش، كسلاح المشاة والبحرية والجو، لكن مع إنشاء "سبايس فورس" فإنها ستهتم حصرا بالفضاء.
وتقع قاعدة "العديد" على بعد أكثر من ثلاثين كيلومتراً جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، ووضعتها قطر عام 2000 تحت تصرف الولايات المتحدة من دون توقيع أي اتفاق في حينه، وبدأ الأميركيون بإدارة القاعدة منذ عام 2001. وفي ديسمبر/كانون الأول 2002، وقّعت الدوحة وواشنطن اتفاقا يعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الأميركي في العديد.
وفي إبريل/ نيسان 2003، انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، إلى قاعدة العديد، وذلك بالاتفاق مع الجانب السعودي.
وتضم القاعدة العسكرية مختلف المرافق الرئيسة التي تتطلبها البنية التحتية للقاعدة، ومنها مرافق السكن، والخدمات الأساسية ومراكز القيادة والاتصالات، بالإضافة إلى مخازن الذخيرة. ويتمركز في قاعدة العديد أفراد من القوات المسلحة الأميركية، غالبيتهم من سلاح الجو، وتُعدّ واحدة من أهم القواعد العسكرية الأميركية في منطقة الخليج.