في مؤشر لبداية مرحلة جديدة بين أميركا وأوروبا مع انتخاب الديمقراطي جو بايدن رئيسا جديدًا للولايات المتحدة، يريد الكونغرس وقف انسحاب جزئي للقوات الأميركية من ألمانيا، والتي كان قد أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، مبررا خطوته بتقاعس ألمانيا عن الإنفاق الدفاعي الكافي لحلف الناتو، وهو الإعلان الذي قوبل بانتقادات كبيرة.
وتجلى الأمر بالإعلان عن توجه مجلسي النواب، الذي سيطر عليه الديمقراطيون، والشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، لمنع ترامب من ذلك، عبر مشروع قانون ميزانية وزارة الدفاع الأميركية للعام المقبل، والمكون من 4500 صفحة، والتي تتطلب بعد إقرارها توقيع الرئيس ترامب لتدخل حيز التنفيذ إذا لم يستخدم حق النقض، وعندها سيتعين نقضه بأغلبية الثلثين في مجلسي الكونغرس.
وبينت صحيفة "دي تسايت"، أن الكونغرس يطالب وزير الدفاع بأن يشرح ما إذا كان سحب ثلث أفراد القوات المسلحة المتمركزة في ألمانيا، حوالى 11900 جندي، يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، وما هي الآثار التي ستترتب على أمن أميركا وشركائها في أوروبا، وتأثيرات ذلك على الناتو والقدرة العملياتية للقوات المسلحة الأميركية وتكاليف الانسحاب. مع العلم أن مقر قيادة الجيش الأميركي في أوروبا يقع في مدينة فيسبادن الألمانية، وأكبر مستشفى عسكري أميركي خارج الولايات المتحدة موجود في لاندشتول، في حين تعتبر غرافنفورفي ولاية بافاريا واحدة من أكبر مناطق التدريب العسكري في أوروبا.
وفيما يتعلق بانسحاب ثلث العدد الإجمالي للجنود الأميركيين المتمركزين في ألمانيا، بيّنت التقارير أن المسودة، وفي الصفحة 1428، نصت على أن الكونغرس يواصل تقييم ألمانيا كشريك قوي في "الناتو"، وأن وجود قرابة 34500 جندي أميركي على الأراضي الألمانية يعتبر بمثابة رادع مهم لجهود روسيا التوسعية في أوروبا، فضلا عن أن القوات الأميركية لها مهمة مركزية أخرى تقوم على دعم العلميات الأميركية في الشرق الأوسط وأفريقيا وأفغانستان.
وأمام ما تقدم، أوردت شبكة "أس في آر" الإعلامية، أنه من المرجح أن يبقى سرب الطائرات من طراز "أف 16" في قاعدة "سبانغداهلم" الجوية في منطقة إيفل، والتي يتواجد فيها حوالي 10000 جندي أميركي يعيش بعضهم في القاعدة والباقون في حوالي 200 مجمع في المنطقة، علما أن القاعدة الجوية.
مسودة الحزمة التشريعية تظهر أن الكونغرس يعتزم تمديد العقوبات ضد الشركات المشاركة في تنفيذ خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا
ووفقا لما ذكرته القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي لأف"، فإن برلين تدفع سنويا ما مقداره مليار يورو سنويا لتمركز الجيش الأميركي. وفي السياق، رحب وزير الاقتصاد في ولاية بافاريا، هوبرت إيفنغر، بمشروع قانون الكونغرس، واعتبر أن وقف الانسحاب سيكون بشرى سارة للولايات التي تتمركز فيها القوات العسكرية الأميركية، عدا عن أنه يحفظ حوالي 3300 وظيفة.
وفي ردود الفعل على هذا التوجه، تفيد التعليقات بأن قرار بايدن تعيين توني بلينكين وزيرا للخارجية في عهده، يوفر أرضية خصبة لعودة العلاقة بين البلدين إلى سابق عهدها، على اعتبار أنه يعارض أساسا خطط ترامب بسحب قوات بلاده من ألمانيا. ووفق التقارير فإن الانسحاب الذي كان مخططا له أن يتم بأسرع وقت ممكن بات في حكم المؤجل عمليا بعد هزيمة ترامب الانتخابية أمام الديمقراطي جو بايدن، الذي سيدخل البيت الأبيض رسميا يوم 20 يناير/كانون الثاني من العام المقبل.
وفي شأن ذي صلة، أبرزت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية أن مسودة الحزمة التشريعية تظهر أن الكونغرس يعتزم تمديد العقوبات ضد الشركات المشاركة في تنفيذ خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، لكنه يريد استشارة الدول الأوروبية الشريكة مسبقا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المسودة تشير إلى أنه لا ينبغي فرض عقوبات على حكومات ألمانيا والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج وبريطانيا بسبب "نورد ستريم 2".