ألمانيا تترأس مجموعة السبع.. حماية المناخ ومكافحة الأوبئة وتعزيز التعاون الدولي تتصدر الاهتمامات

02 يناير 2022
ستركز ألمانيا خلال رئاستها المجموعة على الديمقراطية وحماية المناخ والبيئة والصحة (Getty)
+ الخط -

تسلّمت ألمانيا من بريطانيا في الأول من يناير/كانون الثاني 2022 رئاسة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، والتي ستستمر لمدة عام كامل. ورغم تزاحم الملفات الداخلية التي تشغل الألمان في المرحلة المقبلة؛ فإن الأنظار تتجه إلى ما يمكن أن يقدمه المستشار الاشتراكي الجديد، أولاف شولتز، لألمانيا بعد 16 عاماً قضتها المستشارة أنجيلا ميركل في الحكم.

وكشفت وزراة الخارجية الألمانية، أن الموضوعات المركزية لبرنامج الرئاسة الألمانية تشمل الالتزام الثابت بمجتمعات ديمقراطية منفتحة، وإنشاء تحالفات قوية لحماية المناخ والبيئة، والصحة العالمية، وتوسيع الشركات لتعزيز التنمية المستدامة والبنية التحتية، هذا بالإضافة إلى التنسيق الوثيق بشأن أزمات السياسة الخارجية والأمنية الحالية. وتشير التقارير إلى أن الجزء الأهم والأكثر وضوحاً في عمل مجموعة السبع؛ يتمثل في القمة السنوية التي تدعو إليها الرئاسة، رؤساء الدول والحكومات منتصف العام، حيث تتيح هذه الاجتماعات الفرصة لتبادل وجهات النظر شخصياً وإطلاق المبادرات المشتركة.

وتفيد تقارير بأن شولتز يريد أن يترك انطباعاً أفضل في الاجتماع الدولي المهم، المقررانعقاده بين 26 و28 يونيو/حزيران المقبل، في قصر ألماو في جبال الألب البافارية، بعد أن كان تولى مسؤولية التحضير لقمة العشرين وأمنها، التي عُقدت عام 2017 في مدينته هامبورغ، بصفته عمدة للمدينة في ذلك الوقت.

وفي السياق، أكّد المستشار في خطابه بمناسبة العام الجديد، أن رئاسة دول السبع ستكون فرصة لجعل هذه المجموعة رائدة في مجال الأعمال التجارية العادلة والحيادية مناخياً، مشدداً على أهمية التعاون الدولي، في عالم بات يقرب عدد سكانه من عشرة مليارات نسمة، ورأى أنه "لن تُسمع أصواتنا إلا عندما نقدم أداء متناغماً مع كثر آخرين"، في إشارة إلى ضرورة خلق انسجام حول الملفات التي تهيمن على رئاسة ألمانيا للمجموعة، ومن بينها الالتزام بالمعاهدات الدولية، والعديد من الأزمات الأخرى، كالنزاع النووي مع إيران، والصراع المتدهور حالياً بين روسيا وأوكرانيا.

وحيال ذلك، أشارت "دي تسايت" إلى صعوبة التعامل مع روسيا، التي تم قبولها في المجموعة عام 1998 قبل أن يتم استبعادها مرة أخرى عام 2014 بسبب ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتفيد التحليلات بأن عودة موسكو ليست في الأفق، وأن دول السبع تحاول تمييز نفسها كمجموعة من الدول التي تدافع عن القيم الغربية في نظام المنافسة مع دول مثل الصين وروسيا، ولذلك دعت بريطانيا في 2021 دولاً مثل الهند وكوريا الجنوبية وأستراليا وجنوب أفريقيا لحضور القمة.

من جهة ثانية، ثمة مواقف مختلفة بين أطراف الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الذي ما زال يبحث عن توجهات مشتركة، مع مطالبة وزيرة الخارجية، بأن تكون سياسة المناخ مستقبلاً جزءاً محورياً من السياسة الخارجية الألمانية، بالإضافة إلى نية الشريك الثالث، الليبرالي الحر، وضع قضايا الرقمنة على جدول أعمال اجتماعات وزراء مالية الدول السبع ومحافظي بنوكها المركزية.

وكشفت "إي آر دي" الإخبارية، أن أحزاباً معارضة في البوندستاغ تبدي تشكيكها بشأن قدرة التحالف الحكومي على لعب دور رئيس في رئاسة المجموعة، حيث انتقد نائب رئيس كتلة المسيحي الديمقراطي، يوهان فادفول، الحكومة التي يرى أنها تعاني من "ارتباك الأصوات" داخلها، مع تهديدات وزيرة الدفاع، كريستين لامبرشت، بفرض عقوبات على روسيا، فيما قال زميلها زعيم كتلة الاشتراكي، رولف موتزينيتش، إن لأوكرانيا مسؤولية مشتركة في تصعيد الصراع، وعلى شولتز إعادة الانتظام، مشدداً على أنه من المهم أن يعارض الغرب السياسي بشكل موحّد الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين.

أمام ما تقدم، يبقى الجدل قائماً، حول أي سياسة يمكن ترجيحها؛ الصرامة أم الحوار، ومن الذي سيحدد مسار السياسة الخارجية؛ المستشار أم وزارة الخارجية. ورغم أن شولتز لا يرى سبباً للشك في وحدة الحكومة؛ فإن الأمر سيبقى معلقاً لحين انعقاد القمة مطلع الصيف المقبل، حيث ستكون أنظار العالم متجهة إلى ألمانيا.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السبع، والتي تضم كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة؛ ليست منظمة دولية، وليس لها هياكل ثابتة مثل الأمانة العامة، ويشارك فيها الاتحاد الأوروبي منذ عام 1977، والرئاسة تنظّم التحضير للاجتماعات الوزارية والقمة ضمن مجموعات عمل، ونتائج مدولاتها غير رسمية، إنما تشكل إطاراً عاماً لاتخاذ موقف واضح تجاه التحديات الحالية في السياسة الخارجية والأمنية.

المساهمون