ألمانيا: "الاشتراكي الديمقراطي" ينتخب قيادة متجانسة تحصن مسيرة شولتز 

11 ديسمبر 2021
من اليسار إلى اليمين: شولتز وإسكن وكلينغبايل (هانيبال هانشكي/ فرانس برس)
+ الخط -

انتخب حزب "الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا، خلال مؤتمره الرقمي الذي عقد اليوم السبت في برلين، الأمين العام للحزب لارس كلينغبايل (43 عاما)، زعيما مشاركا للحزب، إلى جانب الزعيمة ساسكيا إسكن التي أعيد انتخابها مجددا لقيادة الحزب العريق خلال المرحلة المقبلة.

ونالت إسكن التي قادت الحزب إلى جانب نوربرت فالتر بوريانس خلال العامين الماضيين، ما نسبته 76,7 % من الأصوات، أي حوالي 465 صوتا من أصل 606 أصوات، مقابل 86,3% لكلينغبايل، بما يعادل 523 صوتا. وانتخب نائب رئيس الحزب عضو "البوندستاغ" المنتخب حديثًا والمعروف بجرأته كيفن كوهنرت (32 عامًا) خلفًا لكلينغبايل في منصب الأمين العام للحزب بنسبة 77,8%.

إلا أن تأكيد اعتماد كوهنرت يبقى مرهونًا بالتصويت في البريد مع حلول عطلة نهاية الأسبوع القادم، على أن تجتمع اللجنة التنفيذية الجديدة للمرة الأولى يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول الحالي . كما تم انتخاب كامل قيادة الحزب، حيث سيتولى توماس كوتشاتي القيادي بالحزب في ولاية شمال الراين وستفاليا منصب نائب الرئيس، فيما أعيد انتخاب وزيرة البناء الاتحادية كلارا غيفيتز ووزير العمل هوبرتوس هايل  كممثلين لزعامة الحزب إلى جانب باقي الأعضاء. 

وفي كلمة له خلال تقديم نفسه مرشحاً لزعامة الحزب أمام حوالي 600 مندوب شارك أغلبيتهم عبر تقنية الفيديو بسبب تفشي جائحة كورونا، إضافة إلى 30 مندوبا معظمهم من أعضاء اللجنة التنفيذية قد حضروا إلى مركز المؤتمرات في العاصمة، دعا كلينغبايل إلى الوحدة من أجل تحقيق المزيد من النجاح الانتخابي.

وقال إن "الانتصارات الانتخابية ممكنة وضرورية، وعليه من المهم أن يكون الحزب متحداً عندما يقدم المستشار أولاف شولتز للبلد"، مضيفًا "نحن على أعتاب عقد ديمقراطي اجتماعي".

أما إسكن فدعت حزبها للعمل على الاستمرار في تحقيق النجاحات بعد الفوز الانتخابي الكبير، مشيرة إلى فخرها واعتزازها بعودة "الاشتراكي الديمقراطي" إلى رئاسة الحكومة، مؤكدة أن الحزب متحد كما لم يكن منذ سنوات عديدة.

انطلاقة جديدة لـ"الاشتراكي الديمقراطي"

وفي تعليقات على ما حل بـ"الاشتراكي الديمقراطي" بصفته الحزب الحاكم حاليا، أشارت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، إلى أن "الحزب يؤدي دورا جديدا، ومن غير المتوقع الحديث عن فورات معارضة داخل الحزب اليساري، وذلك بعد أن بات كثير من المراهنين البارعين ضد حزبهم من أصحاب القرار ومقدمتهم كوهنرت الذي انتخب أمينا عاما للحزب".

وقال كوهنرت في مقابلة مع الشبكة نفسها، أن "حزبه يعيش حاليا انطلاقة جديدة، وسيترجم ذلك في الأسلوب السياسي والتواصل وفي مضمون النقاشات"، مشيرًا إلى أن الحكومة ستقوم بمخاطبة الناس بشكل مباشر، فيما أبدى ثقته بأسلوب الحكم الديمقراطي للمستشار شولتز.

إلى ذلك، أشارت "تاغس شبيغل" إلى أن "الاشتراكي الديمقراطي" قد أعاد تنظيم نفسه، مؤكدة أنه تطور بشكل لم يكن يتوقعه أحد، وذلك بعد أن نشأت خماسية تثق ببعضها بعضا، في إشارة إلى الزعامة المشتركة لإيسكن وفالتر بوريانس وكلينغبايل وزعيم كتلة الحزب في "البوندستاغ" رولف موتزينيتش مع أولاف شولتز الذي خاض المنافسة على منصب المستشار خلال الحملة الانتخابية بثقة وعزيمة.

كلينغبايل مهندس الحملة الانتخابية لشولتز

ويعتبر كلينغبايل مهندس الحملة الانتخابية لشولتز، إذ نجح على وجه التحديد في الترويج لتجديد وتحديث الحزب، وشدد حينها على أهمية استعادة المزيد من الاحترام والتماسك في المجتمع. كما يعتبر كلينغبايل ممثل الجناح المحافظ، إذ يعتبر براغماتيا ويتحلى بصفات قيادية وخبرة عملية بعد أن عمل في مكتب غيرهارد شرودر.

علاوة على ذلك، فإن ما سيساعد الزعيم الشاب كلينغبايل هي علاقته الوطيدة بالأمين العام الجديد الموهوب خطابيا كوهنرت الذي وضع نفسه حاليا بقوة في خدمة حزبه بعد أن دعم المستشار شولتز بإخلاص في حملته إلى المستشارية.

ولفتت الصحيفة إلى أن كوهنرت لن يتخلى عن صورته، وهو الذي اعتبر تنازلات شريكي الائتلاف الحكومي "الخضر" و"الليبرالي الحر" لم تكن كافية، حيث دعا حزبه إلى السعي بشجاعة لتحقيق أهداف أكبر. كما أن وجود كوهنرت في سدة المسؤولية سيضمن ربط جيل الشباب بشكل وثيق بالحزب، عدا عن ضمان عدم وجود معارضة لشولتز.

المساهمون