ألبانيا تسلم تركيا مقرّباً من زعيم المافيا سادات بيكر

18 سبتمبر 2022
سادات بيكر يقيم في الإمارات (تويتر)
+ الخط -

أعلنت السلطات الأمنية التركية، اليوم الأحد، عن تسلمها مقرّبا من رجل الأعمال التركي وزعيم المافيا، سادات بيكر، والمدعو أحمد إمرة أولور من دولة ألبانيا بعد ترحيله من دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أيام.

ويحاكم بيكر غيابيا في تركيا بتهم "تشكيل عصابات" و"تبييض أموال" و"القيام بأنشطة غير شرعية"، حيث نشر قبل أكثر من عام فيديوهات قال إنها عن علاقته مع حزب العدالة والتنمية الحاكم ووزير الداخلية سليمان صويلو.

ولاقت المقاطع التي نشرها بيكر مشاهدات بنسب كبيرة ما أحرج الحكومة، التي طالبت باستعادته من الإمارات التي يقيم بها، فيما لجأت أبوظبي لمنعه من نشر فيديوهات جديدة.

والمعتقل أولور يعد المستشار الإعلامي لبيكر وهو المسؤول عن منشوراته عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصل أولور إلى إسطنبول صباح اليوم برفقة قوات أمنية بعد أن ألقت الشرطة الدولية "الإنتربول"، القبض عليه في ألبانيا، حيث وصل عبر رحلة تجارية من تيرانا إلى مطار إسطنبول.

وقال بيان صادر عن مديرية الأمن العامة في تركيا، أن "إمرة أولور غادر تركيا في 23 مايو/ أيار من عام 2021 إلى مقدونيا الشمالية، حيث يتهم بعضوية منظمة سادات بيكر الإجرامية، والدعاية لهذه المنظمة، والتهديد، حيث جرت تحقيقات للتأكيد من مكان وجوده خلال هذه الفترة بعد التهم التي وجهت إليه".

وأضاف البيان "عملت مديرية الأمن على مخاطبة دول البلقان من أجل معرفة مكان أولور، وفي 12 من سبتمبر/ أيلول الجاري وتم التحقق من مغادرته تيرانا إلى أبوظبي عاصمة الإمارات، وفي 16 من نفس الشهر، تأكدت أجهزة الأمن والسفارة التركية في الإمارات بأن أولور سيُرحَّل".

وأكملت مديرية الأمن أنها "بعد أن تلقت هذه المعلومات وبعد متابعته تأكدت من أن ترحيله كان إلى صربيا التي لم تتعامل بإيجابية مع المطالب التركية بإلقاء القبض عليه، لأنه مسافر على الخطوط الدولية، وجرى التأكد من أنه سيغادر من صربيا إلى تيرانا".

وقالت إن "مديرية الأمن التركية تواصلت مع نظيرتها في ألبانيا والإنتربول، وبعد الاتصال بين وزيري داخلية البلدين، تم اعتقال أولور في ساعات الصباح في 17 من الشهر الجاري بمطار تيرانا".

وختمت بيانها قائلة إن "قوة أمنية تابعة للإنتربول التركي ومديرية الأمن انتقلت إلى تيرانا وتسلمت أحمد أمرة أولور وأعادته اليوم في ساعات الصباح إلى تركيا، حيث جرى توقيفه والتحقيق معه ومواصلة الإجراءات القضائية بحقه أصولا".

ومن اللافت أن الكشف عن العملية ترافق مع عدة أحداث شهدتها إسطنبول في الأيام الماضية مرتبطة مع مجموعة بيكر الذي لديه مقار في إسطنبول، وأحدها هجوم على أحد المواطنين ويدعى جنك تشليك كان نشر فيديوهات يقلد ويسخر من بيكر ومن أسلوبه، حيث استهدف بالرصاص وأصيب بشكل بالغ في الحي الذي يقيم فيه.

ونفى بيكر عبر محاميه أن يكون قد استهدف تشليك.

كما هاجم في الأيام السابقة مجهولون مقار تابعة لرجل المافيا في إسطنبول، أسفرت عن إصابات في فريق الحماية التابع له.

وفي فبراير/ شباط الماضي، طالبت وزارة العدل التركية، السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتقال بيكر، المقيم هناك على خلفية استصدار نشرة حمراء بحقه، تمهيداً لإعادته إلى تركيا.

وصدرت في الأول من فبراير/ شباط الماضي مذكرة توقيف دولية بحق بيكر في 194 دولة بعد قرار اعتقال صدر عن محكمتين تركيتين.

وتوقف بيكر عن نشر مقاطع فيديو جديدة منذ نحو عام، كان يستعرض فيها ما يقول إنه تجاوزات حكومية وعلاقات بين مسؤولين بحزب "العدالة والتنمية" والمافيا وتجارة المخدرات، ولاقت تلك المشاهد اهتماما كبيرا على وسائط التواصل الاجتماعي وأثارت جدلا سياسيا.

وفي يونيو/ حزيران من العام الماضي، كشف بيكر أنه التقى مسؤولين أمنيين إماراتيين، وقال آنذاك: "جرى حوار مطول معي يتعلق بالادعاءات التي تساق بحقي، وأفادوا بأنه لا توجد بحقي أي نشرة حمراء من قبل الإنتربول، وأني ضيف في البلاد مثل بقية المواطنين، وأنهم يتلقون عددا كبيرا من المعلومات الاستخبارية لتنفيذ عمليات اغتيال بحقي، وأبلغتهم معرفتي بذلك".

وأضاف: "أبلغوني بأنه لا توجد أي مشكلة في حال رغبتي في مغادرة البلاد أو البقاء فيها"، مشيراً إلى أن السلطات الإماراتية "عاملته بلطف مثل بقية المواطنين".

وعقب هذا اللقاء اكتفى بيكر بنشر تغريدات عبر "تويتر" لما كان يريد أن يوصله من تسريبات، من دون أن تلقى الاهتمام نفسه الذي لاقته مقاطع الفيديو التي نشرها سابقا وبلغ عددها تسعة.

المساهمون