أفريقيا الوسطى: 12 قتيلاً في كمين للمتمردين

06 أكتوبر 2021
قوات أفريقية في بانغي (باربرا ديبو/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل ما لا يقلّ عن 11 مدنياً، أمس الثلاثاء، على أيدي متمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تشهد قتالاً بين مجموعات مسلحة والجيش، على بعد 380 كيلومتراً شرقي العاصمة بانغي، وفق ما ذكر نائب قائد شرطة المنطقة ساتورنين نيكيس غريبانديت لوكالة "فرانس برس". وكشف أن "المتمردين هاجموا ثلاث سيارات، وبلغت حصيلة القتلى 11 مدنياً إضافة إلى 6 جرحى" بالقرب من بامباري.

من جهته، أفاد حاكم إقليم أواكا فيكتور بيسيكوين لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، بأن ما لا يقل عن 12 شخصاً لقوا حتفهم عندما نصب متمردون كميناً لثلاث شاحنات تقلّ ركاباً من عاصمة إقليمية وأضرموا النيران فيها. وقال إن الشاحنات كانت في طريقها إلى بلدة ألينداو من بامباري، عاصمة الإقليم الذي مزقته الحرب، عندما هاجمها مسلحون مرتبطون بـ"تحالف الوطنيين من أجل التغيير" من الغابة، أمس الثلاثاء. وأضاف "الحصيلة الأولية هي 12 قتيلاً وعدة جرحى مع ترجيح وفاتهم".

نصب متمردون كميناً لثلاث شاحنات تقلّ ركاباً من عاصمة إقليمية وأضرموا النيران فيها

وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" الخيرية، التي تدعم المستشفى الرئيسي في بامباري، أن المستشفى استقبل 15 جثة وسبعة جرحى بطلقات نارية بعد هجوم أمس. وأضافت أن من بين القتلى طفلاً في الخامسة من العمر، مشيرة إلى أنها لا تملك معلومات عن الواقعة، لكنها أبدت قلقها "إزاء تأثير العنف المستمر في جمهورية أفريقيا الوسطى على المدنيين". ولم يتسنّ الوصول إلى متمردي "تحالف الوطنيين من أجل التغيير" للحصول على تعقيب. وأظهرت لقطات انتشرت على الإنترنت مقصورة القيادة الخاصة بشاحنة وقد تفحّمت، وحولها ما لا يقل عن عشر جثث غير محترقة، ما يشير إلى أن الضحايا ماتوا بعيداً عن الحريق. ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التحقق من صحة الصور. وأكد ممثل لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى وقوع الهجوم من دون تقديم تفاصيل إضافية. 

وتشهد جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تحتل المرتبة الثانية بين الدول الأقل تطوراً في العالم، أزمة سياسية وعسكرية خطيرة منذ عام 2013، خفّت حدّتها منذ عام 2018، رغم عدم سيطرة السلطة المركزية على أجزاء كاملة من أراضيها. وفي بامباري، رابع أكبر مدن البلاد، مددت السلطات في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي ساعات حظر التجول بعد هجمات شنها متمردون على جنود. وسبق أن قُتل جنديان في جيش أفريقيا الوسطى على يد "تحالف الوطنيين من أجل التغيير".

مستشفى "أطباء بلا حدود" استقبل 15 جثة وسبعة جرحى

 

وكانت ست مجموعات مسلّحة، تسيطر على ثلثي مساحة البلاد، قد اتحدت في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وشنّت في 19 من الشهر نفسه، أي قبل ثمانية أيام من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، هجوماً بهدف منع إعادة انتخاب الرئيس فوستان أرشانج تواديرا. لكنها واجهت قوات تفوقها عدة وعتاداً ومجهزة بشكل كبير تتمثل بجيش أفريقيا الوسطى وقوة الأمم المتحدة المنتشرة منذ عام 2014، وتضم نحو 12 ألف جندي ومئات الجنود الروانديين الذين أرسلتهم كيغالي، وقوات شبه عسكرية روسية جاءت بقرار من موسكو في بداية هجوم المتمردين لإنقاذ تواديرا. وأقرت بانغي، يوم الجمعة الماضي، بجزء من الاتهامات التي وجهتها الأمم المتحدة إليها في مارس/آذار الماضي، خصوصاً بشأن جرائم وأعمال تعذيب ارتكب معظمها "متمردون" وكذلك جنود وسط أفريقيون وحلفاؤهم من "المدربين الروس".
(فرانس برس، رويترز)